زرنا اليوم المعالم السياحية في كوتا كينابالو عاصمة ولاية صباح. سأتحدث هنا عن المعالم السياحية التي زرناها، استكمالاً للتدوينة السابقة عن ولاية صباح. زرتها في مدة قصيرة جداً بتنظيم من شركة Hike Asia Travel ورتّبتها ونظّمتها لي بالكامل، بدءاً من حجوزات الفنادق وانتهاءً بالجولات السياحية. سأذكر تفاصيل الرحلة هنا مقسّمة على حسب المناطق التي مررنا بها، حتى يسهل عليكم تخطيط جدول رحلاتكم وتنقلاتكم مستقبلاً..
وكما ذكرت سابقاً؛ امتدت إلى ثمانية أيام حاولت فيها زيارة معالم سياحية متعددة. قطعنا فيها أكثر من ٢٠٠٠ كلم براً. أردت خلالرحلتي زيارة أكبر عدد ممكن من المعالم السياحية المهمة. إضافة إلى الإقامة مع السكّان المحليين والتفاعل معهم عن قُرب. بطبيعة الحال لا أنصح أحداً بفعل الأمر ذاته، خاصة وأنني تنقّلت براً من غرب الولاية إلى شرقها. بل أنصح دائماً اختيار المعالم السياحية القريبة من بعضها. فالمدة المتوسّطة (الطبيعية) لزيارة كل تلك الأماكن التي زرتها يقتضي ما بين ١٢ – ١٤ يوماً كما أخبروني فيما بعد.
فنادق مدينة كوتا كينابالو عاصمة ولاية صباح
خلال تواجدي في كوتا كينابالو أقمت في فندقين مختلفين، كانت الليلة الأولى في فندق Shangri-La KK، والذي كان مميزاً بقربه من الكثير من المطاعم والمحلات التجارية، يقع في حيّ سياحي وإطلالته على جزء حيويّ من المدينة. مناسب جداً لمَن يبحثون عن مطاعم محلية أو عالمية، أو جلساتٍ حتى منتصف الليل. تقع بالقرب منه كذلك مجموعة أخرى من الفنادق الجديدة.
فيما كانت إقامتي في الليلة الثانية في فندق Klangan الذي أعتبِر موقعه استراتيجياً للغاية، وهو أكثر تجدداً من الفندق السابق. يطلّ الفندق على الواجهة البحرية للمدينة.. بالقرب منه مركز تسوّق صغير إضافة إلى أسواق أخرى محلية وأماكن للمساج. استمتعت فيه جداً ذلك المساء قبل أن أتوجّه مشياً إلى الواجهة البحرية، ثم مراقبة الشروق فيما القوارب تغادر ذلك الصباح، قبل أن أغادره أنا إلى وُجهتي التالية. توجد بالقرب منه كذلك مجموعة من المطاعم المحلية، لكنني لم أجِد الوقت الكافي لاستكشافها.
المعالم السياحية في كوتا كينابالو عاصمة ولاية صباح
منصة سيجنال (Signal Hill Observatory Platform)
كانت المزار الأول الذي توقّفنا فيه عند زيارة المناطق السياحة في ولاية صباح. كان الهدف بالطبع هو أخذ فكرة عامة عن المدينة ورؤيتها من عُلٍ، حيث تعتبر أعلى نقطة في المدينة. يمكنك من خلالها رؤية جزر تنكو عبدالرحمن (Tunku Abdul Rahman Park) وأبعد من ذلك. يمكن بالطبع الصعود إليها بالسيارة أو مشياً، حيث يقوم بذلك الكثير من الرياضيين المحليين أو الزائرين. ستجد هناك مقاهٍ صغيرة في نفس المرتفع للاستمتاع بالمنظر والأجواء المنعشة. يميز مدينة كوتاكينابالو بشكل عام عدم وجود أي ناطحة سحاب أو مبانٍ عالية، وهو ما جعلني أشعر بامتدادها وسعتها، ويعود السبب في انخفاض مبانيها إلى قربها من المطار (KKIA) بمسافة ١٥ دقيقة من وسط المدينة.
معبد Puh Toh Tze Temple
كنت محظوظة ذلك اليوم بزيارتي لهذا المعبد الهندوسي الصيني، وحضور إحدى الصلوات المقامة فيه. أسعدني أنه لم يتأفف أحد من وقوفي في الخلف ومشاهدة كامل المناجاة والصلاة التي ابتدأت قبل دخولي للحظات، اندهشت في إحدى الدقائق أن صلاتهم تشبه شيئاً ما صلاة المسلمين بسجودهم وحرصهم على الستر فيها.
بني المعبد في عام ١٩٨٠، ويتميز المعبد بأسقفه المزخرفة على النمط الصيني التقليدي، وهيكله الخارجي كذلك. به عشر تماثيل كبيرة للآلهة، فيما تزّين مدخله الرئيسي إلهة الرحمة Kwan Yin. يقع المعبد على بُعد ١٥ كلم من وسط المدينة، ويمكن الوصول إليه إما عن طريق سيارات الأجرة أو تطبيق Grab بتكلفة ١٥ رنجت تقريباً، أو باستخدام الحافلات العامة بما لا يزيد عن ٢ رنجت لكل شخص.
مسجد مدينة كوتا كينابالو
أو ما يعرف بالمسجد العائم على بحيرة صناعية. صادف افتتاح المسجد نفس الفترة التي تم منح مدينة كوتا كينابالو مسمى “مدينة”، بعد أن كانت تُعرف بالبلدة أو “town“. ولذا سمّي المسجد فيما بعد باسم مسجد المدينة. يبعد المسجد حوالي ٣ كلم من مركز المدينة بمسافة ١٥ دقيقة بالسيارة. ويعد أحد معالم العمارة الإسلامية المعاصرة. يقع هذا المسجد الأبيض الساحر بالقرب من البحر، ويتميز بتشابهه للمسجد النبوي في المدينة المنورة. ما يجعله أحد أهم المعالم السياحية في ولاية صباح. يضم المسجد العائم قاعة للصلاة تضم ثلاث مدارس وتستوعب حوالي ١٢ ألف مصلي في وقت واحد. يعتبر كذلك أكبر مسجد في كوتا كينابالو، ومفتوح للزيارات العامة يومياً، ماعدا أيام الجمعة من الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساء. ولا توجد رسوم على الزائرين.
الأمر الطريف الذي رأيته خارج المسجد وجود كشك لتأجير الملابس الإسلامية، حيث يستأجرها الزائرون الصينييون والكوريون بمبلغ ١٥ رنجت تقريباً، وارتدائها ثم التقاط صور أمام المسجد.
سوق كوتا كينابالو للمنتجات اليدوية
يقع على بُعد عشر دقائق مشياً من مركز المدينة. أحد أفضل الأسواق الشعبية التي وجدتها في ماليزيا. على الرغم من صغره وشكله البدائي جداً من الخارج، إلا أنه غني جداً بالمفاجآت في الداخل.. أبهرتني الألوان وتنوّع المنتجات البسيطة وانخفاض سعرها مقارنة -مرة أخرى- بأسواق كوالالمبور.
يعتبر هذا السوق كذلك المفضل للكثير من السكان المحليين والسياح على حد سواء. ومن أهم المناطق السياحة في ولاية صباح. تتوفر فيه الكثير من التذكارات والمنتجات التي يصنعها المحليون من مجوهرات وتحف وحقائب تحمِل طابعاً خاصاً بولاية صباح. ستجد كذلك الكثير من منتجات اللؤلؤ لاسيّما الأساور والمجوهرات النسائية، تُجلب غالباً من الفلبين. يمكنك كذلك شراء أدوات موسيقية محلية كتحف منزلية. ينصح دائماً بالمساومة في هذا السوق، فهو مهيأ لذلك وآمن (عكس السوق الصيني في كوالالمبور)، حيث الباعة محليّون ودودون جداً، ولا يتضايقون من المساومة ولايجبرونك حتى على الشراء إذا ساومتهم. يفتح السوق يومياً من مابين الساعة التاسعة صباحاً وحتى منتصف الليل.
قرية ماري-ماري الثقافية في كوتا كينابالو
يمكنني القول ببساطة أنها أكثر الأماكن متعة بالنسبة لي ضمن المعالم السياحة في ولاية صباح. زرتها في نهاية يومي الأول، وكان ترتيبها في جدول الزيارات جيداً حتى يُتاح لي فِهم تاريخ المكان بشكل جيد. تعتبر القرية مكاناً مصغّراً لأشهر القبائل التي تسكن ولاية صباح، تحكي عادات خمسة قبائل مشهورة، هي قبيلة دوسون (Dusun) والتي تعد أكبر القبائل في ولاية صباح. وقبيلة رونغوس (Rungus) والذين يعيشون في نظام البيوت الطويلة. ثم قبيلة لوندايِه (Lundayeh) التي عرفت بامتهان الصيد بشتى أشكاله. تليها قبيلة باجاو (Bajau) وهم الغجر – ويعيش معظمهم في الجزر والمناطق المحيطة بها. ثم قبيلة موروت (Murut) الذي عُرِفوا بكونهم المحاربين.
جولة القرية المصغّرة
عند بداية الرحلة يتم تقسيم الزوار إلى مجموعات صغيرة مع مرشد سياحي محلي يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، كانت جولتي مع Gabriel مرشد القرية الذي كان يشرح كل ركن نقف فيه، وكان صبوراً مع أسئلتي الكثيرة. الرحلة أو الجولة في معظمها ممتعة، وتقدم لمحات عن حياة وثقافة ولاية صباح الغنية ببيوتها المميزة وأزيائها والمهارات التقليدية، والعادات التي عرفت لها كل قبيلة. ستتمكن من عيش التجربة الحقيقية، وتجربة الأطعمة والمشروبات الشعبية القديمة. ككل، تستغرق التجربة قرابة الساعتين، يشمل ذلك التوقف عند كل قبيلة والتعرّف عليها عن كثب، ثم مشاهدة العروض الراقصة التي يقوم بها أفراد القبيلة لشرح رقصات واحتفالات كل قبيلة على حدة، لاسيّما اللعبة/الرقصة التي تتداخل فيها الأقدام مع أعواد البامبو، والتي يسمح في النهاية لكل الزائرين تجربتها. تنتهي الجولة بتناول وجبة محلية خفيفة أو الغداء.
تبعد القرية عن كوتاكينابالو حوالي ٤٠ دقيقة، ما يعني أنها تقع على أطراف المدينة، وأنصح دائماً باستئجار سيارة مع سائق بما أنها ملحقة بغابة، ولا يُضمن وصول التاكسي إليها. تفتح القرية للزيارة على فترتين: صباحية؛ حيث تبدأ من الساعة العاشرة، ثم مسائية حيث تبدأ من الثانية ظهراً.
الواجهة البحرية في مدينة كوتا كينابالو
ذهبت إليها نهاية اليوم الثاني لي في كوتا كينابالو. بعد أن كنت قد قضيت يوماً بأكمله في الجزر القريبة من المدينة (سأتحدث عنها في تدوينة منفصلة كما طلبتم). وصلت إلى الواجهة مشياً خلال رغبتي استكشاف المنطقة المحيطة بفندق Klangan الذي أقمت فيه ليلتها. ولا يبعد عنه سوى عشر دقائق مشياً في جوّ صيفي جميل قبل الغروب. وصلته مصادفة بعد أن اشتريت مجموعة من البطاقات البريدية لمَن طلَبوها من قرّاء المدونة.
تنتشر في الواجهة البحرية مجموعة من الحانات والمطاعم مابين غربية وآسيوية ومحلية. تكون غالباً مزدحمة في مثل هذا الوقت حيث تعتبر معلماً يعرفه كل السوّاح والزائرون. بعد انتهاء وجبة العشاء هناك يمكنكم المشي شمالاً حيث الممشى الملحق بالواجهة البحرية. وهناك تنتشر فيه كذلك مجموعة من المطاعم المحلية الصغيرة، وأكشاك المشروبات المحلية المثلجة.
المعالم السياحية المحيطة بمدينة كوتا كينابالو
انطلقنا اليوم الثالث في رحلة برية إلى منطقة كودات (Kudat) التي تقع في شمال ولاية صباح، على بُعد ساعتين ونصف تقريباً من كوتا كينابالو، والتي بطبيعة الحال أنصح باستئجار سيارة أو باص سياحي مع سائق ليقوم مقام المرشد السياحي كذلك. ستجدون هذه الخدمة متوفرة لدى شركة Hike Asia Travel حيث يتم تنظيمها كجولة ليوم واحد خارج مدينة كوتاكينابالو، تبدأ في الصباح الباكر (بعد الإفطار مباشرة) ثم العودة نهاية اليوم إلى المدينة.
كانت رحلتنا إلى مجموعة من القرى السياحية، تقع جميعها بالقرب من بعضها، والتي في نفس الوقت متخصصة بصناعة أو تجارة محددة، فمثلاً، زرنا:
مزرعة قامبيزاو للنحل
تعتبر القرية بأكملها مزرعة للنحل، حيث يملك كل بيت صندوقاً أو منحلة خاصة ترعاها وتهتمّ بها نساء القرية، ويتعاونون فيما بينهم بالمحافظة على سلامة النحل. يعتبر من أكثر المناحل اعتماداً على التغذية الطبيعية في ماليزيا، حيث يتواجد قرب الغابة وبعيداً عن مصادر التلوّث. يستخرج النحل مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً، ولم يكن حظي جيداً ذلك اليوم، حيث كانوا قبلها بشهر تقريباً قد استخلصوا النحل منها، لكنني رأيتهم يبنون بيوتهم بشكل آلي عجيب. تأسست هذه المزارع منذ أكثر من عشر سنوات، وتنتج العسل لاستهلاك السكان المحليين في القرية والمناطق المحيطة بها، وإضافة إلى بيعه في زجاجات يتم تصديرها فيما بعد. وبطبيعة الحال ستتمكن كزائر من التعرّف على كيفية إدارة مزرعة النحل، وتذوّقه.
مصنع آلة غونغ الموسيقية (Gong Making Factory)
غونغ (Gong)، هي أهم آلة موسيقية لدى قبيلة رونغوس (Rungus) والذين عُرِفوا بإتقانهم صناعتها وعزفها، تستخدم خلال الاحتفالات والمناسبات الكبرى مثل حفلات الزفاف. تستخدمها كذلك بقية القبائل وتشتريها خصيصاً من هذه القبيلة، بل إن بعضهم كما حكى لي Duncan يتوارثها أباً عن جد، وقد تُطلب من ربّ العائلة أو كبير القبيلة كهدية أو مهرٍ للزفاف مثلاً في بعض العائلات التي تهتمّ بجمع الآلات الموسيقية القديمة. تُصنع الآلة إما من الحديد حيث تكون كبيرة غالباً وصوتها ضخماً، فيما تصنع كذلك من النحاس ليكون صوتها أكثر حدّة. وتختلف أحجامها كذلك؛ فقد تجدها بأحجام صغيرة جداً كهدايا تذكارية ذات أشكال مختلفة وتصاميم فريدة من نوعها، أو الكبيرة التي يصل قطرها إلى مترين تقريباً.
بيت قبيلة رونغوس الطويل (Rungus Longhouse)
على بُعد أمتارٍ قليلة من تلك القرية؛ وصلنا إلى أحد نماذج بيوت رونغوس (Rungus) الطويلة، والتي تستقبِل الزائرين وتفتح أبوابها للإقامة. تقليدياً، تعيش جميع عائلات قبائل إلى جوار بعضها، في بيوت طويلة تتكون فيما بعض من غرف أو أقسام لكل عائلة على حدة، مبنية على ركائز متينة. تطوّرت القبيلة بالطبع ولم تعد تسكن في هذه البيوت، وأصبحت فيما بعض مخصصة للزائرين والسوّاح ليعيشوا التجربة مع وسائل الراحة الحديثة المضافة إليها.
كان المكان هادئاً جداً وكأنك خارج هذا العالم الذي نعيشه الآن. يعتبر هذا البيت الآن مكاناً متاحاً للزوار استئجاره، بأثاثه البسيط جداً. يمكنك العروج عليه كإحدى المناطق السياحة في ولاية صباح. مبني من خشب البامبو، وحيطانه من قشور جذوع الأشجار، فيما أسقفه مصنوعة من الجريد. للمفاجأة؛ كان الجو بارداً ومنعشاً في نفس الوقت في الداخل. على طرف منه سيدات يقمن بصناعة بعض الاكسسوارات التقليدية من الخرز أو بذور الثمار التي يجلبونها من الغابة، إضافة إلى أوشحة يصنعونها يدوياً وتُلبس عادة في المناسبات الاجتماعية أو اكسسوارات منزلية كما يُفعل بها الآن.
استمتعت جداً بالحديث إلى السيدات اللاتي كنّ هناك وهنّ يشرحن لي ما يقومون به، والمغزى من كل قطعة يصنعونها. الكلمات البسيطة التي أعرفها من الماليزية والإندونيسية (حيث لهجة ولاية صباح بين الإثنين) كانت حلقة الوصل بيننا، وDuncan الذي كان مترجمي في كثير من الأحيان.
ولاية صباح أجمل مما تتخيل!
ما ترونه في الأعلى ليس جزءاً من المعالم السياحية ولا أحد يعرف بوجوده أو ينتبه إلى وجوده في الأساس. كنا قد أنهينا جولتنا ذلك اليوم، وفي طريقنا إلى مرتفعات لنقيم ليلتنا هناك، فيما كنت أتتبع نهراً كيبراً يظهر ويختفي فجأة بين القرى ومساكن المحليّين. لاحظته بالقرب من مجموعة بيوت سكينة، وتوقّفنا عنده. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نهراً أزرق بهذا الشكل وبماءٍ صافٍ وباردٍ كهذا في ماليزيا. كل ما أذكره الآن أنني طلبت فجأة من Duncan التوقف للحظات هنا، مشيت في المنحدر حتى نهايته حيث تلك الصخور الكبيرة على أطراف النهر وكأنها تحرس المكان. مددت قدميّ فيها وأحسست برجفة منعشة بعد يوم حار قضيناه بين تلك القرى، كان أسرني صوت الماء الجاري، وهدوء المكان. تيقّنت حينها أن أجمل ما يحدث هو ما لم نخطط له!
سأكمل في تدوينة الأسبوع القادم رحلة أو جولة أخرى إلى المناطق المحيطة بمدينة كوتا كينابالو، يمكنكم كذلك الذهاب إليها في جولة ليوم كامل لتبدأ صباحاً، مع العودة إلى كوتا كينابالو نهاية اليوم. كونوا بالقرب! 🙂
لا تعليق