تعلم لغات

تعلم لغات


هل تعلم أن أحد أحلامي هو أن أتقن لغاتٍ متعددة؟ نعم، أجيد الآن ثلاث لغاتٍ، لكنني أطمح إلى عددٍ أكبر من ذلك. إنه ليس مجرد شيء “رائع” وداعم مقوٍ للعقل، ولكنه أيضاً “قوة” لا تقدر بثمن، وستثبت أنها مفيدة للغاية في السفر والحياة بشكل عام. هناك في الواقع الكثير من النقاش يدور حول عدد اللغات التي يحتاج شخص ما أن يجيدها قبل أن يُطلق عليه مُتقن متعدد اللغات. يقول البعض ما لا يقل عن ثلاثة، بينما يقول معظمهم ستة على الأقل. وشخصياً، أعتقد أن العدد خمسة على الأقل عدد جيّد لهذا اللقب “المحترم”. فيما أطمح أنا إلى إتقان كاملٍ لسبع لغات على الأقل.

حتى هذه اللحظة أستطيع التحدث باللغة الإنجليزية، والعربية، والماليزية، والإسبانية (التي بدأت بنسيانها!). ثم بدأت تعلم الإيطالية، لكنها كانت تختلط عليّ مع الإسبانية. ثم بدأت بتعلّم الألمانية هذا العام. اتبعت عدداً من الممارسات لتحقيق هدفي في تعلّم اللغات وإجادتها خلال سنوات إقامتي في ماليزيا. كنت محظوظة بأصدقائي القادمين من دولٍ مختلفة. وكنت محظوظة أكثر بلقاء رحّالة ومسافرين آخرين علّموني لغات بلدهم.

تعلم لغات

تجربتي الشخصية في تعلم لغاتٍ جديدة

حدث أن مكثت في ألمانيا ثلاثة أشهر، تعلّمت خلالها مفرداتٍ وجملاً يمكنني فهمها بطريقة ما. ثم كان لزاماً عليّ العودة إلى ماليزيا لإنهاء بعض الأعمال، وهذا أمر سيء لأي أحد يتعلم لغة جديدة. لذلك، أخطط للعودة نهاية العام للعودة وتكثيف التعليم في ميونخ. لأن أهم شيء في تعلم لغة جديدة هو الحفاظ على مستوى من الاتساق والتكرار الذي لن أتمكن بالتأكيد من الحفاظ عليه إذا توقفت عن التعلم لعدة أشهر. ولأجل ذلك، كنت أتعلّم الألمانية بمفردي خلال أشهر إقامتي في ماليزيا حتى لا أنسى، وأتمكن من البدء الفعلي للتعلم. لقد بدأت الآن في فهم المزيد من المحادثات والنصوص على الأقل.

التعليم الذاتي

وبعد تجربتي الشخصية الطويلة في تعلّم اللغات، يمكنني القول بثقة أنه يمكنك بالتأكيد أن تفعل الشيء نفسه. ستكون بحاجة بالطبع إلى حضور عدد من الدروس الرسمية لاختبار مستواك، أو إن أردت الحصول على شهادة رسمية. ولكن، قبل كل ذلك، وقبل أن تقضي سنة أو اثنتين كاملة في الفصول الدراسية، يمكنك التعلم بنفسك. الأمر هنا ليس متعلقاً بالتكلفة المالية فقط، الأمر بالنسبة لي يتعلّق بالوقت والمسؤوليات في السنوات الماضية، وعدم استقراري الآن مع حياة الترحال.

ولذلك، من المهم جداً أن تدرك أن تعلم لغات جديدة ليس بالأمر الصعب أبداً. ولن يكون سهلاً جداً كذلك!. عليك فقط أن تمنح نفسك بعض الوقت، وأن تُلزم نفسك بتخصيص وقت محدد كل يوم لتعلّم شيء جديد فيها. وبالطبع، الممارسة المستمرة.

مفاهيم خاطئة

لقد تقدّمت في السن، ولا يمكنني تعلم لغاتٍ جديدة بهذا العمر! كان من الأفضل فعل ذلك عندما كنت أصغر سناً. 

جزء من هذا الأمر صحيح. أجيد العربية بطلاقة لأنني تعلّمتها منذ ولدت. ومازلت أتذكر الأرقام وبعض الكلمات التايلاندية لأنني تعلّمتها من أقربائي حينما كنت في العاشرة. ولكن تعلم لغات جديدة لا علاقة له بالعمر فقط بشكل كبير، وبطريقة ما، أظهرت الدراسات أن البالغين يتعلّمون اللغات أفضل من الأطفال. وهذا أمر منطقي بالطبع، لأننا نعرف المزيد عن القواعد والكثير من الأشياء الأخرى بالمقارنة مع “الصغار”.

يبدأ كل شيء بتخصيص وقتٍ للتعلم، لن تحتاج إلى الكثير، ساعة واحدة يومياً على الأقل لتعلم اللغة الجديدة التي تريدها. عندئذ يمكنني أن أؤكد لك أنك ستحقق هدفك بشكل أسرع. أضف إلى ذلك حقيقة توفر الكثير من الموارد المفيدة على الانترنت، وهذا ما جعل تعلم لغات جديدة أمراً سهلاً. وبالحديث عن “الموارد”، أريد أن أساعدك في هذا الأمر من خلال هذه التدوينة. سأشاركك المواقع والنصائح المفيدة التي تعرفت عليها، والتي ستساعدك حقاً على معرفة كيفية تعلم لغات أو لغة جديدة على الأقل في بيتك وبميزانية محدودة.

تعلم لغات

الاستفادة من المصادر التعليمية المجانية في تعلم لغات جديدة

هناك العديد من التطبيقات والموارد التعليمية التي يمكنك الاستفادة منها، ستجد هنا مجموعة من المصادر التي اعتمدت عليها:

تطبيق وموقع Busuu للدروس تفاعلية

يعرض لك البطاقات التعليمية لتدريب عقلك بشكل أفضل على ربط الإجراءات أو الأشياء بالكلمات بشكل صحيح. كما أن هناك خاصية الدردشة الصوتية والمكتوبة تمكنك من الاتصال بالمحليين المتحدثين بتلك اللغة. هذا الأمر مفيد للغاية في التعلم وممارسة وتطبيق ما تعلّمته وحدك، ويساعم في تثبيت المعلومة. للاستفادة من خدمات Busuu عليك الاشتراك ودفع رسوم شهرية تبلغ ٣.٥ دولار. يمكنك الإطلاع على الموقع من خلال هذا الرابط.

تطبيق وموقع Duolingo – النمط: دروس تشبه اللعب

يشبه إلى درجة ما التطبيق السابق، ستكسب نقاطاً هنا مقابل كل إجابة صحيحة تقوم بها في كل درس. يمكنك حتى اللعب ضد أصدقائك لتحدي بعضكم البعض. هذا النهج فعال للغاية لأن بعض الجامعات في الولايات المتحدة قد بدأت في استخدام نظامها الأساسي. يمكنك الإطلاع على الموقع من خلال هذا الرابط.

تطبيق وموقع Memrise – النمط: دروس تشبه اللعب

إنه يعمل تماماً مثل Duolingo ولكن ما يعجبني أكثر في Memrise هو أن لديهم مجموعة متنوعة من الدروس لكل دورة لغة. على سبيل المثال، إذا كنت أشعر برغبة في تعلم الكلمات الألمانية عن الطعام والشراب، فيمكنني اختيار دراستها ليوم معين، مع تخصيص أيام أخرى للحيوانات والأفعال وما إلى ذلك. وبالطبع لست مجبراً على اتباع هذا النظام، ويمكنك دائماً تعلم لغات تريدها بالطريقة التقليدية.

تطبيق وموقع Babbel – النمط: دروس تشبه اللعبة

التطبيق المفضل لدي، والذي تعلّمت عليه الأسبانية، وأستخدمه الآن لتعلم الألمانية. جعل هذا التطبيقة فكرة تعلم اللغات أمراً سهلاً ومحترفاً في الوقت نفسه. تبدأ التكلفة من ٤.٩٥ دولار شهرياً على الأقل. يمكنك تجربة النسخة المجانية منه مثل تطبيق/موقع Duolingo، لذلك ستشاهد كثيرًا من النقاش عبر الإنترنت حول أيهما أفضل. أفضّله للطريقة المميزة التي يتعبها Babbel بتوفير معلومات كثيرة في الدورات التدريبية الأولية. (يمكنكم التسجيل عبر هذا الرابط والحصول على أسبوع مجاني)

تطبيق وموقع طريقة ميشيل توماس – الأسلوب: التعليم الصوتي

بما أنني أرغب في التركيز أكثر على قدرات المحادثة، فإن طريقة ميشيل توماس هذه كانت مفيدة جداً لي. وهذا ما يجعلها الطريقة المفضلة لدي حتى الآن. بشكل أساسي، يقدم دروساً صوتية كما أن لديك مدرس حقيقي أمامك. يمكنك تصفح الموقع على هذا الرابط.

تعلم لغات

مشاهدة الأفلام أو البرامج باللغة التي تريد تعلمها

يعد الاستماع بالنسبة لي عاملاً آخر مهم لتعلم أي لغة. بشكل عام، عليك تعلم الطريقة التي ينطق بها المتحدثين الأصليين للكلمات والجمل التي تتعلمها. يجب عليك أيضاً التعرف على سرعة محادثاتهم حتى تتمكن من قياس مقدار ما يجب أن تتعلمه حتى الإتقان. لذلك، أنصح دائماً متعلّمي اللغة الأسبانية مثلاً أو الألمانية -مثلي- محاولة مشاهدة الأفلام أو البرامج الوثائقية بالأسبانية مع الترجمة الكتابية للإنجليزية أو لغتك الأم. وعلى العكس، ابحث عن فيلم بلغتك الأم (أو الإنجليزية على الأقل) مع ترجمة كتابية إلى اللغة التي تريد تعلّمها.

اتبعت هذا الأسلوب بشكل مبدئي خلال تعلّمي الملايوية (اللغة الماليزية)، وقد حسّن هذا الأسلوب في تعلم اللغات حصيلتي اللغوية كتابياً بشكل كبير كذلك. ثم اتبعت الأسلوب ذاته خلال تعلم الأسبانية، والآن بينما أتعلم الألمانية. اعتادت أذني على الكلمات الألمانية وكيفية نطقها، ويمكنني تمييزها بشكل كبير بين اللغات الأخرى المشابهة لها. وحتى وإن كنت لا أجد الثقة الكاملة لنطقها الآن أو الدخول في حوارات طويلة، يمكنني على الأقل فهم الكلمات الرئيسية أو المتكررة أو المحادثة بشكل عام.

تعلم لغة حين لا أسافر

استمع إلى الأغاني والبودكاست لتعلم اللغات

تماشياً مع النقطة السابقة، فإن الاستماع إلى الأغاني فعال للغاية. إنه يحفز الذاكرة والنطق بطريقة فعّالة، وغالباً ما تثبت الكلمات في الذهن بهذه الطريقة أكثر من غيرها.

لاحظت هذا خلال تعلم اللغة الأسبانية، مع كثرة الأغاني اللاتينية وانتشارها في ماليزيا. في المقابِل، لم يكن هذا الأمر خياراً أولياً بالنسبة لي خلال تعلم الألمانية. لم؟ لأنني كنت أعتمِد على الراديو الألماني خلال الرحلات البرية وغالباً ما تكون الأغاني بالانجليزية. والأغاني الألمانية غالباً قديمة، وكلماتها أصعب عليّ في هذه المرحلة. في المقابل، كنت أستمِع إلى البرامج والمحادثات التي تحدث في الراديو. استمع إلى أي شيء، حتى وإن لم تكن أغانٍ. يمكنك كذلك الاستعانة بتطبيقات آيتونز أو Spotify للاستماع إلى بودكاست قصير.

هدية! في هذا الرابط، بودكاست على Spotify لتعلم الأسبانية، كنت أستمع إليه دائماً. وهنا بودكاست Coffee Break الشهير باللغة الأسبانية. 

ابحث عن شريك لغوي أو ابحث عن وسيلة للتحدث إلى متحدثين أصليين

إحدى الأمور التي اكتشفتها عند تعلم لغات جديدة هو حاجتي الماسة إلى الممارسة عن طريق المحادثة والاستماع. يساعدني ذلك كثيراً في تحسين طرق نطق الكلمات، وتوسيع حصيلتي من الكلمات والعبارات. كل ذلك من خلال المشاركة في محادثات حقيقية مع شخص آخر سواءً كان ذلك محلياً أو متقناً لتلك اللغة.

سيساعدك الحفظ وتدوين الملاحظات للتعلم بالتاكيد، ولكن من دون التحدث باللغة الجديدة بانتظام، فلن يكون تعلّمك كافياً. وبما أنك تحاول متابعة كيفية تعلم لغات جديدة بنفسك، فإن لم يكن بقدرتك التواصل وجهاً لوجه مع متقني تلك اللغة، فلا تقلق! هناك العديد من الأنظمة الأساسية على الانترنت التي يمكنها توصيلك بالأشخاص الذين تحتاجهم:

تطبيق وموقع Couchsurfing (بسعر رمزي):

بما أننا نتحدث عن تعلم لغات بطريقة الانخراط مع المحليين، فإن هذا الموقع ممتاز لهذا الغرض. ما عليك سوى الاشتراك في الموقع، ووضع ملف تعريفي عنك. يمكنك استضافة الرحالة الأجانب والمسافرين في بيتك مجاناً، ومقابل ذلك يمكنك مطالبتهم بتقديم دروس لغة مجانية لك. اتبعت هذه الخطوة حينما كنت في كوالالمبور وساعدتني كثيراً في ممارسة الإسبانية وبدء تعلم الإيطالية. يمكنك الإطلاع على الموقع من خلال هذا الرابط.

موقع italki (مدفوع):

يمنحك هذا الموقع خيار إضافة الأصدقاء والدردشة معهم باللغة التي تريد أن تتعلمها. كما يوفر تجارب مجانية لمعظم المعلمين. كان هذا في الواقع نظاماً أساسياً يمكنك من خلاله اختيار المدرسين المجانيين أو بمقابل (سواء كانوا متحدثين أصليين أو محترفين). لكن، يبدو أنهم ركزوا الآن على مَن يريدون الحصول على أموال مقابل خدماتهم. يمكنك الإطلاع على الموقع من خلال هذا الرابط.

اقرأ كتب الأطفال والمجلات من أجل تعلم لغات أجديدة

قبل أن تذهب بعيداً في نقطة القراءة، ابدأ بكتب الأطفال! ليس هناك أي خطأ في ذلك أبداً، بل هي الطريقة الصحيحة لتعلم اللغات بالقراءة. يعود السبب في ذلك طبعاً إلى سهولة الكلمات المستخدمة في كتب الأطفال. يمكنك إما شراؤها في أو استعارة الكتب في مكتبتك المحلية. ومرة أخرى؛ قد يبدو الأمر سخيفاً في البداية، لكنه يعد أحد أفضل الطرق للتعرف على كل الكلمات الجديدة. إضافة إلى ذلك، فإن تعلم لغات جديدة يشبه إلى حد كبير العملية التي كان عليك الخضوع لها عندما كنت لا تزال تتعلم عندما كنت طفلاً. وبمجرد أن تشعر أنك متمكن من الكلمات البسيطة، يمكنك التقدم إلى كتب جديدة بسيطة. أو ابدأ بقراءة المجلات مثلاً، ثم في النهاية إلى الكتب الأكثر تعقيداً.

يمكنك أيضاً الاستعانة بالقواميس، أو استخدام تطبيق Google Translate على هاتفك. يمكنك بهذه الطريقة استخدامه لغرض التأكد من صحة فهمك للكلمات، واستخدامه أيضاً كمواد تعليمية.

نصائح إضافية!

  • عليك دائماً تخصيص وقت ثابت خلال اليوم إن خططت لتعلم لغات جديدة.
  • ابحث عن الدروس المجانية التي تقدمها المجتمعات الصغيرة التي تتحدث اللغة التي تريد تعلمها. مثلاً، تقدم السفارة الإكوادورية في كوالالمبور دروساً لتعلم اللغة الأسبانية أسبوعياً مجاناً في مقرها.
  • احتفظ بدفتر أو مسودة لتدوين كل الكلمات التي تحتاجها تدوينها. لا تكتبها مرة واحدة فقط، كرر كتابتها يدوياً، استخدمها في محادثاتك، وانطقها.
  • بمجرد أن تتعلم الكلمات الأساسية، حاول تغيير إعدادات الكمبيوتر والهاتف وحتى التلفاز إلى اللغة التي تريد تعلمها.
  • أحِط نفسك قدر الإمكان ببيئات اللغة التي تريد تعلمها. حين كنت أتعلم الأسبانية، كنت أحضر المحافل المتعلقة بالدول اللاتينية مثلاً. ساعدني عملي السابق على ذلك كثيراً، وكنت لا أفوّت أي أنشطة تقيمها سفارات الدول اللاتينية.

Deprecated: preg_split(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in /home3/aqadahbl/public_html/wp-includes/formatting.php on line 3506

أسما قدحAuthor posts

Avatar for أسما قدح

Malaysian Travel Blogger on #TRLT. En-Ar Translator & Content Writer | مدونة ومترجمة ماليزية رحالة في الطرق الأقل سفراً

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *