كمبوديا التي تسكنها المعابد ليست دولة مشهورة سياحياً لدى الكثير من السائحين العرب، على الرغم من توفر الكثير من المقومات السياحية فيها عامة. قد يعود ذلك إلى قلة ما يتطلبه السائح العربي؛ الأسواق والماركات العالمية، أو المقاهي والمطاعم المشهورة. في المقابل، تعتبر كمبوديا بلداً غنياً بالتاريخ العريق والطبيعة معاً. قضيت فيها شهراً كاملاً تنقّلت فيها من شمالها إلى جنوبها، وزرت فيها الكثير من المناطق السياحية الطبيعية.

سكنت في قراها النائية البعيدة، وتجوّلت في مدنها الكبيرة، وتناولت من مطبخها العريق. استمتعت فيها، وعشت تجارب سفر مختلفة في كمبوديا، والتي لا تزال تزخر بالمناطق التي تستحق الزيارة والتكرار أكثر من مرة. زارها الكثيرون من أصدقائي بعد زيارتي لها، فهناك سحر حول هذه المملكة الساحرة والمربكة التي تلقي تعويذة على الزوار. مغامرة في كمبوديا ستلهم المسافرين للتفكير فيما يحدث عندما يصطدم العالمان القديم والحديث.

مدينة سيام ريب - كمبوديا
مدينة سيام ريب – كمبوديا

امبراطورية المعابد في كمبوديا

كمبوديا المعاصرة هي الدولة التي خلفت إمبراطورية الخمير العظيمة، التي حكمت خلال الفترة الأنغورية الكثير مما هو الآن لاوس وتايلاند وفيتنام. يمكن رؤية بقايا هذه الإمبراطورية في المعابد الأسطورية في أنغكور، وهي آثار لا مثيل لها في الحجم والعظمة في جنوب شرق آسيا. الانطباع الأول والدائم لمن يزور أنغكور وات، أنها التعبير المطلق عن عبقرية الخمير. هذه المعابد السامية والتي لا يقابلها سوى عدد قليل من المواقع المختارة على وجه الأرض، مثل ماتشو بيتشو أو البتراء.

المشهد الحضاري 

فكما أن أنغكور أكثر من مجرد معابد، فإن كمبوديا ليست مجرد مكان للمعاد. ستفاجئك المدن الكمبودية، والمناطق الحضرية فيها بتطورها. العاصمة الفوضوية والجذابة في آن واحد؛ فينوم بنه، هي مدينة أعيد بناؤها، وأصبح لها على ضفاف نهر ميكونغ نهضة ثقافية. ستدهشك المدينة الثانية سيام ريب بمقاهيها العالمية، والحياة الليلية المتنوعة، هي وجهة مثل المعابد الشهيرة القريبة. هل تحب الطبيعة البكر؟ اعرج على باتامبانغ الصاعدة، ساحرة بمشهد فني معاصر مزدهر. أو اذهب إلى أقصى الشمال، حيث بلدة بانلونغ لتسبح في البحيرة البركانية.

بانلونغ كمبوديا Banlung
قرية بانلونغ في كمبوديا

المغامرات في القرى الكمبودية

جرب إيقاع الحياة الريفية والمناظر الطبيعية لحقول الأرز المبهرة، ثم اجلس تحت نخيل السكر المتمايل في ريف كمبوديا. الساحل الجنوبي محاط بالجزر الاستوائية التي تنتشر فيها قرية الصيد، ضع في جدولك جزيرة كوه رونغ سوملم البيضاء. فيما تقع جبال Cardamom في الداخل  وهي جزء من الحياة البرية الاستوائية الشاسعة، إنها توفر موطن للحياة البرية، وبوابة لمغامرات السياحة البيئية الناشئة. هل أخبرتك أننهر ميكونغ العظيم يمر عبر البلاد؟ إنه يستضيف أيضاً بعض دلافين المياه العذبة المتبقية في المنطقة! الشمال الشرقي هو عالم في حد ذاته، ومناظره الطبيعية الجبلية موطن لسكان المرتفعات في كمبوديا ووفرة من مناطق الجذب الطبيعية والحياة البرية.

الشعب الكمبودي

لقد عاش الخمير عهوداً من الجحيم، وخرجوا منه، يكافحون خلال سنوات من إراقة الدماء، والفقر وعدم الاستقرار السياسي. لكنهم يعملون بجد للتغيير،، معتمدين على روحهم التي تبدو غير قابلة للكسر وتفاؤلهم المعدي. لا يأتي أي زائر دون قدر من الإعجاب والمودة لسكان هذه المملكة الغامضة.