هناك مناطق سياحية متنوعة في منطقة كونداسانغ كانت من أجمل الأماكن التي سحرتني خلال زيارتي القصيرة إلى ولاية صباح في ماليزيا. خصصنا هذا اليوم لزيارة المرتفعات والمناطق الباردة. تبعد حوالي ساعتين عن مدينة كوتا كينابالو، وبالتالي ستحتاجون إلى وجود باص سياحي وسائق ليكون مرشدكم هناك أيضاً. رحلتي اليوم كذلك كانت بترتيب وتنظيم من شركة Hike Asia Travel الماليزية، والتي أدهشتني طوال الرحلة بترتيبهم ومعرفة التوقيت المناسب للذهاب. إضافة إلى المدة التي نحتاجها في كل محطة.
الطريق إليها ممتع بحدّ ذاته بالكثير من الغابات والجبال الخضراء، وبالطبع الأنهار التي تظهر وتختفي على جانب الطريق. كانت محطاتنا في منطقة كونداسانغ هذا اليوم غنية بالجمال إلى حد غير معقول. لمأكن أتخيل وجود شيء مثل هذا في كل الأماكن التي وصلنا إليها.
مناطق سياحية رائعة في ولاية صباح
استكمالاً لتدوينة المعالم السياحية في ولاية صباح. تحدّثت فيها عن اليوم الذي قضيته في مدينة كوتا كينابالو، وزيارة مناطق سياحية موجودة فيها وعلى مقربة منها، مثل قرية ماري-ماري الثقافية. ثم ذهبنا في جولة يوم كامل إلى مجموعة من المزارات والقرى على بُعد ساعتين ونصف من المدينة.
بداية الرحلة
ولأنني لم أبدأ رحلتي من كوتا كينابالو، بل أكملتها من منطقة كونداسانغ (Kundasang) المعروفة بأجوائها الباردة والمناظر الخلابة. وهنا تنتشر الغابات والمزارع على طول الطريق. كانت الأجواء شبه باردة مقارنة ببقية مناطق ماليزيا، قد تشبه إلى حدٍ ما الأجواء في كاميرون هايلاند – لكنها هنا أنقى وأقل ازدحاماً، وبالطبع لم تكن المنطقة تجارية إلى حدٍ كبير. فالجميل في هذه المناطق أنها حتى الآن لم تغزوها الفنادق العالمية الكبرى، وكل مافيها من فنادق أو عقارات يمتلكها السكّان المحليون، ما يفسّر إلى حدٍ كبير جودتها ونظافتها المميزة.
أين تذهب في منطقة كونداسانغ – ولاية صباح
بدأت رحلتنا من فندق Celyn Resort Kinabalu، والتي تحتوي كذلك على منصة لمشاهدة وتصوير جبل كينابالو بشكل أفضل. كان المنظر صباحاً مهيباً جداً، وكنت محظوظة بنقاوة الأجواء وقلة الغيوم حينها.
مرتفع نابالو (Pekan Nabalu)
المحطة الأولى التي توقّفنا فيها ذلك اليوم، فهو يقع حوالي ١٢ كلم قبل جبل كينابالو. لم تكن مناطق سياحية تعجّ بأي مرفق سياحي صاخب، لأنها بالأساس ليست بحاجة إلى ذلك. المميز في هذه المحطة هو جوّها العليل مع وجود منطقة مطلّة على جانب من جبل كينابالو الشهير. أذكر جيداً كيف أدهشني المشهد، حيث الهواء الطلق، فيما كانت الشمس مخبّأة خلف السحب الكثيفة والضباب يغطي المكان. هذا المنظر لم أرَ له مثيلاً، ولا حتى في كاميرون هايلاند التي أصبحت منطقة تجارية بحتة. على العكس، في هذا المكان كل شيء محليّ، وكل شيء فيه بسيط ومتمازج مع الطبيعة الخضراء، وهيبة الجبال.
على جانب من المرتفع، ستجد سوقاً شعبياً صغيراً. تباع فيه التحف والتذكارات المحلية والآلات الموسيقية التقليدية. وعلى جانب آخر مجموعة من المحليّين يبيعون الزهور والفواكه والخضار العضوية. حسناً؛ هناك أناناس بأحجام كبيرة وألوان غير باهتة كما أجدها في كوالالمبور. أذكر كذلك أنني علّقت على فاكهة الدوريان التي وجدتها بلا رائحة، حتى الكبير منها!
حديقة جبل كينابالو Mount Kinabalu Park
تستغرق الرحلة إجمالاً ساعتين ونصف تقريباً براً. كانت المنطقة لا تزال تغيطها الغيوم وضباب كثيف حينما وصلنا إليها، فلم تتمكن كاميرتي من التقاط الكثير – في الحقيقية؛ أردت أن أنقطع بشكل تام عن أي وسائل اتصال واستنشاق كل شيء هنا. استمتعنا بالهواء البارد المنعش في حديقة كينابالو المحمية التي تحتوي على مجموعة كبيرة رائعة من الأشجار الجبلية ومجموعة أخرى من النباتات. أخبرني Duncan فيما بعد أنه في الأيام الصّحوة؛ يمكننا رؤية قمة جبل كينابالو من هنا والذي يرتفع إلى ٤،٠٩٥ متراً.
بعد أن انتهينا من الحديقة توجّهنا إلى نقطة انطلاق تسلق جبل كينابالو. لم أتسلّق بالطبع، فبالنسبة لي يحتاج الأمر إلى الكثير من التدريب والاستعداد النفسي قبل تسلق جبلٍ كهذا. عند هذه النقطة؛ ستجد قائمة من الأمور الصحية والنفسية التي عليك التأكد منها قبل التسلّق. ونعم يُمنع التسلّق لمَن يعاني من السمنة المفرطة. لا توجد حدود لعمر معين للمتسلقين طالما أنهم يتمتعون بصحة جيدة. أو على الأقل لديهم موافقة طبية إذا كانوا يستخدمون دواءً معيناً. فيما تراوحت أعمار المتسلقين السابقين ما بين ١٠ سنوات إلى ٨٧ سنة.
القرب من جبل كينابالو العظيم..
شعور مهيب يفرضه هذا الجبل على كل مَن يراه، حجمه وعلوّه مقارنة بنا ونحن نقترب من زاوية منه حينما كنا متوجّهين إلى محطتنا التالية. في الفيديو أعلاه (بتصوير سيء لأنني لم أكن مستعدة لذلك:) ) كنت أتناقش مع Duncan قصة ما حدث في عام ٢٠١٥؛ حينما تعرّى مجموعة من المتسلّقين في أعلى قمة الجبل والتقطوا صوراً نشروها فيما بعد، ثم ما الأحداث التي حصلت بعدها بستة أيام حيث الزلزال الذي هزّ الجبل وسقطت أجزاء ودمّرت أجزاء منه، وهو ما لم يحدث له مثيل من قبل (حسب علمي). ومازالت تظهر مسارات أو بقع طويلة بلون برتقالي – مخالف للون الجبل حيث الجزء المكشوف منه جرّاء الزلزال، نراها اليوم كلما سلكنا طريقاً إليه أو المناطق المحيطة به.
مزرعة ديسا للحليب والماشية (Desa Cattle Dairy Farm)
توجّهنا بعدها إلى المزرعة. إنها ضمن المناطق السياحية التي تقع على طرف من جبل كينابالو. تسمّى مجازاً نيوزيلاندا الصغيرة، حيث تربّى فيها سلالة Holstein Friesian التي جُلِبت أساساً من استراليا ونيوزيلاندا. تُنتِج أجود أنواع الحليب الطازجة. يُفتح المجال للزوار رؤية الأبقار التي يتم حلبها وتجهيز الحليب وأنشطة التعبئة (في وقت معين من اليوم) إلى جانب التمتع بالطقس الجميل هناك. يمكن للزوار شراءالحليب الطازج، ومجموعة من الهدايا التذكارية، إضافة إلى بعض الأنشطة المخصصة للأطفال حيث إطعام العجول.
غابة بورينغ للينابيع الحارة
آخر محطة ممرنا بها ذلك اليوم، حيث يتوفر في المكان أحواض لمياه الينابيع الحارة. لم أجربها شخصياً لكثرة السوّاح فيها ذلك اليوم. لكنني تجوّلت في الغابة الملحقة بها، وتسلّقت قليلاً في الغابات. قمت بتجربة الممشى المخصص داخل الغابة. حتى وصلت إلى ثلاثة جسور معلّقة متوسطة الارتفاع. كان عليّ النزول مرة أخرى إلى الغابة وكأنك تتم حلقة حولها. أذكر حتى الآن شعوري وأنا أقطع إحدى الجسور متناسية خوفي من الأماكن العالية فقط لأن المنظر التي تطل عليه إحدى الجسور كان آسراً للعين..
انتهيت بعد ذلك في ممشى أخذني إلى إحدى أجمل الشلالات في ولاية صباح حيث شلال Kipungit. كان المكان هادئاً وغير مزدحم ذلك الوقت، بما أننا كنا مبكّرين. اسمتعت حقيقية في المكان مع الأجواء المنعشة، مع إمكانية السباحة بالطبع في البِركة الطبيعية التي صنعها الشلال. هذا الشلال وما يخلقه من نهر أساسه جبل كينابالو العظيم، وهو كذلك أحد مصادر المياه التي تعتمد عليها القرى المجاورة.
قبل أن نغادر، تمكّن Duncan من البحث عن زهرة رفليسيا الشهيرة، والنادرة. هذه الزهرة إحدى أسباب زيارتي لولاية صباح، ولم يهمني أنني قطعت مسافات فقط لرؤيتها بعيني.
لا تعليق