لسبب ما تمنحني الأشجار شيئاً من السعادة بلونها الأخضر وألوان أخرى. حاولت عدة مرات الاهتمام بالصبار خلال أيام الدراسة، لكنني -ببساطة- قتلت مجموعة منها. ثم بدأت بزراعة النباتات المُزهرة التي يسهل العناية بها حينما كنت أسكن وسط كوالالمبور، ونقلتها معي إلى بيت آخر في أطراف كوالالمبور، وطبعاً بعتُها وتخلّصت منها حينما تغيّر أسلوب حياتي وأصبحت بلا بيت. ثم حينما قررت الاستقرار بشكل جزئي هذا العام في كوالالمبور، وأصبحت لديّ شقة، أصبحت مهووسة أكثر بالأشجار المنزلية. العناية بها تخفف من مشاكل البقاء طويلاً في البيت، والتغيّر المستمر الذي تمرّ تهوّن عليّ مشاكل الاكتئاب.
كَوني متحمسة للزراعة المنزلية، غالباً ما أجد نفسي في محادثة مع أصدقائي الذين يستشيرونني عن مشاكل تمرّ بها نباتاتهم. أو أسئلة ممن يرغبون في شراء النباتات المنزلية لأول مرة، تتراوح الأسئلة عادةً من “أي نوع يجب أن أشتري؟” إلى “قتلت صباراً، هل لديك أي اقتراحات؟”. لكنني أيضاً لست خبيرة نباتات أبداً، وتجربتي معها لا تزال قصيرة جداً، وبالكاد تزيد على ستة أشهر. وربما كانت أفضل تجاربي مع الزراعة حتى الآن هي شجرة الموز، نعم، في شقتي الصغيرة شجرة موز.
أحب هذا الشغف أو الموضة الأخيرة في الاهتمام بالمساكن وتجميلها، خاصة حينما أصبحنا غير قادرين على مغادرة بيوتنا. أحب حماس الناس لشراء نبتة لمنزلهم، خاصة إذا لم يحالفهم الحظ في المرة الأولى. هذا يعني أنهم على استعداد للتجربة مرة أخرى، وربما تنجح تجربتهم هذه المرة.
أسس لزراعة النباتات بالداخل
إن كنت في محادثة عابرة، فسأطرح بعض الأسئلة السريعة، مثل، هل تطل نافذتك على الشمال أم الجنوب؟ هل أنت مهتم نسبياً بالنباتات؟ وهل منزلك معرض للرياح أو جاف حقاً في أشهر الشتاء؟ قد أقترح نباتًا يسهل العناية به نسبياً، مثل نبات الثعبان (Sansevieria sp)، أو نبات زاميوكولكاس (Zamioculcas zamiifolia)، أو البوثوس الذهبي (Epipremnum Aureum) على سبيل المثال. يمكن للعديد من هذه الأشجار تحمّل تجارب المبتدئين، والذين كنت أنا شخصياً منهم، والذي يمكن أن يزرع الثقة بالقدرة على العناية بالمزروعات في نفوس المبتدئين. أما إن كنا في جلسة مطوّلة، كما حدث قبل أشهر مع “نسرين”، فغالباً ما أتطرّق إلى أمور أكثر تفرّعاً، بناءً على تجربتي الشخصية فقط.
أريد التنويه أيضاً إلى أنني لا أعرف إلا الأسماء الإنجليزية/العلمية للنباتات، وحاولت قدر الإمكان هنا البحث عن أسمائها بالعربية، فإن كانت خاطئة يُرجى تصحيحها. 🙂
١) الإضاءة
يعتبر الضوء إلى حد بعيد أحد أهم العناصر للنبات. هذه الأوراق الخضراء عبارة عن ألواح شمسية عملاقة، والتي من خلال المحور الضوئي، أو حركة الاستجابة للضوء، تضع نفسها بشكل استراتيجي لالتقاط أكبر قدر ممكن من الشمس في كثير من الأحيان. ضع في اعتبارك ظروف الإضاءة في شقتك أو منزلك أو غرفتك أولاً قبل اختيار النبات الذي تريده. ثم ابدأ بحصر نطاق اختياراتك.
حينما اخترت هذه الشقة التي أسكنها الآن، تأكدت من أنها مطلّة على الجنوب، والذي يعني أنني سأكون محظوظة بأشعة الشروق والغروب معاً، بينما تكون محمية جزئياً خلال فترة الظهيرة. شمس ماليزيا لا يرحم حينما يكون مباشراً، سواء الشروق أو الغروب. كانت الفكرة أن أجلب مجموعة بسيطة من النباتات فقط حتى أكسر جمود الأثاث الغامق. لكن، أصبح شراء الزرعات هوساً! أقول هوساً؛ لأنني وحتى وقت كتابة هذه التدوينة مُحاطة بحوالي ٧٠ نبتة، وربما اشتريت ٩٠ زرعة من أغسطس ٢٠٢٠ وحتى اليوم. بدأت بنبات زبرينا الفضية (Tradescantia zebrina) حيث جذبني تناغم اللونين البنفسجي والأخضر معاً. إنه نبات محب للشمس، لكنني وضعته بالقرب من الباب، بينه والنافذة أو الإضاءة القادمة من الشرفة حوالي أربعة أمتار.
حينما فكّرت في كون أوراق الأشجار ألواح شمسية عالية الكفاءة، وأين سأضعها بالضبط، فهِمت لمَ ماتت تلك النبتة بعد أسبوعين. أوراق الشجيرات هذه لم تتعرّض للإضاءة الكافية، وتحتاج في الأساس إلى إضاءة شمس مباشرة، وهذا ما جعلها تسقط أوراقها واحدة تِلوَ الأخرى حينما وضعتها في الظل. كانت سيقان النباتات تمتدّ يميناً ويساراً بحثاً عن الشمس، وهذا ما أنتج سيقان طويلة متصحرة.
زرعات تحتاج إلى إضاءة أقل
حتى إذا تم اعتبار بعض الزرعات متسامحة مع الضوء المنخفض، مثل كالاتيا (Calathea) أو الذلب (Sansevieria)، فإنها لا تزال بحاجة إلى الضوء للبقاء على قيد الحياة. حينما نقول “إضاءة أقل”، فهذا لا يعني أنها يمكنها بالضرورة العيش في الظلام. ستتغذّى هذه الزرعات على إضاءة منخفضة، قليلة جداً، وهذا لا يزال يعني وجود بعضٍ من الضوء، حتى وإن كان غير مباشر. ويمكن لبعض الشجيرات في الواقع أن تنمو بشكل جيد تماماً مع الإضاءة الصناعية، مثل المصابيح المتوهجة ومصابيح فلورسنت ومصابيح LED. في الواقع، تقوم بعض شركات الإضاءة بإنشاء مصابيح صديقة للنباتات (صديقة للإنسان) للمنزل والمكتب.
بعض النباتات التي تعيش بشكل جيد في ظل هذه الظروف تشمل أجلونيما (Aglaonema) وشجرة التنين خاصة Dracaena surculosa، وشجرة الحب/الكاسيات (Philodendron) والذلب (Sansevieria). لذلك حتى لو كنت تعيش في “كهف”، فستكون هذه الأضواء الصناعية الجيدة مناسبة لنباتات معينة.
٢) الماء والري
الماء عنصر حيوي آخر في بقاء النبات؛ حتى تلك التي تنمو في الصحراء، أو أجواء جافة مثل الصبار والعصارة، تحتاج في النهاية إلى الري. لكننا غالباً لا نتوقف ونفكر في سبب احتياج النبات للماء للبقاء. إنه يخدم جوانب فسيولوجية هامة في حياة النبات، بما في ذلك النمو والتمثيل الغذائي. مثلما تعتبر الأنهار وسيلة نقل، كذلك الماء للنباتات. فهي قادرة على تحويل العديد من عناصر الطبيعة غير العضوية إلى مغذيات، والتي بدورها تتحول إلى مركبات عضوية. والتي غالباً ما نأكلها لتغذية أنفسنا.
يمكنك عموماً اتباع بعض القواعد الأساسية عندما يتعلق الأمر بري نباتاتك. وغالباً ما يتغير نظراً لعدد من الظروف، مثل السُبات، مواسم النمو، والضوء والرطوبة. إذا كان النبات يفضل الظروف الرطبة، مثل السرخس/برشاوشان (Adiantum)، لكنك منزلك يصبح جافاً في الشتاء، فقد تحتاج إلى سقي النبات أو رشه أكثر. بالإضافة إلى ذلك، قد يتطلب الصبار مزيداً من الري في أشهر الصيف. بينما في أشهر الشتاء -من نوفمبر إلى مارس- قد لا تحتاج إلى سقايته أبداً.
وأحياناً يخبرني أصدقائي أنه ينسون ريّ نباتاتهم أو مشغولين دائماً، فمن الأفضل العناية بنباتات لا تمانع الجفاف. أو إذا كانوا يريدون نباتاً معيناً يتطلب المزيد من الري، فعليهم الاستعانة بحاويات الرّي الذاتي.
٣) التربة الزراعية
لم أفكر كثيراً في اختيار التربة في بداية رحلتي مع النباتات المنزلية. كنت أشتري أي نوع من التربة التي تبدو جيدة شكلاً، ولحسن الحظ، فإن معظم النباتات تعيش في أي نوع من التربة، لكن ذلك لن يكون على المدى الطويل.
غالباً ما تستخدم التربة من أجل: ١) حماية جذور النبات. ٢) إبقاء النبات في وضع مستقيم. ٣) توفير بيئة مغذية لهذه الأشجار أو الزرعات المنزلية. وأخيراً ٤) المساعدة في نقل الهواء والماء إلى جذور النبات. تعتبر الزراعة المائية، التي تتخلى عن التربة الزراعة، موضوعاً آخر تماماً للمناقشة، وهذا ليس مكانه هنا.
هل تشتري أو تخلط التربة بنفسك؟
يمكنك تشكيل التربة بطريقتك، مع بعض التجارب والأخطاء. ولكنني أفضّل غالباً شراء التربة من المتجر المحلي للنباتات أو من مركز البستنة. أحياناً، يتم تعقيم التربة المعبأة في أكياس لضمان عدم نمو الآفات أو الفطريات أو العفن. لكنني أشتري أيضاً سماداً عضوياً، والذي غالباً ما يجذب بعض الفطريات والحشرات، مثل فطريات البعوض، والتي لا أشعر بالقلق بشأنها.
يمكنك شراء تربة مخصصة للصبار (Succulent Soil)، وهي تربة خفيفة جيدة التصريف للصبار والعصارة. هذا الأمر مهم لأنك لا تريد نباتاً عصارياً أو صباراً يجلس في تربة رطبة. بالإضافة إلى ذلك، ستجد غالباً تربة لبساتين الفاكهة أو البروميلياد، وهي عبارة عن خلائط عديمة التربة تتكون من قطع خشبية، تسمح مرة أخرى بالتصريف السريع. قد تفضل بعض الأنواع الاستوائية التربة الرطِبة، لذلك إذا زرعت في تربة سريعة التصريف، فلن يكون لدى جذورها وقت كافٍ لامتصاص الماء. في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح التربة القديمة ثقيلة جداً وكثيفة، مما قد يعني وجود نقص في الهواء في التربة، وهو أمر ضروري لجذور النباتات. من أجل ذلك، غالباً ما يقوم المزارعون والبستانيون بحرث التربة أو كزها، بل وإضافة بعض البيرلايت أو الفيرميكوليت للمساعدة في زيادة التهوية.
٤) التهوئة
يُقال دائماً أن الأشجار تنقّي الهواء حولنا، وبشكل ما يعدّ ذلك صحيحاً. لكن غالباً لا يتم ذكر الهواء النقي والتهوية عند زراعة النباتات، لذلك أردت وضعها في القائمة لعدة أسباب مختلفة. منزلي جيد التهوية، تطّل نافذتي والشرفة على مساحة مفتوحة بالكامل. وأعيش في الدور الرابع والثلاثين، وأشعر حرفياً بتدفق الهواء في المنزل. لكن بعض المنازل والشقق الجديدة في المدينة لا يدخلها الهواء حرفياً. وفي بعض الحالات، لا تحتوي الصناديق الزجاجية التي تعلو منظر المدينة أدناه على نوافذ يمكن فتحها. لذلك يعتمد الناس بشدة على تكييف الهواء المركزي للحصول على بعض الهواء “النقي”.
في المقابل، تحب الزرعات تدفق الهواء، لأنه أمر بالغ الأهمية للنبات لتنفس. فمثلنا، تتنفس هذه المزورعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدفق الهواء مهم للتخلص من الرطوبة الزائدة في النباتات. على سبيل المثال، غالباً ما تتطلب نباتات التيلانديا (Tillandsia) رشاً أو نقعاً متكرراً، وإذا ترك الماء على أوراقها، فغالباً ما تتعفن. إن تدفق الهواء مسؤول عن التخلص من هذه الرطوبة والحفاظ على تلك الزرعات في بيتك سعيدة وصحية.
٥) الهواء الجاف أم الرّطِب؟
الرطوبة، أو كمية البخار في الهواء قد تكون عناصر غائبة عن الأذهان حينما يتعلّق الأمر بالأشجار المنزلية. وبما أنني أعيش في بلد استوائي، فالرطوبة عالية ومناسبة لكثير من النباتات ونموّها. لكنّ الذين يعيشون في أجواء جافة مثلاً، تصبح منازلهم والهواء في الداخل جافاً تماماً. وغالباً ما يؤدي جفاف الهواء إلى “إبعاد” الماء عن النباتات، مما يؤدي إلى زيادة ذبولها. سيكون من الصحيح زيادة الريّ وتكراره. أو الاستعانة بوسائل أخرى لزيادة الرطوبة في الهواء الداخلي، مثل أجهزة الترطيب الكهربائية.
تذكّر أن العديد من النباتات التي تجلبها إلى بيتك هي أنواع استوائية غير محلية، وتفضل أن تنمو في بيئات دافئة ورطبة. بالتأكيد ليست نوع البيئة التي نعيش فيها نحن البشر، باستثناء ربما من ٥ إلى ١٠ دقائق أثناء الاستحمام بالماء الساخن. ولهذا السبب أشجّع دائماً على حمل هذه الأشجار والزرعات المنزلية إلى الحمّام، ورشّها بالدّش مرة أسبوعياً.
إذا كنت تعيش في بلدٍ متعدد المواسم، وتستخدم المدفئة خلال الشتاء فستتراوح درجة حرارة البيت عادة بين ١٨ – ٢١ درجة مئوية. غالباً ما تنخفض الرطوبة بحوالي ٢٠ – ٣٠٪ في هذه الحالة، مما قد يتسبب في حدوث تهيج في الجهاز التنفسي. النطاق المثالي حوالي ٣٠ – ٦٥٪ من الرطوبة، وبمجرد ارتفاعها فإنك تخاطر بإثارة العفن وعث الغبار في الداخل.
٦) الدفء داخل البيت
يعتبر الدفء أيضاً أحد العناصر التي غالباً ما نتناسها حينما يتم الحديث عن صحة الأشجار المنزلية. تتطلب النباتات مثل صبار شلمبرجير (Schlumbergera) قدراً معيناً من البرودة والظلام حتى تُزهِر عاماً بعد عام. بينما لا تستطيع أخرى عموماً تحمل درجات الحرارة المنخفضة، حيث يمكن أن تتوقف عملية التمثيل الضوئي مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدفء مهم للغاية لنمو معظم الشتلات. إنه الدفء والرطوبة والنداوة، التي يمكن أن تؤدي إلى تكسير البذور والسماح للشتلة في النهاية بالظهور، وعندها فقط ستبحث عن الضوء.
في معظم الحالات، تفضل النباتات انخفاضاً في درجة الحرارة في ساعات المساء. وهو أحد الأسباب التي تجعلني أطفئ الحرارة أو أخفضها ليلًا للزرعات المنزلية التي كنت أرعاها في ألمانيا. لأنه أمر حيوي لفسيولوجيا النبات، حيث تدخل في فترة راحة. إذا كنت تفكر في أي نظام بيئي، فغالباً ما يكون الجو باردًا في الليل -حتى في الصحاري- لذلك نحن بحاجة للمساعدة في توفير هذا التغيّر الطبيعي لنباتاتنا داخل المنزل أيضاً.
٧) أصيص النباتات المنزلية
يعد اختيار النوع المناسب من الأصيص لمزروعات أمراً مهماً إلى حد ما، ولكنه ليس ضرورياً دائماً للبدء. على سبيل المثال، سوف ينمو النبات في وعاء بلاستيكي مع التصريف لبعض الوقت، ويختار معظم الناس فِعل ذلك. أو مجرد وضع وعاء الزراعة البلاستيكي في سلة خوص لطيفة أو ما شابه. الشيء الوحيد الذي أشجعه دائماً الجدد في الزراعة، هو التأكد من أن لديهم وعاء نباتات به فتحة في الأسفل لتصريف الماء الزائد في الصحن.
في المقابل، أفضل أوعية الزرع الطينية أو الفخارية (Terracotta) لأسباب كثيرة. أولها أن الأوعية الفخارية قابلة للتنفس، على عكس البلاستيك. لذلك يمكن امتصاص الماء والهواء من خلال الوعاء نفسه. ثانياً، ستكون قادراً على معرفة ما إذا كان نباتك بحاجة إلى التنظيف أم لا من خلال رؤية تراكم الطباشير الأبيض على الجزء الخارجي من الوعاء. يحب معظم الناس هذا “المظهر”، لأنه يبدو كلاسيكي قديم وأنيق بطريقة ما، ولكنه في الحقيقة يشير إلى تراكم الأملاح؛ كرواسب الكالسيوم أو تراكم الأسمدة في التربة، ويجب غسل هذا النبات بماء مقطر. ثالثاً، الأواني الفخارية جيدة جداً في تنظيم درجات الحرارة. إذا انخفضت درجات الحرارة في الليل، فإن الطين المسامي يبطّئ انتقال الحرارة تدريجياً. وأخيراً، والأهم من ذلك، لا تكلّف هذه الأوعية كثيراً، مقارنة بالأصص المصنوعة من الحديد مثلاً.
تذكّر أنه إن كنت تريد إعادة استخدام الأصص لزرعات أخرى، فعليك غسل الوعاء القديم جيداً بمحلول التبييض أو الصابون المخفف، لضمان عدم وجود عوامل مرضية في الإناء أو عليه.
٨) الغذاء والسماد وحماية المزروعات
كما ذكرت في الأعلى، يمكن للتربة أن توفر العناصر الغذائية التي تشتد حاجة النباتات والمزورعات إليها. ولكن بالنظر إلى أن معظم نباتاتنا في ظروف مغلقة داخل الأصص، فهذا يعني أنها لا تحصل على الكثير من الموارد المتوفرة، كما لو كانت في بيئتها الطبيعية أو الخارج. وذلك يعني أن التربة ستحتاج غالباً إلى تغيير، وتغذية من خلال تسميد النبات. ومع ذلك، فإن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه أي شخص هو إعطاء النبات الكثير من السماد، أو في بعض الحالات القليل جداً.
لا تحتاج النباتات في كثير من الأحيان للتخصيب في موسم عدم النمو، ولكن من المهم معرفة كيف تحب النباتات أن يتم تخصيبها. ومعرفة أنه في معظم الحالات، يتم ذلك كوسيط مخفف للغاية. من المسلّم به أنني ما زلت بحاجة إلى إتقان جدول التسميد في منزلي. يأتي جزء من ذلك مع إعداد تقويم وتوثيق احتياجات كل نبتة.
بدأت مؤخراً استخدام مخلفات الديدان (worm casting) كسماد عضوي وطبيعي لنباتاتي، خاصة وأنني أتنفّس ما تنتج من هواء. الجيد في هذا النوع من السماد أنّ كثرته لا تقتل أبداً، وغالباً ما أخلطه مع التراب للنباتات الجديدة، ثم أضيفه مرة كل ثلاثة أسابيع. لاحظت تغيّراً كبيراً في مزروعاتي، وأصبحت تورِق باستمرار.
٩) التقليم، التخفيف، وإعادة الزراعة
أقضي صباح كل يوم أحد في تقليم نباتاتي، وتزيينها، وقصّ الأوراق الميتة، وتقليب تربتها، وفخص الشتلات الموجودة في الماء. إذا تُركت هذه الأشجار المنزلية على طبيعتها فغالباً ما تصبح شعثاء، أو طويلة جداً أو غير متساوية النمو. هناك نباتات أتركها تنمو بكل الاتجاهات التي تريد، ولا أقصها أبداً مادامت بصحة جيدة. ومن المسلم به أنني لا أمانع في معظم الأوقات الأشكال العجيبة التي تتشكل بها هذه المزروعات. إلا أنه في بعض الحالات، حينما تكون من الأنواع المتدلّية مثل بوثوس (Pothos) أو فيلوديندرون (Philodendron) أعلى خزانة الملابس أو الثلاجة، أفضّل تقليمها مرة كل ستة أسابيع حتى تنمو بشكل مكثف. بالإضافة إلى ذلك، فإن أخذ قصاصات من نباتاتك يعني أيضاً أنه يمكنك نشر مستنسخات جديدة منها، مما يعني المزيد من الزرعات الصغيرة في بيتك!
طريقة أخرى مهمة للحفاظ على النباتات لتبدو رائعة في المنزل، هو تغيير اتجاهها ناحية الشمي. تميل النباتات في أغلب الأحيان إلى طريقة معينة لزيادة كمية الضوء إلى الحد الأقصى، لذلك أقوم فقط بتوجيه الأصيص حتى يحصل النبات على الضوء من جانبه الآخر. إنه يعادل تقلبك على الشاطئ، لذلك تحصل على أشعة الشمس على كلا الجانبين، باستثناء حالة النباتات، فهي تساعد في تصحيح عادة نمو ملتوية، والتي يمكن أن تكون ساحرة ولكنها تسبب مشاكل في بعض الأحيان.
١٠) السبات الشتوي
مثل البشر، تتطلب النباتات راحة على مدار ٢٤ ساعة. لكن معظم النباتات تتطلب السبات أيضاً، حيث يتوقف النمو تقريباً. يختلف هذا من نبات لآخر، ويحدث عادةً بعد ازدهار النبات، ولكن ليس دائماً. بالإضافة إلى ذلك، لكي يزدهر النبات مرة أخرى، عاماً بعد عام، فإنه غالباً ما يتطلب الذهاب إلى سبات قصير. لا يحتاج النبات حرفياً إلى الضوء أو الماء أو الأسمدة أو حتى الدفء. حتى الصبّار وما شابهه يمر بحالة سبات، والعجيب أن بعض أجناس الأشجار تذهب في سبات صيفي وليس شتوي.
لا تعليق