لا تشبه إثيوبيا أي مكانٍ آخر في هذا العالم، بلد جميل ينعم بتاريخ لا مثيل له، وحياة برية رائعة، وشعب يحاول الشفاء من أزمات الحروب. إنها إحدى أجمل الدول الأفريقية التي زرتها، فمناظرها الطبيعية رائعة، وتنضح جمالاً.
يمكنك هنا الانخراط في الكثير من المغامرات والأنشطة، بدءاً من الوقوف على قمة تزيد عن ٩٨٠٠ قدم فوق مستوى سطح البحر، حيث جبال سيميان وبالي. أو زيارة أدنى مكان في القارة الأفريقية، حيث منخفض دانكيل. وبين هذا وذاك؛ ستجد المرتفعات الخصبة والصحاري المثيرة، الأخاديد الدائرية والسافانا الكاسحة، البحيرات الشاسعة، والهضاب المرتفعة. وإذا تأمّلت خريطتها جيداً، ستجد معالم ذات أهمية كبيرة؛ من منبع النيل الأزرق إلى البراكين النشطة.
التاريخ القديم في إثيوبيا
إنها إحدى أقدم الدول في العالم، قاومت الاستعمار الأوروبي بنجاح على مر القرون، واحتفظت بالكثير من هويتها الثقافية. فقصتها هي واحدة من أروع قصص أفريقيا.
يبدأ كل شيء من لوسي، أحد أسلاف البشرية القدامى والأكثر شهرة. ثم ينتقل بك التاريخ إلى مملكة أكسوم القديمة بأطوافها وأصدائها لملكة سبأ، ثم تتدثّر بالمسيحية، وبأصداء غامضة لإسرائيل القديمة. ترك القدماء هنا وراءهم بعض الآثار غير العادية للإيمان والقوة، والتي تعمل كنقاط محورية للعديد من الرحلات الرائعة.
الأمن والسلامة والتهيئة للسائحين
لم أتمكّن خلال زيارتي لإثيوبيا من التعمّق معهم كاملاً للأسف، ويعود ذلك إلى أمرين: السلامة واللغة. كانت زيارتي في نوفمبر ٢٠٢٢، والذي يعني خروج البلاد للتّو من حروب أهلية دامت لسنوات. حيث لا يزال المشي بمفردي كسائحة في المدن أمراً صعباً حينها، ويُنظر إليّ غالباً كفريسة سهلة للسرقة، لاسيما في العاصمة أديس أبابا. لم أتعرّض للسرقة شخصياً، لكن التحذيرات كانت كثيرة من المحليين أو أصدقاء زاروها وتعرّضوا للسرقة. في المقابل، كانت لاليبيلا ساحرة، والسبب الأول لي لزيارة إثيوبيا. ولكنها سياحية من الدرجة الأولى، والمحلّيون أرهقونني أحياناً بعروض البيع أو كونهم مرشدين سياحيين.
شعوب ذات تقاليد فخورة
عندما يتعلق الأمر بالثقافة فإن أثيوبيا تزخر بالكثير من الثروات. فيها قبائل متعددة، وبتقاليد مختلفة تماماً عن الأخرى. بداية من قبيلة سورمي، عفر، مرسي، كارو، هامر، النوير، وأنواك، وكلهم ظلت عاداتهم وتقاليدهم القديمة كما هي حتى الآن.
ثم يمكنك هنا عيش الكثير من العادات القديمة. ومن أبرز ما يميز أي رحلة هنا هو مشاهدة أحد المهرجانات العديدة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة التقليدية. حيث تقام هنا الاحتفالات القديمة التي تُحيي طقوس العبور، إلى الاحتفالات المسيحية ذات الشغف الفردي. وأضمن لك أن التأثير على مَن يعيشون هذه التجارب عن قُرب سيخلق ذكريات لا تُنسى مدى الحياة.