لم تكن الدول العربية أو دول الشرق الأوسط خياراً أولياً لي، أو وجهة سفر أسعى شخصياً للسفر إليها. لكن، حدث وأن زرت مجموعة منها من الدول الخليجية في الرحلات القصيرة قبل الوصول إلى جدة خلال رحلات الدراسة ما بين ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٦. ثم قررت في السنوات الأخيرة زيارة عدد منها إلى بعض من الدول العربية بحكم عملي، والتي عُرفت بكونها وجهات سياحية شهيرة في الشرق الأوسط. وفي عام ٢٠١٩ اخترتُ دولاً معينة منها للسفر، وكتبت عن الوجهات السياحية في مصر، وسلطنة عمان. ثم الجزائر، وتونس، مع تفاصيل عن أهم الفنادق أو المساكن التي أقمت فيها، إضافة إلى المواصلات التي استخدمتها في هذه الدول. ستجد هنا أيضاً رحلات المدونين المشاركين الآخرين من مصر، وسوريا.

حقائق وضعتُها في عين الاعتبار قبل السفر في الدول العربية

١/ حوادث الطرق

قد يكون التهديد الأكثر انتشاراً لسلامتك خلال السفر في الطرق البرية في الدول العربية. تختلف ظروف الطريق، لكن معايير القيادة غالباً ما تكون رديئة والسرعات العالية شائعة. قد يكون من الأفضل اتباع هذه النصائح لتجنب حوادث الطرق أو الحوادث المرورية:

  • تجنب السفر ليلاً.
  • إذا كنت تسافر في سيارة أجرة مشتركة أو حافلة صغيرة ، فتجنب الجلوس بجوار السائق.
  • عادة ما تكون الحافلة كبيرة الحجم أكثر أمانًا من الحافلة الصغيرة.

٢/ السفر الفردي للسيدات

لا يعتبر السفر الفردي للسيدات أمراً شائعاً في الدول العربية أو الشرق الأوسط بشكل عام. ولكنه يحدث بشكل عادي للمسافرات من غير الدول العربية، وهذا ما قمت به شخصياً حينما سافرت في مصر وسلطنة عمان. اتخذي الاحتياطات المعتاد عليها حينما تسافرين وحدك، وتجنبي المشي في المناطق المظلمة أو المعزولة.

٣/ السرقة والجرائم الصغيرة

معدلات الجريمة ضد السائحين منخفضة في معظم الدول العربية، ونادراً ما تكون السرقة مشكلة، ومع ذلك، اتخذ الاحتياطات اللازمة. احتفظ دائماً بالأشياء الثمينة معك أو في خزنة، ولا تتركها أبداً في غرفتك أو في السيارة أو الحافلة. واستخدم حزاماً للنقود تحت ملابسك، أو محفظة جلدية متصلة بحزامك أو جيوب داخلية في ملابسك. ومن الأفضل الاحتفاظ بسجل منفصل لجواز سفرك وبطاقتك الائتمانية. احتفظ بأرقام شرطة المسافرين، لن يحلوا كل المشاكل، لكنهم سيساعدونك بالتأكيد.

قلعة بهلاء نزوى سلطنة عمان
قلعة بهلاء نزوى سلطنة عمان

انطباعاتي الأولى عن السفر في الشرق الأوسط 

الأردن

لقد نجت الأردن إلى حد كبير من الاضطرابات الناجمة عن ثورات عام ٢٠١١، ولا تزال إحدى أكثر البلدان أماناً في المنطقة لزيارتها. تنصح الحكومات الأجنبية بعدم السفر في الجوار المباشر للحدود الأردنية السورية. زرتها لفترة قصيرة جداً ٢٠١٤ ثم في ٢٠١٦، ولا تزال تفتقر إلى الكثير من الخدمات السياحية.

سلطنة عمان

أحبّ الدول العربية وأقربها لقلبي. وأستطيع أن أقول بصراحة أن سلطنة عمان هي المكان الذي شعرت فيه بالأمان كاملاً في الشرق الأوسط. يتجلّى ذلك موقف الدولة تجاه المرأة، والطبيعة الودية للسكان المحليين، وسلامة البلاد بشكل عام. فإن كنتِ تفكرين بالسفر إلى سلطنة عمان بشكل منفرد فلا خطر في ذلك أبداً، إنها إحدى أكثر الدول أماناً للمسافرات. وفي الواقع، تم تصنيف عُمان في المرتبة الرابعة كأكثر دولة أماناً في العالم، كما جاء في تقرير ٢٠١٨ الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. يُعزى تصنيف الأمان هذا جزئياً إلى معدل الجريمة الضئيل أو المعدوم في البلاد، وبسبب الاستقرار العام في سلطنة عمان كدولة، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الأهمية التي توليها للتسامح الثقافي والديني والتعليم.

لبنان

يتعجب الكثيرون حينما أقول لهم أن لبنان -في كثير من الأحيان- لا تزال آمنة بشكل عام للزيارة، فقد امتد الصراع في سوريا إلى لبنان في كثير من الأحيان بما يكفي لننصح بالحذر. تأثرت المناطق الحدودية مع سوريا ومدينة طرابلس الشمالية بشكل خاص، بينما كان سهل البقاع، بما في ذلك بعلبك، محظوراً. علاوة على ذلك، فإن احتمال حدوث اضطرابات سياسية وما يصاحبها من عنف يظل ثابتاً في الحياة اللبنانية، ويجب توخي الحذر في جنوب لبنان وأماكن أخرى.

الإمارات العربية المتحدة

زرت منها أبو ظبي ودبي في فترتين مختلفتين. لم تشدني أياً منها كثيراً، ولن تكون من المناطق التي أريد زيارتها مرة أخرى. قد تكون المدينتان مثالية لمحبي المطاعم والتسوق في الدول العربية. وهذا في الحقيقة ما أتجنبه خلال سفري. مشكلة الطبيعة في دبي أنها صناعية أيضاً، نعم، بشكل ما لن تجد فيها مناطق خضراء طبيعية -لم يتدخل فيها إنسان- تستحق الزيارة.

أسما قدح في الجزائر مصر تونس
أسما قدح في الجزائر مصر تونس

مصر

زرت مصر أول مرة عام ٢٠١٩، وقضيت فيها أسبوعين. ثم زرتها مرة أخرى في ٢٠٢٢، والتي كان من المفترض أن أقضي فيها أسبوعين للاحتفال بعيد الأضحى، ثم الغوص لأسبوع فقط في دهب. ولكن؛ انتهى الأمر بقضاء أربعة أشهر فيها! بدأتها من القاهرة مع فاطمة، رأيت فيها القاهرة من زاوية أخرى غير السياحية. ثم ثلاثة أشهر في دهب، كمحطة للراحة بعد التنقل المتواصل والمرهق في ٢٠٢٢. والتي أعتقد أنها كانت مسكناً جيداً لتجميع أفكاري، والتعرف على الخطط القادمة لبقية العام.

وحينما بدأت الأجواء تبرُد، غادرتها لأتنقل شهراً ما بين القاهرة مع ابن أختي، بعد سنين طويلة لم نرَ فيها بعضنا. ثم أكملت رحلتي إلى الأقصر التي التقيت فيها “الصعايدة” وتعلّمت بعضاً من تاريخهم، والحفلات الصوفية على أصولها. ثم اختتمتها في أسوان، التي كانت هدية من السماء مع النوبيين وكوّنت أصدقاء مسافرين آخرين.

عدت إلى مصر، أو بالأصح – دهب للمرة الثانية لإكمال دروس الغوص. قضيت فيها هذه المرة شهرين فقط، خاصة وأنني لم أسترِح للتغيرات التي ظهرت مؤخراً مع انخفاض قيمة الجنيه المصري. إضافة إلى توافد الكثير من الروسيين وتسببهم في ارتفاع الإيجارات بكل مكان منها.

الجزائر

لم تكن من ضمن قائمة الدول التي أريد زيارتها لأسباب أمنية، لا أكثر. حتى أصبح اسمها يتردد بين فترة وأخرى، وزارها عدد من أصدقائي في الثمانينات والتسعينات، ثم حكى لي عنها كثيراً خالد الجابر بعد رحلته الطويلة والمتكررة فيها. وفي الحقيقة، طبيعة الجزائر الخلابة فاقت توقعاتي؛ فهي ليست مجرد صحراء، وإن كانت الصحراء تغطي مساحة كبيرة من البلاد. في المقابل، لا تعتبر الجزائر من أسهل الدول التي يمكنك الحصول على تأشيرة سفر لها، فيما عليك الحصول على تصاريح من الدرك الوطني (الجيش) للسفر أو التنقل بين الولايات، وأتمنى فعلياً أن تتغير هذه القوانين.

تونس

إن كبرت في الثمانينات أو التسعينات فلربما شاهدت مهرجانات قرطاج الموسيقية. أو ربما قرأت كتباً عن مدنها التاريخية العتيقة. إنها إحدى الدول التي حرصت كثيراً على زيارتها. ولا أعرف في الحقيقة إن كانت آمالي عليها كبيرة للغاية أم أنها تأثرت بشدة بعد مشكلاتها السياسية وكوفيد-١٩. زرتها بهدف الراحة وقضاء ثلاثة أشهر فيها، بحكم سهولة التنقل فيها، عكس الجزائر. لكن الأوضاع الاقتصادية فيها جعلتني أقضي شهراً واحداً فقط، ولم أتلمّس في تونس ما يبهرني للبقاء فيها بعد مغادرة محمد الخضير، الذي سافر معي لمحطات فيها.

كيف تصبح رحالة رقمياً