لا أحد يُخبرك أن حياة الكبار صعبة، حتى الكبار أنفسهم. وكل ما ملكته في الشهور الثلاث الأخيرة هو أصدقائي المقرّبين؛ رحاب، محمد وأشرف. صببت على آذانهم الكثير من الشكاوى في رسائل صوتية ومكالمات كلما ساءت نفسيتي. أو حتى لمجرد إخبارهم أن الشمس هنا تحرق جلدي بلا معنى. سمعوني أكثر من أي أحد آخر، وطمأنوا قلبي أن الحياة لا تزال جيدة، والبقاء على قيدها ليس بأمر سيءٍ أبداً.
الحياة في جزيرة استوائية
حسناً، الحياة في جزيرة استوائية ليست بأمر سيء أبداً. فقط أضف عليها؛ صعوبة التنقل من مكان لآخر، أنت هدف للاستغلال، كل شيء ٤٠٪ أغلى سعراً، لا تتحدث الفرنسية، لا تعرف أحداً هنا. أوه! والمعضلة الأكبر، ستستقرّ هنا. مغادرة البلاد خيار، ولكنها ليست حلاً أبداً. وعلى كلٍ، عليك التعايش مع كل شيء في البلاد.
وقد لا يبدو الأمر كبيراً، أو بحاجة إلى كل هذا التهويل، وكتابة تدوينة. ولكن رحاب تقول: اعتدت على المغادرة حينما لا تعجبك البلاد أو شيء فيها، ولكن الأمر هنا مختلف، وهو بحدّ ذاته تحدٍّ. وفي الحقيقة؛ أوافقها الرأي تماماً.
رسم الحياة في الغربة دائماً يجي بلون وردي.
— asma Qadah 🇲🇾 أسما قدح (@a_Qadah) July 5, 2023
ورسم الحياة في جزيرة استوائية دائما يجي بشكل هادي والدنيا سهلة.
يمكن دا صحيح. نوعاً ما وبشكل ما.
لكن محد يتجرّأ يتكلم عن الخوف والقلق والتشتت والاكتئاب اللي يمرّوا فيه، عشان لا أحد يقول عليهم ناكرين للنعمة اللي هم فيها
لم أقرأ كثيراً خلال تلك الأيام الصعبة، فلست ممن يبحث بجدية عن حل، بمجرد القراءة. وأعتقد أنه وصلتني رسالة من السماء، بطريقة ما، كترتيبة هادئة بعنوان “ستُشرق يوماً ما“. ترجمتها أدناه، فقد تكون تركيبة وادعة لقلب آخر يحتاجها.
في أوائل عام ٢٠٠٦، مع عدم وجود أي شخص للجوء إليه خلال نوبة الاكتئاب، كتبت كريستال رسالة يائسة إلى شخص كانت تتطلع إليه، شخص كانت تعرف أنه مرّ بأمر مشابه. وأوضحت لاحقاً:
لم أعرف إلى مَن يمكنني اللجوء، لكنني كنت حقاً بحاجة إلى شخص ألجأ إليه ويخفف الألم. لذلك كتبت إلى ستيفن فراي لأنه بطلي، وقد مرّ بحال شبيه بنفسه. وللمفاجأة؛ ردّ على رسالتي! وسأحبّه إلى الأبد لأجل ذلك.
يمكن قراءة رد ستيفن المثالي، والذي كُتب في مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٦، ويجب مشاركته على نطاق واسع. ضمّنت أيضاً مقطعاً صوتياً لهذه الرسالة التي قرأها الرجل نفسه، وتم تسجيلها في Letters Live، في الثالث من اكتوبر ٢٠١٩، في رويال ألبرت هول بلندن.
العاشر من أبريل، ٢٠٠٦.
عزيزي كريستال،
آسف جداً لسماع أن الحياة تحبطك في الوقت الحالي. يعلم الإله، قد يكون صعباً جداً عندما لا يبدو أي شيء على ما يُرام، والقليل يبدو مُرضياً. لست متأكداً من وجود أي نصيحة محددة يمكنني تقديمها والتي ستساعد في إعطاء الحياة معنى، مرة أخرى. وعلى الرغم من حُسن نواياهم، إلا أنه من المزعج أحياناً أن يتم تذكيرك بمدى حب الناس لك عندما لا تحب نفسك كثيراً.
لقد وجدت أنه من المفيد التفكير في مزاج المرء ومشاعره عن العالم على أنه شبيه للطقس.
إليك بعض الأمور الواضحة حول الطقس:
إنه حقيقي.
لا يمكنك تغييره بمجرّد التمنّي.
إذا كان الجو مظلماً وممطراً، فهو مظلم وممطر حقاً ولا يمكنك تغييره.
ولكنه ليس خطأك أن الجو مظلم وممطر، وقد يكون الجو مظلماً وممطراً لأسبوعين متتاليين.
لكن، سيكون الطقس مشمساً يوماً ما.
لا يمكن لأحد السيطرة على شروق الشمس، لكنها ستشرق.
يوماً ما.
إنه الأمر ذاته مع الحالة المزاجية، على ما أعتقد. ومن الخطأ الاعتقاد بأنها أوهام. إنها حقيقية. الاكتئاب والقلق والخمول -هذه أمور حقيقية مثل الطقس- ولا تخضع لسيطرة المرء أيضاً. لا ذنب أحد. ليس ذنبك.
لكن، سوف تمرّ، ستمرّ حقاً.
بنفس الطريقة التي يجب على المرء أن يتقبل بها الطقس، عليه أن يتقبل ما يشعر به تجاه الحياة في بعض الأحيان. “إنه يوم سيء”، وهو نهج واقعي تماماً. يتعلّق الأمر كله بإيجاد نوع من المظلة العقلية. “مرحباً، إنها تمطر في الداخل: إنه ليس خطئي، ولا يمكنني فعل شيء حيال ذلك، سوى الاعتراف بما يحدث. لكن قد تشرق الشمس غداً وعندما يحدث ذلك، سأستفيد منها بالكامل”.
لا أعرف ما إذا كان أي من ذلك مفيداً؛ قد لا يبدو الأمر كذلك، وإذا كان الأمر كذلك، فأنا آسف. فكّرت في إرسال بعض الكلمات لأتمنى لك التوفيق في بحثك للعثور على مزيد من المتعة والهدف في الحياة.
مع أطيب التمنيات،
ستيفن فراي
لا تعليق