السفر البيئي أو السفر المستدام والتقليل من النفايات أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي مؤخراً. السفر، بحد ذاته إلى دول متعددة حول العالم هو امتياز لا يصدق، لذلك لا أستخفّّ به أبداً. قد أكون محظوظة بما فيه الكفاية للسفر إلى العديد من الأماكن المذهلة في جميع أنحاء العالم منذ بدأت السفر وحدي قبل عشرين عاماً. ثم حدث وأن تغيّرت مفاهيم كثيرة بالنسبة لي فيما يخص السفر. عندما بدأت لأول مرة في زيارة مدن أو دول جديدة، كنت أفكر في نفسي والأشخاص المرافقين للرحلة. كنت أبحث عن أفضل التجارب، ولا أفكر في العواقب الناتجة عن تلك التجارب.
ثم؛ كمهتمة بالمجال السياحي، عملت في الشركات السياحية، واطّلعت بشكل طبيعي على الأبحاث المتعلقة بالسفر والسياحة وتأثيرها. ثم مع تجربة السباحة والغوص العميق، بدأت أقرأ أكثر وأكثر عن الشعاب المرجانية والأحياء البحرية. وكيف تتعرض الشعاب المرجانية لأضرار لا رجعة فيها. ثم كيف أدى استهلاك البلاستيك ورمي النفايات بكل أشكالها في البحر إلى آثار ضارة على البيئة. والصدمة الأكبر حينما كنت أسبح في شواطئ جزر كوه رونغ سوملم في كمبوديا، تلتها صدمات أخرى في إندونيسيا والفلبين. النفايات المنتشرة في الدول الفقيرة كانت مرعبة، وكنت أعلم أن ممارسة ما أحب يجب أن يتغير. لذلك، سأتحدث هنا عن تجربتي الشخصية لأن أكون مسافرة أكثر استدامة.
ما هو السفر المستدام؟
أسمع عبارة السفر البيئي بشكل متكرر في السنوات الخمس الأخيرة. السفر المستدام كذلك ليس بالأمر الجديد. يقابله السفر الواعي، ثم السياحة المفرطة، وغيرها من العبارات المتشابهة. لكن ماذا يعني هذا بالضبط؟ كتبت قبل مدة تدوينة كاملة عن السفر الواعي، والنصائح المتعلقة به كجزء من السفر البيئي.
ورغم عدم وجود تعريف ملموس لأي من هذه العبارات، أعتقد أن السفر المستدام أو السفر البيئي يعني أن تدرك التأثير الاجتماعي، والثقافي، والبيئي بصفتك مسافراً إلى تلك البلاد. يتعلق الأمر بضمان تقليل التأثيرات السلبية قدر الإيمكان على الوجهات التي نزورها، ويعني أيضاً المساهمة بشكل إيجابي في الأماكن التي نزورها مع السفر عامة. بشكل بسيط، كما ذكرته في تدوينة “السفر الواعي”؛ دعم الشركات المحلية، وتناول الطعام المحلي، والسكن في الفنادق المحلية. وبالطبع، الالتزام بالسلوكيات العامة المتعارف عليها في المكان مهما كان الأمر.
سأعترف هنا بأنني لازلت أتعلم. وهناك الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها وربما مازلت، وهو أمر لا بأس به. كلنا بشر وأعتقد أنه من خلال بعض النصائح أدناه، فإن ذلك سيحدِث فرقاً بالتأكيد. إذن ما الذي يمكنك القيام به من أجل السفر البيئي وسفر أكثر استدامة لهذا العام؟
وسائل وحيَل من أجل السفر البيئي
فكر في وسيلة النقل التي ستركبها
من المهم للغاية التفكير في الطريقة التي تسافر بها إلى وجهتك. فعلى الرغم من أن الطيران قد يكون الخيار الأسهل، إلا أنه يمثل أيضاً وسيلة النقل الأكثر ضرراً للبيئة، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الطيران مساهم كبير في تغير المناخ. حاول، حيثما أمكن ذلك، وحيثما سمح الوقت، اختيار وسيلة أكثر تسامحاً مع البيئة للسفر. كيف؟ سافر بالقطار أو الحافلة، ستجدها متوفرة في أوروبا وآسيا بشكل كبير. أحاول قدر الإمكان فعل هذا أكثر هذا العام للتقليل من نفايات الكربون، أسافر قدر الإمكان بالقطار هذه الأيام، خاصة وأنه أسهل بكثير من السفر بالطائرة، وبنفس الساعات.
المكان الوحيد الذي لا أنصح بعمل ذلك فيه، هو إندونيسيا، فهذا البلد الكبير والضخم أمامه سنوات كثيرة حتى يكون بلداً بيئياً جيداً. ظننت أن السفر البحري سيكون حلاً جيداً هناك، لكن التجربة في شرق إندونيسيا كانت سيئة. ليست على نفسي فقط، بل على البيئة أيضاً، حيث لا تزال هناك انبعاثات الكربون، إضافة إلى النفايات غير المحدودة تنتجها السفن هناك. خاصة وأن البلاد بكاملها تعتمِد بشكل كبير على البلاستيك وحيد الاستخدام، ولا أعتقد أن السفر المستدام جزء مهم في هذه البقعة.
بمجرد وصولك إلى وجهتك، امشِ إلى المناطق السياحية القريبة. إنها ليست مجرد طريقة رائعة للقيام بدور صغير من أجل السفر البيئي ولكنك سترى أشياء أكثر. وسيمكنك تجربة المزيد في المنطقة التي تزورها، سترى المزيد من الحياة اليومية للسكان المحليين والتعرف عليهم. وستكون أكثر عفوية في استكشاف المدينة، مما يتيح لك التجول أيضاً فرصاً رائعة للتصوير، وأنت غير مقيد بجدول زمني. وأخيراً، إنه جيد لصحتك، ولن تشعر بالذنب جرّاء تناول المزيد من المأكولات المحلية اللذيذة أثناء سفرك.
لا تُحضِر أمتعة كثيرة وكبيرة الحجم
هناك طريقة رائعة من أجل المساهمة في السفر البيئي بسهولة. وهي التخلص من الأمتعة كبيرة الحجم، وحمل ما تحتاج إليه فقط. وربما، إن كنت قادراً على حمل حقائب الظهر (Backpack)، فلمَ لا؟ حقائب السفر التي تصل إلى ٤٥ لتراًفي الحجم، تزن أقل من الحقائب الكبيرة المتداولة. ويمكن حملها معك داخل الطائرة دون الحاجة إلى شحنها.
أحمل حقيبة FAIRVIEW TRAVEL PACK CARRY-ON 40 منذ أكثر من عام تقريباً، وسافرت بها صيفاً وشتاءً حاملة كل ما أملِك فيها فقط. ذكرت هذه النقطة من قبل في عدة تدوينات، خاصة وأن السفر بهذه الطريقة هو المفضل لدي. إنه لا يوفر عليك الوقت والمال فحسب، بل يعني أيضاً وزناً أقل للطائرة، والوزن الأقل يعني استخدام وقودٍ أقل للطائرة. وهذا كله يساهم في أمر واحد، تقليل النفايات والمساهمة في السفر المستدام. هل تعلم أنه باستخدام نظام واعٍ للأمتعة تمكنت شركات من توفير ١٠٢ مليون جالون من الوقود في عام ٢٠١٨! من خلال إدراك ما تحتاجه وما لا تحتاج إليه، يمكنك توفير المال وتقليل انبعاثات الاحتباس الحراري لكوكب الأرض.
من المزايا الأخرى لحقائب السفر هي أنه من خلال تخفيف حقيبة السفر، يمكنك المشي أو أخذ وسائل النقل العام المحلية. سيكون ذلك بدلاً من الاضطرار إلى الاعتماد على المركبات الخاصة، والذي سيساعد بدوره في تقليل الانبعاثات المحلية ويجعل حياتك أسهل.
استخدم أدوات النظافة الصلبة
أهم النصائح التي ستسمعها لحزم حقائبك، هو حمل مستلزمات شخصية بحجم مناسب للسفر. ستجد الكثير من الشركات الآن تقدم أحجام صغيرة لا تزيد عن ١٠٠مل لمنتجاتها. هذا جيد. لكن، هل تدرك أنك ستشتري الكثير والكثير من هذه المنتجات خلال سفرك؟ خاصة إن كنت تسافر مشكل مستمر لأي سبب.
أسهل الطرق من أجل المساهمة في السفر المستدام هو تبديل مستلزمات العناية الشخصية بخيارات صديقة للبيئة. على سبيل المثال، بدلاً من استخدام أنبوب معجون الأسنان الصغير ثم التخلص من هذا الأنبوب، فكر في استخدام أقراص معجون الأسنان. وبدلاً من استخدام العديد من زجاجات الشامبو وصابون الجسم، استخدم الصابون أو الشامبو الصلب. مزيل العرق الصلب متوفر كذلك. هذا الشكل من المنتجات يدوم لفترة أطول ويقلل الكثير من النفايات، ما يعني أنه ملائم أكثر للبيئة. لن يقتصر الأمر على خفض عدد هذه القناني البلاستيكية في مدافن النفايات، ولكنه سيوفر نقودك أيضاً.
بدأت منذ سنوات استخدام منتجات صلبة مقدمة من عدة شركات. ستجد علامات تجارية متعددة تعتمِد هذا الأسلوب. وجدت بعضاً من المنتجات لدى “ذا بودي شوب” كخيار جيد للصابون الصلب. وكنت أشتري كميات كافية من منتجات Lush و Dr. Bronner’s كلما سافرت، أو أشتريها أونلاين. وجدت أن الشامبو الصلب يدوم لأكثر من ٦ أشهر، ربما بسبب شعري القصير. والصابون الصلب يدوم لثلاثة أشهر مع الاستخدام اليومي طبعاً، ومزيل عرق مصنوع من الكريستال الملحي، يدوم لسنتين! والأهم من ذلك أن هذه المنتجات يسهل حملها، ولا تنسكب.
تناول طعاماً نباتياً كل ما أمكن ذلك
أحب الأكل النباتي سواء كان ذلك في السفر أو غيره. ليس لأنني نباتية، ولكنني أحب الأكل الصحي. لا أعتمِد بشكل كامل عليه طبعاً، لازلت أحب اللحوم بأنوعها، لكنني أختار بعناية اللحوم التي أتناولها. فمثلاً، لا أتناول أسماك التونة أبداً لأسباب الصيد التجاري المكثف، أبحث عن الدجاج واللحوم المحلية الأخرى، ولا أتناول اللحوم الحمراء بشكل يومي أساساً. ثم كان الدور الأكبر لمعدتي المتقلّبة، حيث لا أستطيع تناول أياً من منتجات الأجبان أو الحليب البقري، لذلك أعتمِد على البدائل المناسبة لمعدتي المتغيرة. إنها إحدى أسهل الطرق وأكثرها فاعلية من أجل السفر البيئي. قد لا يبدو هذا الأمر بالغ الأهمية، ولكنه يحدث تأثيراً كبيراً على المستوى العام.
تعد تجربة تناول طعام جديد في مكان جديد جزءاً مهماً للسفر. ولمجرد أنك نباتي، لا يتعين عليك تناول البطاطس المقلي أو السلطة فقط! يمكنك أيضا تجربة الطعام المحلي، على الرغم أنه في آسيا مثلاً كان من الصعب الحصول على طعام نباتي محلي جيد.
لم أكن نباتية في أي فترة من حياتي، وبدأت مؤخراً استكشاف أسلوب الحياة النباتي لأسباب صحية فقط. وحتى الآن، لم تكن هناك أي مشكلة خلال سفري. وقد يحفزني هذا على السفر والكتابة عن الطعام النباتي المحلي. ستسافر إلى أوروبا الشرقية؟ جرِّب لحم بورشت أو فارنيكي (بدون الكريما الحامضة، إذا كان نباتياً). ستذهب إلى اليابان؟ جرب الطريقة البوذية الأصيلة للأكل- Shojin Ryori. ستسافر إلى أفريقيا؟ يتكون المطبخ الأفريقي المختلف من حساء العدس. اختر ما يناسب معدتك وجسمك، فهناك الكثير من الخيارات النباتية في كل مكان. أو استخدم تطبيقات الأكل النباتي، سيفيدك ذلك كثيراً.
أحضِر معك أدوات مائدة للاستخدام المتكرر
تعتبر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم. حينما مكثت أغسطس ٢٠١٩ في ولاية صباح، وجدت الكثير من القمامة قادمة من الهند والفلبين، خاصةً عبوات الطعام، وزجاجات الماء، وأدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. عندما أزور أكشاك الطعام، فإن كل ما أطلبه يأتي مع أدوات المائدة والمصاصات البلاستيكية. كان هذا الأمر مفزعاً بالنسبة لي خاصة وأن ولاية صباح وشواطئها لها مكانة خاصة لدي.
هذه قضية عالمية ضخمة ونحن بحاجة إلى التفكير في ما يحدث لهذه المواد البلاستيكية بعد الاستخدام. يتم إهمالها ببساطة إلى أن تتراكم، ثم يتم إلقاؤها في أماكن أخرى مما يؤدي إلى حدوث الكثير من التلوث والمساهمة بشكل كبير في أزمة المناخ.
لذا كمسافرين، إحدى الطرق المهمة لمقاومة ذلك هي حمل أدوات الأكل المعدنية أو المصنوعة من البامبو. تتوفر هذه الأدوات في كل مكان، ولست مضطراً لشرائها أساساً، جميعنا يملك الكثير منها في البيت. احمِل معك مجموعة أدوات المائدة القابلة لإعادة الاستخدام هذه في حقيبتك وستِحدث فرقاً. سيساعد ذلك على تقليل القمامة، وإذا بدأ عدد قليل منا على الأقل هذه العادة، فسيحدث انخفاض كبير في النفايات البلاستيكية.
اشترِ معدات سفر بجودة ممتازة لتستمر فترة طويلة
إحدى طرقي المفضلة للوعي بالبيئة أثناء السفر هي شراء معدات متينة وذات نوعية جيدة. هل فكرت فيما يحدث للحقائب القديمة التالفة التي ترميها؟ إنها تنتج الكثير من النفايات غير الضرورية، وعلى الأرجح سينتهي بها المطاف في المكب. عند التسوق لأمتعة السفر ومحتوياتها، أختار دائماً العلامات التجارية الصديقة للبيئة، وتصنع منتجاتها من مواد متينة وغير مضرّة للبيئة. أبحث بعناية عن معدات السفر قبل أن أشتريها وأقرأ عنها. أشتري أدوات ستخدمني جيداً في الرحلات المتعددة، ورحلات القطار الطويلة.
اخترت أيضاً ملابس صديقة للبيئة. وبتصميمات لا تتأثر بتغيّر الموضة في الموسم المقبل. وبالطبع، أحاول دائماً اختيار بيوت الأزياء المستدامة. قد لا تكون هذه المنتجات منخفضة التكلفة دائماً، ولكنها ستدوم طويلاً، مما يقلل من التأثير السلبي على البيئة. ينطبق الأمر على الأحذية، وجدت مؤخراً أحذية كولومبيا الرياضية (Columbia Sportswear) المناسِبة للتسلق والمقاومة للماء في آنٍٍ واحد. ومع تعدد رحلات التسلق لا يزال الحذاء محافظاً على نفس الشكل واللون. هذا الأمر يعني أيضاً التقليل من النفايات قدر الإمكان.
استخدم كريم الشمس غير المضرّ بالشعاب المرجانية
أقضي فتراتٍ طويلة على الشواطئ والجزر. لقد جعلني العيش على البحر مدركة تماماً لأهمية حماية الشعاب المرجانية وكل الحياة البحرية المذهلة. فبينما نمضي أيامنا في السباحة مع الدلافين، والغوص في المياه مع الأسماك بالألوان الزاهية، نتناسى التفكير في الأضرار التي يمكن أن نتسبب فيها. نقوم بكل شيء ممكن من أجل حماية بشرتنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
تخيّل؛ يُعتقد أن أربعة عشر ألف طنٍ من كريم أشعة الشمس تغسل من الأجساد في المحيطات كل عام! إنها تختلط ببساطة بماء المحيط، والمواد الكيميائية السامة التي تحتويها تساهم في تدمير الشعاب المرجانية. ومن الجيد أن بعض الدول المهتمة بالأمر تحظر استخدام كريمات الشمس الضارة تماماً.
السفر البيئي لا يعني أن تُضِرّ ببشرتك. هناك حل لحماية نفسكم تحت أشعة الشمس وحماية البيئة معاً، عليك فقط قراءة الملصقات الصغيرة. وككل شيء تجاري يُراد إنتاجه بأقل تكلفة، لا تعدّ جميع كريمات الشمس صديقة للشعاب المرجانية. المكونات الفعالة الوحيدة الصديقة للشعاب المرجانية هي أكسيد الزنك غير النانو وثاني أكسيد التيتانيوم غير النانو. لذلك، اقرأ المكونات بشكل جيد للتأكد من بقائك صديقاً للبيئة. وإذا لم تكن عبارة “صديقة للبيئة” كافية للإقناع، فقم بذلك من أجلك أنت. هناك أبحاث تُظهِر أن المواد الكيميائية نفسها التي تضر بشعابنا المرجانية يمكن أن تضرنا أيضاً.
وشخصياً، لا أستخدم أي كريم واقٍ للشمس حينما أكون في البحر. أستخدِم مزيجاً من الزيوت كجوز الهند والزيتون لتحمي بشرتي، وتعطيني في النهاية لوناً جيداً بعد الرحلة. يساعدني هذا أيضاً في التقليل من النفايات بما أنني لا أستخدم أنابيب الكريمات.
للسيدات، استخدمن السيليكون!
للسيدات سواء كنتن مسافرات أم لا، استخدمن MoonCup أو منتجات مشابهة لها لتقليل النفايات التي تتركينها خلفك. حاولي استخدام أكواب الطمث من السيليكون، أو الملابس الداخلية المخصصة لذلك، إنها طريقة رائعة لتكنّ أكثر استدامة أثناء سفرك خلال دورة الطمث. هذا الألم والزائر الذي قد يأتي في الوقت غير المناسب، من المهم أيضاً ألا يكون ذو تأثر سلبي على البيئة.
أستخدِم أكواب الطمث المصنوعة من السيليكون منذ سنوات طويلة سواء كنت على سفر أو غيره. إنها خفيفة جداً، وصغيرة لا تأخذ أي مساحة، وسهلة الاستخدام. بالإضافة إلى أنه يمكن ارتداؤها لمدة تصل إلى ١٢ ساعة! أرتديها للسباحة والغوص دون أي قلق، كما أنني أمشي مسافاتٍ طويلة وأتسلق طيلة اليوم. حجمها الصغير هو السبب الحقيقي الذي حفّزني لاستخدامها، إضافة إلى أنها لا تتطلّب الكثير للتنظيف.
الأمر المهم أيضاً أن هذه البدائل ستوفّر نقودك لأجل طويل. متوسط ما تنفقه السيدة وحدها على منتجات دورة الطمث حوالي ١٣.٥ دولار شهرياً. أي حوالي ٦،٣٦٠ دولاراً في متوسط العمر الإنجابي للمرأة -بين سن ١٢ و ٥٢ عاماً. سيتضاعف المبلغ كلما زاد عدد السيدات في البيت طبعاً. في حين، تتراوح أسعار المنتجات ذات الاستخدام المتكرر ما بين ١٥ – ٥٠ دولاراً، ويمكن إعادة استخدام المنتج الواحد منها حتى عشر سنوات.
أدوات الحلاقة ومنتجاتها الصديقة للبيئة
لا أعرف كم يصرِف الرجال على أدوات الحلاقة بالضبط. لكن، يمكنني إخبارك أن كل سيدة تصرف في المتوسط حوالي أكثر من ٣٠ ألف دولار لإزالة الشعر بالشمع/السكر في المحلات المتخصصة بذلك. تفضّلين الحلاقة؟ ستنفقين حوالي أكثر من ٨،٥٠٠ دولار وثمانية أسابيع من حياتك للتخلص من الشعر غير المرغوب فيه. ماذا عن الليزر؟ تتراوح تكلفته مابين ٢،٨٥٠ إلى ٤،٢٥٠ دولار لإزالة كل شعرة لكل سيدة. ما يهمّني هنا ليست التكلفة المادية لكل طريقة يُزال فيها الشعر، على قدر النفايات المتكدّسة بسببها. وجدت قبل سنة تقريباً منتجاً جيداً وصديقاً للبيئة معاً. هل تذكر أدوات الحلاقة المعدنية القديمة؟ كنت أرى والدي يستخدمها حينما يحلق ذقنه، الشفرة الحادة التي يغيرها يدوياً.
هذا المنتج مستوحىً منه، Leaf Shave يستخدم الشفرات المعدنية نفسها، ولكن بجسد مختلف. إنه من المعدن أيضاً، ولكنه برقبة قابلة للإنحناء، والذي يساعد في سهولة استخدامه. تكلّف هذه الأداة حوالي ٨٤ دولاراً فقط تحوي الجسد المعدني، وعشرين قطعة من الشفرات. كل شفرة يمكن إعادة استخدامها لمدة طويلة، وحينما تريد تغييرها لن تكلفك أكثر من بضعة سنتات.
احمل مصفّ لقارورة الماء
لسوء الحظ، فإن العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم لا تحوي على مصادر ماء نظيفة للشرب. مياه الصنبور غير صالحة للشرب حتى في أوروبا، وغالباً ما يكون البديل الوحيد هو المياه المعبأة في الزجاجات. تأتي المياه المعبأة بشكل رئيسي في قوارير بلاستيكية تستخدم مرة واحدة، ولا تتوفر إعادة تدوير البلاستيك دائماً، ولهذا السبب أحمِل معي دائماً مصفّ لزجاجة الماء. هذا الأمر يعني أنه يمكنني تعبئة زجاجاتي من أي مصدر للمياه العذبة، خاصة وأن المياه المالحة قد تقصّر من عمر المصَفّ. كما أنني بهذه الطريقة أضمن بأنني بصحة جيدة، فالسفر البيئي لا يعني أن أعرّض حياتي للخطر!. كما أن الدولارات التي ندخرها عند عدم شراء المياه المعبأة في زجاجات ستكون مفيدة.
هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من زجاجات مصفيات المياه المتاحة اليوم. أستخدِم مصفّيات وقارورة LifeStraw منذ سنواتٍ أيضاً. وعليّ فقط تغيير المصفّي مرة كل ١٠٠ جالون. تذكر، أنت أيضاً تساهم في التقليل من النفايات. السفر المستدام ليس بأمر صعب أبداً.
جرّب الإقامة في المساكن الصديقة للبيئة
هناك طريقة رائعة للتكيف مع نمط حياة أكثر ملاءمة للبيئة، وهي إلقاء نظرة على نوع السكن الذي تحجزه. في السنوات الأخيرة، ازداد عدد أماكن الإقامة الصديقة للبيئة وهي ليست باهظة الثمن كما تعتقد. بداية من الفنادق الصغيرة إلى السلاسل الكبيرة. كانوا جميعاً يتطلعون إلى إجراء تغييرات للتوجيه أكثر نحو عقلية المسافر البيئي الجديدة. فكيف تجد هذه الإقامة؟.
أحب عادةً البدء بـ Tripadvisor والتأكد من “اللون الأخضر” في قسم النمط. في حين أن هذا لا يضمن دائماً إقامة “خضراء” تماماً، إلا أنها بداية رائعة. من هنا، سترغب في الانتقال مباشرةً إلى موقع الفندق للعثور على معلومات مباشرة تتحدث عن التزاماتها البيئية. خلال رحلتي إلى ولاية صباح ونويبع في مصر أقمت في مساكن مستدامة. البدء في السفر المستدام ليس بصعب أبداً، كانوا ببساطة يديرون استخدام النفايات اليومية، وكانوا يعتمدون على المنتجات الزجاجية والألمنيوم للمطبخ. في الغرف، لم نحتج إلى استخدام المكيفات بشكل دائم، وإذا كانت المساكن الصديقة للبيئة أعلى من ميزانيتك، فلا تزال هناك طرق يمكنك من خلالها أن تكون أكثر صداقة للبيئة أثناء إقامتك:
- اترك ملاحظة للتدبير المنزلي لعدم أخذ المناشف والشراشف كل يوم.
- استخدم منشفة سريعة الجفاف لتقليل كمية الغسيل التي يجب تنظيفها.
- أحضر لوازم الاستحمام الشخصية لتقليل النفايات في الفندق.
- تقليل استخدام مكيف الهواء / التدفئة حيثما أمكن ذلك.
- تجنب استخدام المياه المعبأة في الزجاجات التي يوفرها الفندق، وأحضِر زجاجة قابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من ذلك.
- ضع علامة “بدون إزعاج” على بابك لتقليل التنظيف غير الضروري.
قل لا للسياحة الحيوانية من أجل السفر المستدام
أكرر هذا الأمر في كل مكان، من فضلك لا تدعم سياحة الحيوانات. هل تفكّر في في ركوب هذا الفيل أو تناول الطعام في مقهى الحيوانات؟ من فضلك لا تفعل ذلك. كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة حماية الحيوانات عن المعاناة التي تعيشها هذه الحيوانات بكل بساطة. وجدت أن ٧٥٪ من المناطق السياحية في الحياة البرية لها تأثير سلبي على الحيوانات البرية. حتى حديقة الحيوانات، لا أعتبِرها خياراً جيداً للسياحة العائلية، خاصة في الظروف الصعبة التي نجِد فيها الحيوانات في هذه الحدائق. كيف يمكن للبطريق أن يعيش في الأجواء الاستوائية؟ مستحيل.
هناك بعض الطرق الأخلاقية لزيارة محميات الحيوانات، ابحث جيداً، واطرح الكثير من الأسئلة. اسأل عن المناطق السياحية التي ستذهب إليها، وما إذا كانت تدعم وتشترك في أي من هيئات حماية الحياة البرية. إذا سمح لك بلمس الحيوانات أو التقاط الصور معهم، فاخرج من هناك! وبصفتنا مسافرين، فإننا نتحمل مسؤولية كبيرة عن إدراك هذه الممارسات واتخاذ خيارات تساهم في السفر المستدام. ليس هناك أي عذر من أجل الإضرار بالحيوانات.
لا تعليق