مرّ شهر ونصف منذ آخر تدوينة هنا في تحدّي “تدوينة كل أسبوع” الذي وضعته كتحدٍ على الاستمرار في الكتابة وجعلها عادة أسبوعية أخرى. لم يكن بالأمر المستحيل. لكنه بات موتّراً مع التساؤلات التي لا تكفّ عن أهمية ما يُكتب. أضف إلى ذلك القراءة وترتيب الأفكار والتحضير اللازم للخروج بمحتوى جيّد على الأقل. لا أنفي أنني خلال فترة ما كنت أؤنّب نفسي لأنني لم أكتب شيئاً جيداً -يُرضيني- أو يستحق أن يقرؤه الآخرون. وتوصّلت إلى حلّ “وسط”، الاستمرار في الكتابة لا يلزم النشر في المدونة، وأن العبرة بالجودة لا بالكمّ.
بدأت الكتابة في المسودات قبل النوم. أو في الأوقات التي يقضيها الصغيرين على أجهزتهم الالكترونية، وهي طويلة في الحقيقة. ثم -وهي الأكثر متعة- الكتابة التي نشترك فيها نحن الثلاثة نهاية اليوم. خصصنا دفتراً يكتب فيه كل منا سؤالاً ويجيب عليه البقية لتكون النتيجة ٣ أسئلة كل ليلة. جاءت الفكرة حين رأوا الأوراق والدفاتر التي اخترتها من سنوات دراستهم التي أبقيت عليها. كانوا يقلّبونها ذات يوم، ثم صرخ مجاهد “علينا أن نبقيها كذكرى!“. أحببت الفكرة أكثر كونهما وصلا مرحلة التمكّن عن التعبير عن أنفسهم وما يريدون بشكل أفضل. ولأننا أصبحنا نتخاطب بشكل أعمق ولغة أكبر من كونهما مجرد صغيرين.
لماذا قبل النوم؟ لأنه الوقت الذي نكون فيه هادئين غالباً حيث تنتهي مطالِبهما وتنتهي أوامري، ولا ينشغل فيه أحد منا بهاتفه.
شوفي نعناعة تكبر!
أصبحت تتكرر تلك الجملة مؤخراً في محادثاتي مع رحاب عما يدور في هذا الجانب من الأرض. نبتة النعناع التي ابتعتها قبل ٥ أسابيع تقريباً والتي ذكّرتني برحاب فور رؤيتها. والآن أصبح متاحاً لي شرب كأس من الليمون بالنعناع البارد نهاية يوم طويل. العادة الجديدة امتدت إلى مستورة التي تحضّره مشروباً ساخناً في مكتبنا.
تذكرون هذا المشهد من فيلم Eat, Pray, Love؟. هذا بالضبط ما أصبحت الرعاية بالنباتات المنزلية تترك من أثر على نفسي. أُضيف إلى روتين الصباح اليومي متابعة النباتات وريّ ما يستلزم منها، أو تعديل ستائر النوافذ حسب الأجواء اليومية لئلا تحترق الأوراق مثلاً من ضوء الشمس المباشر. أحببت أن تكون “ممارسات” عادية كهذه عادة حسنة تجلب الراحة إلى نفسي وتحمّسني إلى بدء اليوم قبل كوب القهوة. يتبع ذلك روتين نهاية الأسبوع للعناية بالنباتات وفِقاً لما تحتاجه من تسميد أو تنظيف للتربة والتخلص من الأوراق.
نباتات..
ولأن حبّ النباتات لا ينتهي، أضفت مجموعة جديدة من النباتات مثل الصبار الذي كانت أولى تجاربي الفاشلة معه قبل ١٠ سنوات. ثم اقتنيت ليلة عيد الفطر نبتة Ficus Lyrata أو اللي تُعرف بإسم Fiddle Leaf Fig، بعد أن رأيتها مرات كثيرة خارج الفنادق هنا على الرغم من كونِها نبتة تتطلب نوعاً خاصاً من العناية كمقدار معين من الشمس غير المباشرة طِوال اليوم والريّ المعتدل. اشتريتها صغيرة نوعاً بما أنها تنمو سريعاً.
أكثر الأمور الإيجابية في هذا البيت أن أشعة الشمس غير مباشرة على الشرفة -التي لا يزيد عرضها في الأساس عن ٦٠سم- مايعني فرصة كبيرة للزراعة المعلّقة على حوافّ الشرفة أو الزراعة الوعائية (Pot Planting) و إنشاء حديقة مصغرة في وعاء نباتي واحد، وهو ما يناسب الساكنين في المدن لاسيّما الأماكن ذات المساحة المحدودة. وضعت خطة لزراعة نباتات ليست للزينة فقط، لكنها إحدى مكوّنات أطباقنا اليومية، مثل “نعناعة“، وهو ما أتعلّمه هذه الأيام من زراعة الكزبرة والبقدونس والخس قبل المغامرة بشتلات أكبر ونباتات أكثر تعقيداً.
أبيض.. كل شيء أبيض
في الفترة الماضية؛ أحدثت عدة تغييرات كذلك على البيت وما يتعلّق به. أصبحت أحب اللون الأبيض فيما أقتني. أصبحت مؤخراً أنجذب إلى الملابس البيضاء بكل خاماتها. ثم أصبح هوساً بالأوعية البيضاء للنباتات، ثم رغبتي بتجديد اللون الأبيض على جدران البيت ليعكس اللون الأسود/البني الغامق للأثاث. وهو من ناحية، لا يتضارب مع الأجواء الاستوائية المشمسة طِوال اليوم. أسمّيه هوساً هنا بعد أن علّقت دانة “كله أبيض يا ماما؟!” حين انتقل الأمر إلى أغطية الأسرة والمناشف وأدوات المائدة والمطبخ. يعود الأمر حين قررت تجديد الكثير من مقتنياتنا المنزلية والابتعاد عن المنتجات البلاستيكية تدريجياً. بالطبع مع التخلص من القديم منها والتي ما عادت تناسب متطلباتنا اليومية. كانت النتيجة إيجابية حتى الآن. أصبحت أركان البيت توحي بنظافة وبساطة أكثر، كونها مريحة للعين ولا تشتت الانتباه.
لا تعليق