القارب البطيء من لاوس إلى تايلاند كانت تجربة رئعة من أجل عبور الحدود والحصول على تأشيرة لاوس. كانت فكرة العيش في القارب البطيء ليومين من أكثر التجارب التي كنت متشوقة إليها. ومن أكثر الأمور المتعلقة بالسفر التي قرأت عنها في مدونات المسافرين الآخرين. لسبب بسيط، لم أقم بفعل أي شيء شبيه بهذا أبداً خلال سفرياتي السابقة. كل سفرياتي السابقة إلى الدول المجاورة وغيرها كانت عبر المطارات، فكانت هذه المرة الأولى لي التي أعبر فيها الحدود براً. ثم فكرة السفر من منطقة إلى أخرى عبر النهر، ولم يكن أي نهر، بل كان نهر ميكونج (Mekong River) العظيم.
العيش يومين في القارب البطيء
جعلني هذا الأمر أكثر حماسة ورغبة في تجربة القارب البطيء. ستجِد عدداً من الشركات السياحية في تشيانغ ماي أو مدينة تشيانغ راي تنظّم هذا النوع من الرحلات. تتكفل بكل شيء مقابل مبالغ مالية تصل إلى الضعف إن لم تقم بالأمر ذاته بنفسك. لماذا الضِعف؟ لأنه سيكون مقابل مواصلات خاصة (غالباً ميني فان)، والذي سيرافقك حتى مبنى الجوازات في تايلاند. لم أكن بحاجة أبداً إلى هذا الأمر، وأردت أن أقوم بعبور الحدود بنفسي، هذا ممتع أكثر!
لركوب القارب البطيء في لاوس، كان يتوجب عليّ أولاً عبور الحدود براً مابين تايلاند إلى لاوس. مازالت هذه النقطة مثيرة للحماس في داخلي بعد إقامتي التي امتدت إلى شهرٍ كامل في تايلاند. لتسهيل الأمر، كانت النقطة الأخيرة التي وصلت في تايلاند هي مدينة تشيانغ راي الصغيرة، والتي زرت فيها كذلك المعبد الأبيض المشهور.
عبور الحدود من تايلاند إلى لاوس
بدأت الرحلة من محطة الحافلات في تشيانغ راي. كان عليّ التوجّه إلى منطقة تشيانغ كونغ، والتي تقع شمال مدينة تشيانغ راي، والنقطة الأقرب للحدود مابين تايلاند إلى لاوس. ستجد حافلات مجدولة في محطة الباصات، والتي غالباً ما تغادر كل ساعتين ابتداءً من السادسة صباحاً. استقليت حافلة السابعة صباحاً، لتفادي المشي قبل شروق الشمس. تكلفة الرحلة ٦٥ بات، ومدتها ساعتين تقريباً. كانت هذه الجزئية من الرحلة سهلة جداً، أخبرت السيدة التي تبيع التذاكر أنني متوجهة إلى تشيانغ كونغ، لعبور الحدود إلى لاوس. ويبدو أنها قرأت ذلك عندما رأت الحقيبة الكبيرة التي أحمِلها، فالكثير من الرحالة الاقتصاديين والرحالة الرقميين قد مرّوا من هنا.
بعد غفوة قصيرة، توقّفت الحافلة في مكان صغير على جانب الطريق. أخبرتنا فيما بعد أن علينا أن نستقل “توك-توك” للوصول إلى مبنى الجوازات التايلاندي. أعتقد أننا قطعنا مسافة ١٠ كلم، وبتكلفة ٥٠ بات للفرد. حتى الآن تبدو الأمور سهلة، والطرق وأنظمة المواصلات في تايلاند ممتازة على كل حال أشبه بماليزيا.
نوع جواز سفرك
في مكتب الجوازات في تايلاند تبدو الأمور يسيرة على حاملي جوازات سفر دول آسيان (ASEAN). لا يُطلب من حاملي الجواز الماليزي مثلاً سوى تقديم ورقة الخروج، والتوقيع عليها. إن لم تكن حاملاً لجواز سفر أي دول آسيان فعليك دفع رسوم تأشيرة لاوس والتي تتراوح ما بين ٣٠ إلى ٤٠ دولاراً. دعا هذا الأمر جميع العاملين في محلات تحويل العملات حول مبنى الجوازات في تايلاند إلى بيع الدولارات بأسعار أغلى غالباً، لذلك احرص على حمل قدرٍ كافٍ من الدولارات، أو على الأقل الكيب اللاوسي.
نصائح تغيير العملات:
- احرص على الوصول مبكراً حتى لا تضطر إلى الانتظار في طوابير طويلة، خاصة في موسم الصيف.
- احمل قدراً كافياً من النقود الورقية فمحلات تحويل العملات هنا استغلالية بشكل كبير.
- تأكّد من وجود ورقة الخروج معك عند تقديم جواز سفرك، والا اضطررت إلى الخروج من الصف لتعبئته مرة أخرى.
كيفية الحصول على تأشيرة لاوس
بعد ختم جواز سفري في الحدود التايلاندية، بالخروج، كان عليّ أن أستقل حافلة أخرى تأخذني إلى الجزء المخصص إلى لاوس. في تايلاند، ستتفاجأ أن الأمر مشدد عليه جداً، ومرتب على عكس توقعاتي. رأيت ملصقاً مكتوباً عليه: ممنوع عبور الحدود بالدراجات أو القوارب. لم أجد شيئاً عن المشي، وهو ما كنت أريد فعله حقيقة، ولكنني قوبِلت بالرفض حين طلبت ذلك. لم تكن المسافة بعيدة، تخيل أن تستقلّ حافلة مابين مبنيين يبعدان مسافة ١٠ أمتار بالضبط عن بعضهما البعض! هذا ما حدث بالفعل.
كانت الأمور بالنسبة لي سهلة حتى الآن في هذا الجزء من لاوس. ومرة أخرى، بما أنني أحمِل جواز سفر ماليزي، لم يُطلَب مني سوى تعبِئة بياناتي للدخول، دون أي رسوم. فحاملوا جوازات سفر من دول آسيان غالباً ما يُمنحون تأشيرة سياحية مجانية من الحدود تصل إلى ٣٠ يوماً. وهكذا، حصلت على تأشيرة لاوس.
من الجدير بالذكر أن لاوس من أكثر الدول التي تفرض رسوماً مرتفعة على حاملي الجوازات الأوروبية والأمريكية غالباً. تتراوح تكلفة تأشيرة الدخول كما ذكرت سابقاً مابين ٣٠-٤٠ دولاراً حسب جواز السفر. يمكنك الاستعانة بهذه الصفحة من موقع Laos Travel للتعرف على متطلبات تأشيرة لاوس حسب جواز سفرك.
القارب البطيء في لاوس
بمجرد الحصول على تأشيرة لاوس، وعبور الحدود، ومن أول خطوة تخطوها، ستعرف حجم ونوع المواصلات في لاوس. وجدنا بائعي تذاكر “توك-توك” عند مخرج مبنى الجوازات، لمن يريدون الذهاب إلى أجزاء أخرى من لاوس براً. أو لمن مثلي، يريدون التوجه إلى نقطة ما عبر القارب البطيء. ستجِد كذلك آخرين يحاولون بيعك برامج سياحية. أو تذاكر تشمل تكلفة الوصول إلى الميناء، مع تكلفة القارب مقابل ٣٠ ألف كيب. لا تشترِ هذه، فهي أكثر تكلفة. أنت في طريقك إلى الوصول إلى القارب أساساً، فلا داعٍ لشراء الجولات السياحية.
انحشرنا جميعاً، ٨ أشخاص في سيارة أشبه بالوانيت، Songthaew، هي أكثر وسيلة مواصلات شهرة في لاوس. تصل تكلفتها إلى حوالي ٢٠ ألف كيب للفرد الواحد، وبمسافة تصل إلى ٣٠ دقيقة. وصلنا إلى منطقة أشبه بالميناء، أو يفترض أنها الميناء. توجّهت مباشرة إلى شبّاك تذاكر القارب البطيء، تكلفة رحلة اليومين هي ٢١٠ ألف كيب، غير شاملة المواصلات البرية أو السكن عند مدينة باكبينغ، التي يجب أن نبيت فيها. ستجِد على جانب من الميناء محلات ومطاعم تبيع الوجبات المحلية السريعة أو الساندويتشات. اشترِ هنا ما تستطيع حمله من وجبات خفيفة أو ماء وعصيرات. فكلّ ما سيباع في القارب البطيء غالباً ما سيكون بضعف السعر، أو معكرونة سريعة التحضير مطبوخة بماء لا تعرف مصدره.
البداية الحقيقية للرحلة!
الحادية عشرة صباحاً، الوقت الوحيد الذي ينطلق فيه القارب البطيء متوجهاً إلى لوانغ برابانغ (Luang Prabang) عبر نهر ميكونغ العظيم. الرحلة التي انتظرتها كثيراً منذ أن أقمت في تشاينغ راي لمدة ثلاثة أيام. كنت متطلعة إليها لأسباب كثيرة؛ لأنها التجربة الأولى من نوعها بالنسبة لي، ولأنني أردت العودة مرة أخرى إلى الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي. يومين؛ خططت أن تكون غالباً ما بين قراءة كتاب A Cook’s Tour، أو الحديث مع الرحالة الآخرين، والكثير من الغفوات. وفي الحقيقة، هذا ما حدث!
اليوم الأول على القارب البطيء إلى لاوس
حسناً.. لم يكن سيئاً للغاية! قارب خشبي طويل، طويل جداً، أعتقد أنه يصل إلى أكثر من ١٠ أمتار وبعرض أقل من ثلاثة أمتار تقريباً. حسب نوع أو مالك القارب، قد تجِد طاولات وكراسي خشبية في المقدمة. القارب الذي ركبته كانت كراسيه حرفياً قطعاً من مقاعد السيارات القديمة، مقتطعة ومركّبة على أجزاء خشبية ومثبتة في القارب. ولأنها مقاعد سيارات وحافلات، يمكنك غالباً تحريك ظهرها وإرجاعه للخلف. من حسن حظي أن رحلتي كانت في منتصف سبتمبر، حيث عدد الرحالة الاقتصاديين أقل، ما يعني أنهم أقل في القارب كذلك. حصلت على مقعد في الخلف تقريباً، بالأصح على صفٍ كامل لي وحدي، وهو أمر مهم حينما يتوجب عليك الجلوس لمدة طويلة. كنت في الحقيقة مرتاحة بوجود لا أحد إلى جانبي طوال الرحلة، وغالباً ما أتحدث مع الجالسين في الجهة المقابلة أو أمامي.
وبما أن الرحلة بدأت في منتصف اليوم، فالشمس ستكون حارة، لكن هناك نسمات لطيفة بفعل الغابات وماء النهر بمجرد أن يتحرك القارب. كنت كطفل صغير قد حصل للتوّ على لعبة جديدة، منبهرة جداً بفكرة السفر على القارب البطيء، وبفكرة “لا انترنت”!
نصيحة:
ستكون الأجواء حارة في اليوم الأول بما أن القارب سنطلق ظهراً. لذلك:
- ارتدِ لباساً فضفاضاً ومريحاً للجلوس والتعرّق في أجزاء من الرحلة.
- احرص على الجلوس في مقدمة القارب أو وسطه على الأقل، الهواء القادم أكثر هناك.
- احمل معك عدداً كافياً من المناديل المبللة، فالماء في الحمام غالباً مصدره النهر.
- احمل معك كتاباً ممتعاً، أو حتى كتباً ممتعة. فالوقت مناسب جداً للقراءة.
الوصول إلى باكبينغ (Pakbeng) والمبيت فيها
قبل انطلاق القارب البطيء، ستجدِ أحدهم يعطيك تفاصيل عن الرحلة، ومن ثم يدعوك إلى حجز مكانٍ للإقامة والمبيت في بلدة باكبينغ (Pakbeng) الصغيرة. تجاهله، لأنه مرة أخرى سيبيعك ليلة واحدة بأكثر من السعر المعقول، ولا تعرف في الحقيقة كم يبعد عن الرصيف أو الميناء في باكبينغ. في المقابل، عندما تصِل في اليوم الأول؛ سيكون السكان المحليين في انتظار وصولكم وسيبدأون في الصراخ وإعلان الأسعار مع محاولات إقناعكم بالإقامة في بيوت الضيافة.
تبدأ الأسعار من حوالي ٥٠ ألف كيب، لكنها ستنخفض في النهاية. تركنا هؤلاء الباعة وتوجّهت مع بعض المسافرين أو الرحالة الذين كانوا معي على القارب. وجدنا سكناً صغيراً، ملحق به مطعم، تصل تكلفة الغرفة فيه إلى ٤٠ ألف كيب بحمام خاص ومروحة، أو يمكنك الحصول على غرفة مشتركة لثلاثة أشخاص بقيمة ٣٠ ألف للفرد الواحد. لا تتوقع الكثير في مساكن هذه البلدة الصغيرة، لكنها رخيصة وستقيم بها ليلة واحدة فقط.
طاولة متعددة الجنسيات..
كان وصولنا في حوالي الخامسة مساءً، فيما الشمس تغرب في السادسة والربع غالباً. في السابعة مساءً انطلقنا للعشاء، فضّلنا اختيار مطعم خارج المكان الذي نسكن فيه، لنتمكن على الأقل من رؤية المكان. اخترنا مطعم Sabaidee، الذي يقدم وجبات محلية وتايلاندية تتراوح أسعارها مابين ٤٠ – ٧٠ ألف كيب. اخترناه بسبب التقييمات العالية التي وجدناها على المطعم، وأنه مميز على الرغم من أن البلدة كلها في منطقة معزولة. كان عشاءً جيداً، وبداية جميلة لصداقة جمعتني بمَن كانوا معي على طاولة العشاء. في طاولة واحدة اجتمع، هولندي، ألماني، إسرائيلي، بريطاني، فرنسي، ياباني، وماليزية. كنا نضحك أننا قبل عشرين أو خمس وعشرين سنة ما كنا لنجتمع أو نجلس هكذا. كانت وقفة جيدة بالنسبة لي، كيف تتغير الأحوال ويتغير الناس مع الأيام. فبالتأكيد؛ فليس هناك أي أمر ثابت.
اليوم الثاني في القارب البطيء إلى لاوس
استيقظنا صباح اليوم التالي مبكراً، فالقارب سيكمل مسيرته إلى مدينة لوانغ برابانغ من التاسعة صباحاً. كانت وجبة الإفطار في نفس السكن الذي بِتنا به، لم يكن شيئاً مميزاً في الحقيقة، لكنه جيد على كل حال. في الجهة المقابلة من النهر، كانت هناك مجموعة من الفيلة تستحم، وإلى جوارها مجموعة من السكان المحليين. كنت في البداية أظنها فيلة برية، لأتنبه فيما بعد إلى هدوئها إلى جانب السكان المحليين ووجودهم القريب جداً منها. هذا الأمر يعني أنها -للأسف- إما مستخدمة لأغراض نقل الأخشاب والأشجار المقطوعة غالباً. لن يكن هذا المنظر ممتعاً بالنسبة لي في الحقيقة، خاصة في بلد غير مثقف بأهمية حماية الفِيلة.
رحلة اليوم الثاني أسهل، كان القارب مختلفاً هذه المرة. كراسي خشبية في المقدمة وطاولات، وكراسي السيارات والحافلات القديمة في الخلف. اكتشفت أن الركاب هذه المرة أكثر، فهم من السكان المحليين الذي غالباً ما سيتوقف القارب لأجلهم دقائق بسيطة هنا وهناك. ما جعلها أسهل هذه المرة كذلك أنها انطلقت صباحاً، حيث الهواء أبرد. أكملت الروتين نفسه؛ غفوات متقطعة، وجبات خفيفة مشتركة، بعض القصص والكلام، وإكمال قراءة كتاب A Cook’s Tour، ثم مشاهدة فيلم The Century Of The Self الوثائقي.
الوصول إلى مدينة لوانغ برابانغ
وصلنا بعد سبع ساعات ونصف تقريباً إلى مدينة لوانغ برابانغ السياحية الشهيرة. لم يكن الميناء كبيراً، وكان كالعادة تتزاحم فيه الدبابات، أو عربات Songthaew. وبينها جميعاً الكثير والكثير من المشاهد الطبيعية الخلابة التي جعلتني لا أندم أبداً عن هذه التجربة. تجربة أن تكون قريباً من الماء، أن تسافر عبر نهر كبير طويل يبدأ من الصين وينتهي في كمبيوديا مروراً بفيتنام ولاوس. هل تتخيل ذلك؟ أنت تعبر نهراً هادئاً في القارب البطيء الذي مهما حدث لن يكون أسرع من هذا. حتى أولئك الذين يحاولون بيعك تذاكر لقارب أفخم، لن تكون سريعة أبداً. ربما تكون أكثر راحة، لكن المسافة نفسها، وستصل في نفس الوقت!
هل يمكن الوصول إلى لاوس بطرق أخرى؟
بالطبع! لكنها الوسيلة التي رأيت أن تجربتها أكثر متعة لي شخصياً، وأعلم أنني لن أجدها في أي مكانٍ آخر. ففكرة رحلة القارب البطيء الذي يقطع نهر ميكونغ العظيم كانت ليست في مخيلتي أبداً. حياتك بين يدي نهر هادئ يبدأ من الصين وينتهي في فيتنام، فيما يشق طريقه في كل من تايلاند، كمبوديا ولاوس.
هناك الكثير من الرحالة أو السائحين الآخرين الذين التقيتهم في لوانغ برابانغ وصلوها إما عبر مطارها الداخلي، من فيانتيان. أو براً من أي نقطة تتخيلها من المدن الأخرى، أو الدول المجاورة. فالكثير من الرحلات البرية متوفرة في لاوس، وبالبعض يفضل السفر بالرحلات الليلة. في دول جنوب شرق آسيا ستتفاجأ بوجود حافلات بأسرّة مخصصة للرحلات الطويلة التي تمتدّ مابين ٩-١٢ ساعة. يمكنك حجزها مباشرة عبر موقع 12Go.Asia أو عبر مربع البحث أدناه.
عند وصولي إلى لوانغ برابانغ لم أرتب فيه أو له أي خطط كالعادة. لكنها كانت مدينة صغيرة هادئة بالنسبة لي. سأتحدث عنها في الأيام القادمة.. كونوا بالقرب!
جوله موفقه وجميله كانت لي تجربه مماثلة
من شيانغ خانغ الى سابا عن طريق النهر
انا من محبين اكتشاف الحياة الشعوب الثقافة
أكتب حاليا فصلا من كتاب الرحلات الأسيوية وصلت إلى ميكونغ وأخذت القارب في رحلة عكسية عن رحلتك أي لوانغ-شيانغ ماي.
أطيب تحياتي