فيلم Belle المستوحى من لوحة دايدو إليزابيث بيل، عام 1779 بجانب ابنة عمها السيدة إليزابيث موراي. رُسمت اللوحة وعُرضت في كينوود هاوس، بتكليف من عمهما، وليام موراي. وهو أول إيرل لمانسفيلد، واللورد كبير القضاة في إنجلترا. لا يُعرف سوى القليل جدًا عن حياة دايدو بيل، التي وُلدت في جزر الهند الغربية. وكانت الابنة غير الشرعية المختلطة لأبن أخت مانسفيلد، السير جون ليندساي. وجدها والدها تعيش حياة فقيرة، وعهد إليها برعاية مانسفيلد وزوجته.
يركز الفيلم الخيالي على علاقة دايدو بمحام طموح؛ تم تعيينه في وقت ذي أهمية قانونية. زامن سماع دعوى قضائية بشأن ما أصبح يعرف بمذبحة تسونغ، عندما تم إلقاء العبيد من على ظهر سفينة الرقيق. في المقابل، قدم المالك لشركة التأمين الخاصة مطالبات بتعويضه عن الخسائر. في هذه الأثناء، كان يحكم اللورد مانسفيلد على هذه القضية في محكمة الملك في إنجلترا عام 1786. والذي أصبح بفضل Bell قراراً يُرى أنه ساهم في إلغاء قانون تجارة الرقيق لعام 1807.
فيلم Belle وحكاية مبدأ
ما الذي يدفع أحدنا لتبنّي قضية ما؟
كيف تقول عنها قضيتك بالأساس؟
ما أسبابك الشخصية لتنبّي هذه القضية؟
ثم…كيف تفصِل ذاتك، أو مكتسباتك الشخصية عن القضية ذاتها؟
دفعني الفيلم إلى قراءة شيء من تاريخ الإمبراطورية البريطانية في فترة توسّعها في الهند الغربية. حروبها واكتشافاتها والعبيد الذين نقلتهم من بلادهم لخدمة ذوي البشرة البيضاء. ثم السؤال الأهم -بالنسبة لي- ما الذي يحدد هويتنا كأشخاص؟ مَن أنا، ولمن أنتمي؟
كانت هذه التساؤلات عالقة في الذهن زمناً غير قصير. حتى وصلت إلى قناعة واحدة، لا يهم أن أنتمي إلى أحد ما، إلى لونٍ أو شكلٍ ما. ولايهم كذلك أن يتقبّلني مجتمع بأكمله مادمت أتقبّل ذاتي “أنا”. ويمكنني التعايش بسلام داخلي. لأننا مهما فعلنا فلن يرضى الجميع. من بين مشاهد فيلم Belle، تُطِل “دايدو” وهي تسأل عمّ والدها (ويليام موراي): كيف يمكنني أن أكون في مرتبة أعلى من تناول الطعام مع الخدم، وأقلّ مرتبة من أتمكّن من تناول العشاء مع عائلتي؟
فيلم Belle الرقيقة الاستقراطية
في فيلم Belle تظهر دايدو اليزابيث بيل، المولودة كرقيقة بناء على لونها الأسمر الذي اكتسبته من والدتها “ماريا بيل”. السيدة الأفريقية التي تزوجها والدها “السير جون ليندسي” خلال إحدى رحلاته ضمن البحرية البريطانية، ثم كبُرت تحت رعاية عمّ والدها الذي كان آنذاك رئيس القضاة وقد عاشت في بيته 30 عاماً. كان لـ”دايدو” حظاً مختلفاً عمّن حولها لاسيّما “مايبُل” الخادمة. لون بشرتها لعب دوراً مهماً في تعامل الآخرين معها أو الحكم عليها. وبالتالي تغيير طريقة تفكيرها. وربما كانت هي -بطريقة أو بأخرى- إحدى أسباب الحكم لصالح الرقيق وإنهاء العبودية في الامبراطورية البريطانية.
“دايدو” التي كانت تخشى أن تظهر دائماً في دور الرقيق التابع لسيّده الأبيض، حتى وهي تكبر مع ابنة عمها “اليزابيث ماري موراي“. ثم كانت “دايدو” فيما بعد رفيقتها الشخصية (personal attendant). كيف تتخيل شخصاً يعيش أيامه كظِلّ لآخر، لأن لون بشرته يختلف عن الآخرين؟. كبُرت كطفلة في بيت يتبع فيه السُمر أسيادهم البيض. كان يؤرقها كشابّة حين علِمت أنها وصلت المرحلة التي تؤهلها للجلوس من أجل لوحة بورتريه، خشيت “دايدو” أن يتمّ رسمها بغير الذي ترجو.
أخيراً.. في مشهدٍ ما من فيلم Belle لا أنساه، تتحدّى “دايدو” كل عادات بلدها، كل القوانين:
Lord Mansfield: What do you want, Dido? What precisely are you looking for? I have enabled every rule of convention so that you would know exactly where you belong. And yet, little appears enough for you.
Dido Elizabeth Belle: And what if there were not a rule, Papa? What if the rule that allowed you to take me did not exist? Would you have returned me to the slums? You are courageous. When it comes to the matters you believe in, society is inconsequential. You break every rule when it matters enough, Papa. I am the evidence.
لا تعليق