تعتبر جزيرة تيومان إحدى أفضل الجزر في ماليزيا، اشتهرت بمياهها النقية وشواطئها البيضاء.
هذه الرحلة الثانية التي أقررها لي والصغيرين إلى مكانٍ منعزِل خلال عام واحد. هذه المرة كانت رحلتنا إلى جزيرة تيومان، لم نختر الموقع/الجزيرة في الحقيقة، بل كانت هي الخيار الوحيد المتوفّر خلال إجازة الأسبوع الماضي بالتزامن مع عيد العمال.
الأمر الوحيد الوحيد الذي كنت أبحث عنه في جزيرة تيومان خاصة هو محدودية وجود الانترنت والتلفاز في المنتجع والذي وجدنها على موقع Agoda. ومن المفضّل ألا تتواجد في الغرف. وبالطبع كان هذا الخيار متوفراً في جزيرة تيومن كونها جزيرة شبه منعزلة. فهي لا تبعد إلا ساعة ونصف أو ساعتين تقريباً (بحراً) من المرفأ الرئيسي. كانت أشبه برحلة علاجية لي. كنت أتوق إلى محدودية ايميلات العمل أو الرسائل الاستفسارية غير المنقطعة.
السفر براً إلى جزيرة تيومان
في البداية؛ كانت شبكة الهاتف ضعيفة في الأصل خلال الرحلة البرية. ثم انقطعت تدريجياً حين توغّلنا في الطريق الزراعي الذي يمر بمزارع نخيل الزيت ثم مزارع المطاط. كان المنظر مريحاً بكل معانيه حين توقفنا مرة في منتصف الطريق فيما الطريق مظلم ونظرنا إلى الأعلى، لا شيء سوى نجوم، الكثير الكثير من النجوم، أو كما سمّته دانة glitter في السماء. ثم شروق الشمس الذي راقبناه يتقادم من خلف أشجار المطاط ونخيل الزيت فيما الصغيرين يخمّنان في أي ولاية نحن بالضبط.
الجزيرة الجميلة مع الأطفال
أخبرت الصغيرين منذ البداية أنها رحلة عائلية، وأن استخدامنا للانترنت سيكون محدوداً جداً خلال اليوم وقد يكون منعدماً. في جزيرة تيومان وجدنا أن شبكة الهاتف أضعف من أن نكمِل مكالمة واحدة. كنت مستعدة لأي نقاشات وأتيت ببعض الحلول التي رأيت أنها تناسب عمرهما. وبالطبع كانت الألعاب الورقية أسهل الحلول، لاسيما UNO. كان المنقِذ لساعات ماقبل النوم وساعات الظهيرة الحارقة. المنتجع الصغير الذي مكثنا فيه مجهّز ببعض الألعاب العائلية مثل Jenga ومونوبولي. وبالطبع بنينا حصوننا وقلاعنا على الشاطئ ثم دمّرناها. لا أحد يكبر على اللعب بالتراب على الشاطئ.
نشاطات على الشاطئ
صباح الأحد مشينا مسافة قصيرة على الشاطئ مع الجرو الصغير الساكن في المنتجع. ثم لعبنا الكرة الطائرة. ولأنهما يحبّا السباحة ويجيدانها، كان الغطس (Snorkeling) أفضل ما يمكننا عمله لاكتشاف أنواع كثيرة من الأسماك والبحث عنها. ثم يعودون للقراءة عنها نهاية اليوم. كان أشبه بسباق مَن فينا يجد أنواعاً أكثر من الأسماك.
في النهاية، وجدنا أن الأمر ليس مفزعاً إلى ذلك الحدّ. نعم، هناك شجار مستمر أو كما يسميه صغيريّ (نقاش وكلام عادي يا ماما). هناك شكاوى مستمرة، هناك تأفف من أن ساعة واحدة بدون الآيباد أو ألعاب الكترونية مدة طويلة جداً… الخ. في النهاية وجدتهما اعتادا الأمر، وأصبحنا تلقائياً نُبدِع في الألعاب وِفق ماهو متوفّر معنا.. ثم حكايات، والكثير الكثير من الضحك.
جميل جدا إبعادهم عن الألعاب الإلكترونية
وربطهم بالطبيعة
الله يحفظكم جميعا لبعض