كتبت هذه التدوينات بناء على خبرتي ومعرفتي بمجال السياحة في ماليزيا. حيث ستجد موضوعات تتحدث عن المناطق السياحية في مختلف الولايات الماليزية التي اعتاد عليها السائح العربي. بداية من كوالالمبور والتسوق فيها، ثم ولاية سيلانغور الغنية بالغابات والطبيعة. ثم جزيرة بينانج الشهيرة للسائحين العرب، وشواطئ جزيرة لنكاوي التي يتوافد عليها السائحون من كل مكان. وفي المقابل؛ ستجد موضوعات للمناطق السياحية والولايات غير المعروفة للسائحين العرب، مثل ولاية صباح، المفضلة لدي في ماليزيا. ولم أنسى مدينتي إيبوه الشهيرة بكهوفها، ومدينة ملاكا التاريخية، وولاية جوهور، والغنية بالكثير من المناطق السياحية الرائعة.

المعبد الهندي باتو كيفز ماليزيا برنامج الوجهات السياحية الخالية من كوفيد-19 (Covid-19 Free Destination Program) صناعة السياحة وجذب السائحين جزيرة لنكاوي
المعبد الهندي باتو كيفز ماليزيا

السياحة في ماليزيا

إنها صناعة أزلية، حيث عُرفت ماليزيا بأنها الوجهة السياحية المفضلة للكثير من الأفراد والعائلات العربية والأوروبية. اشتهرت الكثير من مدنها بتنوع المناطق السياحية فيها، والتي تناسب العائلات بأطفال، أو حتى المسافرين من أجل شهر العسل، أو المسافرين الباحثين عن المغامرات. هنا الشواطئ البيضاء الخلابة، والغابات الطبيعية العذراء، مع وجود الكثير من الملاهي والألعاب المائية في كل ولاية منها. وإن كنت من محبي التسوق، فماليزيا تضم أكبر الأسواق التجارية، وتنتشر فيها العلامات والماركات التجارية الدولية.

احتلت ماليزيا ذات مرة المرتبة التاسعة في العالم من حيث عدد السياح الوافدين. وصنف تقرير تنافسية السفر والسياحة لعام ٢٠١٧ ماليزيا في المرتبة ٢٥ من بين ١٤١ دولة بشكل عام. وفي محاولة لتنويع الاقتصاد وجعل الاقتصاد الماليزي أقل اعتماداً على الصادرات، دفعت الحكومة لزيادة السياحة في ماليزيا. ونتيجة لذلك، أصبحت ثالث أكبر مصدر لدخل ماليزيا من النقد الأجنبي، وشكلت ٧٪ من الاقتصاد الماليزي اعتباراً من ٢٠٠٥.

المناخ والطقس العام

الطقس في ماليزيا حار جداً ورطب على مدار العام بما أنها تقع على خط الاستواء. وأكثر الشهور حرارة هي مارس وأبريل وأكتوبر. تتأثر ماليزيا بموسمين من الرياح الموسمية: الرياح الموسمية الشمالية الشرقية، والرياح الموسمية الجنوبية الغربية. يجلب الأول معظم الأمطار على الساحل الغربي (بينانج ولنكاوي وخلافه) الأكثر رطوبة بين سبتمبر وأكتوبر، والساحل الشرقي (ولاية ترينقانو وكلنتون) من أكتوبر إلى فبراير، وبورنيو الماليزية بين نوفمبر وفبراير. ومهما كانت فترة سفرك، فماليزيا لا تمرّ بفصل الشتاء أبداً، ولا تهطل عليها الثلوج!

تسلق قمة جبل كينابالو ولاية صباح ماليزيا Mount Kinabalu تخفيف أعباء صناعة السياحة وجذب السائحين في ماليزيا برنامج الوجهات السياحية الخالية من كوفيد-19 (Covid-19 Free Destination Program)
قمة جبل كينابالو ولاية صباح ماليزيا

الأمن والأمان

ماليزيا بلد آمن للغاية. يمكنك المشي بسلام ودون التعرّض لأي أذى، حتى في أوقات متأخرة من الليل. في المقابل، أحذّر دائماً من السرقات وبعض المشكلات المتواجدة غالباً في مناطق الشركات السياحية العربية والمحلات العربية، والتي يتسبب فيها غالباً العرب غير القانونيين. في المقابل، فإن جرائم العنف ضد الأجانب نادرة جداً.

الشرطة السياحية

ستجد في ماليزيا شرطة سياحية تم تدريبها خصيصاً لمساعدة السائحين. يمكن التعرف عليهم من خلال زيهم الأزرق الداكن وحرف “i” (كناية عن المعلومات) الموجود على شارة حمراء وزرقاء على جيب قميصهم. رقم الطوارئ الوطني هو ٩٩٩.

اللغة المستخدَمة

اللغة الرسمية هي اللغة الملايوية (Bahasa Melayu)، ولكن الإنجليزية منتشرة في البلاد، ولاسيّما المناطق السياحية. ومن الجيد الآن أن بعضاً من الملايويين العاملين في السياحة أصبحوا يتحدثون العربية ولو بشكل بسيط، خاصة بعد خدمة مجموعة كبيرة من السائحين العرب. في المقابل، لا تتوقع من أي من المحليين من أصل هندي أو صيني أن يجيدوا العربية.

العملة المحلية في ماليزيا

تسمى العملة الماليزية المحلية رنجت ماليزي (MYR). يتكون الرنجت الواحد من ١٠٠ سنت، ويأتي الأخير في شكل عملات معدنية فقط. يتراوح سعر العملة حوالي ٤.٢٠ رينجت ماليزي مقابل الدولار الأمريكي. فيما يمكن العثور على أجهزة الصراف الآلي المحلية والدولية بسهولة في جميع أنحاء البلاد. يُتوقع منك استخدام  الرنجت الماليزي لجميع المشتريات النقدية، فيما تُقبل بطاقات الدفع والإئتمانية على نطاق واسع، بما فيها التسوق، الفنادق، وحتى المناطق السياحية في ماليزيا.

نهر كيناباتاغان ولاية صباح بورنيو ماليزيا Kinabatangan River
نهر كيناباتاغان ولاية صباح بورنيو ماليزيا

المناطق السياحية في ماليزيا

مدن  ديناميكية، وطعام رائع، وشواطئ جميلة، وجزر شاعرية ومتنزهات وطنية بها غابات مطيرة مليئة بالحياة البرية. يمكنك العثور على كل هذا في ماليزيا! يتمثل شعار السياحة الجذاب ماليزيا، آسيا الحقيقية على أرض الواقع لأن  ماليزيا في الحقيقة مفترق طرق للعديد من الثقافات الآسيوية. يعيش هنا الملايو المسلمون والصينيون، بتنوع الأديان، والأعراق إضافة إلى السكان الأصليين لشبه جزيرة ماليزيا وبورنيو. كل ثقافة لها لغتها وممارساتها الخاصة، والتي يمكنك تقديرها من خلال التقويم المليء بالمهرجانات ومجموعة متنوعة لذيذة من المأكولات.

الغابات المطيرة القديمة

تتميز ماليزيا بغاباتها الاستوائية المطيرة، ولا تزال أجزاء كبيرة من الغابات العذارء -من بين أقدم النظم البيئية على وجه الأرض- سليمة ومحمية بواسطة المتنزهات الوطنية ومشاريع الحفظ. قد تبدو أوراق الشجر التي لا يمكن اختراقها والأنهار الموحلة والثعبان أمراً مخيفًا، ولكن انضم إلى رحلات طبيعية يقودها المرشدون المتمرسون. سيتم تنبيهك إلى التنوع البيولوجي المذهل في كل مكان، من نباتات القاذف والليانا وبساتين الفاكهة الرطبة الأراضي المنخفضة  إلى الصنوبريات والرودودندرون في غابات المرتفعات.

المدن العصرية والبنية التحتية الممتازة

العاصمة الماليزية كوالالمبور هي مكان تقف فيه أبراج القرن الحادي والعشرين المتلألئة، جنباً إلى جنب مع المتاجر الاستعمارية، والمساحات الخضراء المورقة، بينما يتنقل المتسوقون من الأسواق التقليدية إلى مراكز التسوق الضخمة المكيفة. أما مدينة ملاكا، وجورج تاون (في جزيرة بينانج) المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مناظر حضارية ومعمارية فريدة من نوعها، تم تطويرها على مدى نصف ألف عام من التبادل الثقافي والتجاري لجنوب شرق آسيا. في ولايات شرق ماليزيا، ستجد في كل من كوتشينغ وكوتا كينابالو وسائل مريحة  للحياة في بورنيو.

الحياة البرية الغنية

أكثر ما يميز ماليزيا، والمناطق السياحية فيها هو فرصة رؤية الحياة البرية في بيئتها الطبيعية. ستكون المشاهد الأكثر شيوعاً هي مجموعة من الحشرات أو حياة الطيور الملونة، ولكنك قد تكون محظوظاً وتكتشف التابير الذي يبحث عن الطعام، أو القدر ذو الخرطوم الطويل، أو إنسان الغاب يتأرجح على الأشجار. المحيطات وعالم ما تحت البحار غني ووفير بنفس القدر. فيمكنك ممارسة الغطس أو الغوص بين المياه الضحلة للأسماك الاستوائية، والشعاب المرجانية الملونة، والسلاحف، وأسماك القرش، والدلافين. أما رن كنت من محبي المدن، ولا تريد مغادرتها، يمكنك زيارة حدائق جزيرة بينانج، وحديقة الطيور في كوالالمبور (KL Bird Park) أو مركز سيبيلوك (Sepilok Orangutan) لإعادة تأهيل قرود إنسان الغاب في ولاية صباح.