النيبال بوخارا بوابتك إلى تسلق جبال الهيمالايا أنابورنا بحيرة فيوا

النيبال بوخارا بوابتك إلى تسلق جبال الهيمالايا أنابورنا بحيرة فيوا


تظهر مدينة بوخارا (Pokhara) النيبالية بصورة متكاملة لأي من وجهات السفر الشهيرة. ففيها مناظر خلابة، وأنشطة مغامرات، الفنادق والمنتجعات الكثيرة، ومطاعم تتنافس في الجودة والخدمة. فربما كانت محطة الوصول بعد تسلق جبال الهيمالايا أو سلسلة أنابورنا لثلاثة أسابيع. أو وصلت للتو من كاتماندو عبر الحافلة المؤلمة، فإن المنطقة المحيطة بالبحيرة (Lakeside Pokhara) مكان مثالي لاستعادة أنفاسك.

لا يختلف -ضمنياً- كثيراً عن حي تاميل في كاتماندو، ولكنه يمتد على طول شاطئ بحيرة هادئة مع قوارب للتجديف تتراقص في الماء. من البحيرة، وربما من شرفة غرفتك الفندقي، يمكنك الاستمتاع بإطلالة واضحة على الجبال المغطاة بالثلوج، على بعد ٢٠ كلم، وربما أكثر. ولكن، لبوخارا رتمها الخاص، وشعور مختلف تماماً بقية المناطق التي زرتها وستزورها في النيبال. مريحة، وسهلة، وبشكل ما وادعة. على الرغم من أنها تفتخر بصناعة رياضات المغامرات، وتشتهر بها، فهي أفضل وجهة للطيران المظلي في العالم وتحيط بها أنهار المياه البيضاء. ولن تفوّت بأي شكل المتحف المخصص لجنود جورخا المشهورين عالمياً، وسنراهم يتدربون من الحين والآخر أمامك. والأهم من كل ذلك، إنها بوابة الرحلات المشهورة عالمياً داخل وحول سلسلة جبال أنابورنا وخارجها.

لماذا أحب بوخارا النيبال

لماذا أحب بوخارا

وصلت النيبال بعد رحلة عجيبة في سريلانكا، كانت رغم جمالها بها بعض المشقة. قضيتها ما بين العمل، والانقطاع المستمر للكهرباء والانترنت، وارتفاع الأسعار ولو بشكل طفيف. لذلك كانت النيبال أشبه بترتيبة على قلبي. وصلتها بهدف واحد، أن أسترخي أكثر، بعيداً عن المدن الصاخبة والازعاج، وأقرب للطبيعة. لم تكن كاتماندو أو باكتابور توفِيان بأي من ذلك، بزحامها وإزعاجها وكثرة الناس والنفايات فيها. حتى وصلت إلى بوخارا، والتي كانت الترتيبة الحقيقية على روحي. قررت أن أقضي أطول فترة ممكنه فيها، بلا خطط حقيقية، ولا رغبة قريبة في المغادرة. عدت لأسلوب السفر البطيء، واستعادة أنفاسي قبل التوجه إلى الدولة التالية.

اخترت فيها غرفة بفندق Paradise Boutique Hotel، بينما كان يسكن “جون” في الشقة العلوية لأكثر من ٣ أشهر. إنه فندق محلي صغير، انتهى العمل على جزء منه في فترة قريبة. لم يكن بعيداً جداً عن البحيرة، ولم يكن وسط الإزعاج الذي يحفّ بأجزاء منها. غرفتي بإطلالتين! من الغرب أرى جزءاً كبيراً من بوخارا، ومن الشرق أرى سلسلة جبال أنابورنا الشهيرة. في أيام العمل، تجدني أسير في شوارع بوخارا بلا هدف، مجرد المشي فيها واستكشاف المقاهي أو المحلات الصغيرة. في الأيام الأخرى، أذهب في رحلات تسلق قصيرة، أو لقاء بعض الأصدقاء هناك.

Booking.com

أفضل وقت لزيارتها

من سبتمبر إلى نوفمبر، وهو موسم الذروة السياحي. بينما من ديسمبر إلى فبراير هي أبرد الشهور في بوخارا. يستمر الشتاء حتى شهر مارس تقريباً، حيث تقع مدينة بوخارا بالقرب من جبال الهيمالايا، وتكون أشهر الذروة عندما ينغمس السائحون في رحلات التسلق (هايكينج).

بصرف النظر عن ذلك، هناك أنشطة مغامرات مثل القفز بالحبال، والطيران الشراعي، والطيران المظلي خلال أشهر الشتاء والربيع، أبريل إلى مايو. إنه الوقت الذي تكون فيه المدينة أكثر دفئاً وتبدو ساحرة، خاصة بعد هطول الأمطار أو شروق الشمس. تشهد نهاية شهر مايو انخفاضاً في السياحة حيث يحلّ فصل الصيف في بوخارا، والذي يكون أكثر جفافاً وأقلّ رطوبة. يستمر الصيف بشكل عام بين مايو وأغسطس، وبحلول سبتمبر، يتحسن الطقس مع الترحيب بموسم الخريف. هذا -مرة أخرى- وقت رائع لزيارة بوخارا للمسافرين ذوي الميزانية المحدودة.

بوخارا القديمة

قضيت فترات متقطعة خلال إقامتي في بوخارا، أمشي في شوارعها بدون هدف. استوقفتني بوخارا القديمة، وأعطتني لمحة عما كانت عليه المدينة قبل الازدحام المروري. لقد حاصرت الفوضى، والمطاعم السياحية القرية السابقة، وغيرت الكثير فيها. لذلك توجهت إلى البلدة القديمة، شمال ماهيندرا بول الصاخبة. وأفضل طريقة للاستكشاف هي المشي فيها بلا هدف. سِرت في يوم من مبنى نيبال تيليكوم في ماهيندرا بول، واتجهت شمال غرب، على طول تيرساباتي. مررت بعدد من المتاجر الدينية التي تبيع المعلقات (مانترا) الهندوسية والبوذية. عند التقاطع مع نالا موخ، بقيت طويلاً أمام منازل نيواري المزخرفة بالطوب، والنوافذ الخشبية المنحوتة بزخارف بديعة.

أكملت طريقي شمالاً، في بايراب تولي، للوصول إلى معبد بيمسين (Bhimsen) الصغير، المكون من طابقين. إنه مزار قديم، بعمر ٢٠٠ عام، لإله التجارة والأعمال نيواري. متّع ناظريك بالنقوش المثيرة، واقض وقتاً هادئاً هنا. قبل أن تبتلعك الساحة المحيطة المليئة بالمحلات التجارية، والتي تبيع السلال والسيراميك.

ثم سِر على بعد حوالي ٢٠٠ متراً شمالًا، ستجد تلّاً صغيراً، يعلوه معبد Bindhya Basini القديم. تأسس المعبد في القرن السابع عشر، وهو مقدس لدورجا، التجسد الحربي لبارفاتي، والذي يُعبد هنا على شكل ساليجرام. إنها صدفة أمونية متحجرة، تُعتبر شكلاً مقدساً للإله الهندوسي فيشنو.

بحيرة فيوا

هي النقطة المحورية للمسافرين في بوخارا، وهي ثاني أكبر بحيرة في نيبال. تتراصّ المحلات حول بحيرة فيوا (Phewa Tal)، فيما القوارب الملون تتمايل فيها. فيما المنطقة بالكامل محاطة بالجبال، وتعطيك منظراً بديعاً أينما ولّيت وجهك. وعلى عكس التنمية السياحية المبهرجة في منطقة ليك-سايد، فإن الشاطئ الجنوبي الغربي شديد الانحدار، مليء بالغابات وتنتشر فيه الطيور والحيوانات. تضفي غابة راني بان المورقة، أو غابة الملكة، صبغة الزمرد على البحيرة. وفي الأيام الصافية تنعكس جبال أنابورنا بشكل مثالي على سطح المرآة.

يمكنك الذهاب إلى البحيرة في أحد القوارب المطلية بألوان زاهية والمتاحة للإيجار في ليك-سايد. ستجد جماعات من السائحين -خاصة من الهنود- متوجهين إلى معبد تل براحي وسط بحيرة فيوا. بينما أفضّل أنا، وكثير من الناس المشي أو التنقل بالدراجة حول شاطئ البحيرة. وأفضلها على الإطلاق، رحلات التسلق إلى معبد السلام العالمي، والذي يأتيك بمناظر خلابة مطلة على التل إلى الجبال خلفها.

رحلات التسلق في بوخارا سلسلة أنابورنا جبال الهيملايا

رحلات التسلق في بوخارا

حرصت خلال إقامتي في بوخارا على رحلات التسلق القصيرة. يكفيني قضاء يوم واحد هنا وهناك بين الطبيعة، أمشي بين الغابات. أتوقف بين الحية والآخر في محلات الشاي المحلية، ألتقط أنفاسي، بينما أستمتع بالمناظر الجميلة على البحيرة والمدينة.

أذكر حتى اليوم أنني التقيت كلبة صغيرة، كانت تلعب حول المكان، وسارت معنا من نقطة كنا نرتاح فيها. كانت تبدو جائعة وعطِشة، حتى وجدتُ كوباً بلاستيكياً صغيراً تستطيع أن تشرب منه. سارت معنا في الغابة، حتى توقفت في منطقة مليئة بالأعشاب. سمعت حينها صوتاً لحركة خفيفة، ولم أنتبه إلا حينما صرخ جون “حيّة! ابقي هادئة وتحركي ناحيتي”. لا أعرف أي نوع من الثعابين كانت، ولكن شكلها حسبما يقول جون تبدو كأفعى كوبرا صغيرة. كانت الكلبة هي مَن نبّهنا لها، وسأبقى حتى آخر يومٍ ممتنة لها.

التسلق والمشي إلى قرية ميتلانغ بوخارا النيبال سلسلة أنابورنا

التسلق والمشي إلى قرية ميتلانغ

رحلة التسلق الأولى قمت بها في بوخارا. اخترت و”جون” يوماً بعد الأمطار الغزيرة، لرحلة التسلق هذه. لا أعرف إن كان اختيار اليوم موفقاً، خاصة وأننا قررنا مغادرة الفندق في العاشرة صباحاً. لم تكن الشمس حارة بعد، ولكنها كان تتوسط السماء حينما كنّا بين الأشجار والغابات. مسافة التسلق الحقيقية ليست طويلة أبداً، فهي تتراوح ما بين ساعة إلى ساعة ونصف صعوداً، حسب لياقتك. ولكننا قررنا المغادرة مشياً من الفندق، ومروراً ببعض الأحياء والشوارع الداخلية، حتى وصلنا نقطة البداية شمال شرقي بحيرة فيوا.

ستبدأ المشي من الشارع الذي يطل عليه مقهى Krazy Gecko، وسِر حسب المسار المعبّد. لن تحتاج إلى مرشد ليأخذك إلى قمة ماتلانغ، فالطريق سهل للغاية، ويمكنك التوقف عدة مرات عند نقاط الإطلالات أو المقاهي المحلية في المسار. ستكون غالباً ما بين الأشجار والغابات شبه الكثيفة، أو تمرّ بمزارع الأرز. ستقابلك أيضاً الكثير من البيوت المحلية وحظائر الحيوانات من أغنام وأبقار. وهذا كله ما يجعل الرحلة ممتعة للغاية.

امتدت رحلتنا بالكامل ٤ ساعات ونصف صعوداً ونزولاً، والتوقف المتكرر للتصوير والراحة. أنهيناها بالجلوس في مقهى The Juicery Cafe المطل على البحيرة. كان يوماً رائعاً، انتهى بالأمطار الغزيرة بينما كنا نتناول غداءنا.

رحلة التسلق إلى معبد السلام العالمي بوخارا النيبال

رحلة التسلق إلى معبد السلام العالمي

بعد يومين من الراحة، قررنا الذهاب في رحلة للتسلق مرة أخرى. أعتقد أنني أصبحت مهووسة بالمكان أكثر، وأريد أن أرى بوخارا من الأعلى، على الرغم من حر إبريل. كان معبد السلام العالمي نقطة مهمة بالنسبة لي، وأريد زيارتها. جون، في المقابل كان مهتماً برحلة التسلق أكثر من المعبد نفسه، ولا عتب عليه أبداً. رحلة التسلق هذه الأطول في يومي، بدأنها -كالعادة- في العاشرة صباحاً، وأنهيناها في السادسة والنصف مساءً. جنون؟ نعم! سأخبرك لم.

غادرنا الفندق في الصباح مشياً، متجهين إلى نقطة البداية. إن كنت آتياً من منطقة ليك-سايد، ستمرّ في طريقك غالباً بمكتب الجوازات في بوخارا، وسدّ فيوا. كلاهما نقطتان مشهورتين، وستجدهما حتماً على الخريطة. تبدأ نقطة التسلق من Shital Path، طريق صغير، يبدأ بجسر معلق، ثم نقطة تتجمع فيها السيدات لملء جرار الماء. أكمل طريقك بين البيوت القروية، ومزارع الذرة والخضروات، مبقياً الغابة على يمينك. إن لم تكن على عجلة، يمكنك التوقف عند شلالات ديفيس (Davis Falls) أو معبد كهف Gupteshwor Mahadev. لم نكن في الحقيقة مهتمين بأي منهما فأكملنا طريقنا.

معبد السلام العالمي

يقع المعبد على مرتفع أمادو، ويطل بفخامة وثبات على التل، ضمن سلسلة جبال أنابورنا، مطلاً على بحيرة فيوا. هناك ثلاثة مسارات تصل إلى المعبد، وعدداً من المقاهي الصغيرة بمجرد وصولك. تم بناء معبد السلام العالمي اللامع ذو اللون الأبيض اللامع، وهو أحد أكبر معابد السلام (عددها ٨٠ حول العالم) هدوءاً. بُني من قبل الرهبان البوذيين، من منظمة نيبونزان ميهوجي اليابانية، بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. لقد تم بناؤه لإلهام السلام لجميع الأعراق والمذاهب. ويمكنك المشي بهدوء حول المكان، مراعياً احترام الأديان، وعدم رفع الصوت.

Shanti Stupa أو معبد السلام العالمي، معلم سياحي شهير ومدهش. وهو محطة توقف ممتعة للمتسلقين المغامرين. ستجد في المناطق المحيطة العديد من مسارات التسلق للعبور إلى بحيرة فيوا، واستكشاف جبال الهيمالايا. يمكنك إما أن تتنقل عبر أحد المسارات المؤدية إلى قمة التل، أو أن تسلك الطريق المؤدي إلى الستوبا، أو الاستمتاع بالقيادة عبر الطرق الخلابة. جمال المكان آسر للغاية ، والأجواء الهادئة للنصب التذكاري تستحق الزيارة لمن يبحثون عنها. وإن كنت مغامراً أكثر، فتوقف على قمة التل، ففيه إطلالة رائعة على شروق الشمس وغروبها.

التسلق إلى تمثال شيفا بوخارا النيبال سلسلة جبال أنابورنا

متابعة التسلق إلى تمثال شيفا

تجولنا حول معبد السلام العالمي، وكنا في طريقنا إلى النزول إلى بوخارا. سألنا أحد العاملين في المقهى إن كنا سنصعد إلى تمثال شيفا؟ لم يسمع جون عن المكان سابقاً، ولم أكن أعرف أن الوصول إليه ممكناً. وفي الحقيقة؛ كنت مرهقة وأريد النزول إلى بوخارا، فقط. ولكنني كنت أعلم جيداً أن جون يريد الذهاب إليه بأي شكل من الأشكال. كنا نفكّر، إن أكملنا فهي مجرد ساعة للأعلى، وإن خططنا للتسلق في يومٍ آخر فسنبدأ من الأسفل، حيث البحيرة، مروراً لمعبد السلام مرة أخرى، ثم الوصول إلى تمثال شيفا. ولكسلي؛ قررت إكمال الطريق.

كانت الساعة تشير إلى الثانية ظهراً، الشمس حارقة، والتعب وصل أشدّه بعد أربعة ساعات من التسلق. كنت أكرر لنفسي، إنها ساعة فقط. ولكن، كانت الطريق وعرة للغاية، صاعدة للأعلى بشدة. لم تكن هناك أي طريقة للسيارات تلك الفترة للمكان، وربما كانت من مسار آخر لم ننتبه له. لذلك، فمن الأفضل أن تكون معك عصا التسلق، فقد وجدت نفسي أتوقف بين كل عشر دقائق للراحة. متحججة بالتصوير، والمناظر الجميلة التي نمرّ بها. كان هناك صوتٌ آت من الأعلى، والتي اكتشفت أنها صلوات واحتفالات تقام في المكان لجمع التبرعات.

تمثال شيفا

بومديكوت؛ هي محطة تلّية بالقرب من بوخارا. للمكان إطلالة جميلة على ارتفاع ١٥٠٠ متراً فوق سطح البحر، ويعلوه ثاني أطول تمثال لشيفا في نيبال، بعد تمثال Kailashnath Mahadev. يبلغ ارتفاع التمثال نفسه ٥١ قدماً، على ستوبا بيضاء يبلغ ارتفاعها ٥٧ قدماً، مما يجعل الهيكل بأكمله بارتفاع ١٠٨ أقدام. يعتبر التمثال جزءاً من خطة رئيسية أكبر يجري العمل عليها حالياً، والتي ستتضمن بناء حديقة الشهيد التذكارية، ونموذجاً لجبل سوميرو يضم شيفا وبارفاتي. مع تسهيلات لضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المنتزه بأكمله. حينما زرت الحديقة، أعتقد أنها اكتملت ٥٠٪، مع الانتهاء من بناء تمثال شيفا في أواخر ٢٠٢١. تحتوي مباني التمثال أيضاً على ١٠٨ شيفا لينغاس تحيط بالتمثال في قاعدته. عزز بناء التمثال الأماكن كوجهة سياحية دينية. ومن الإطلالة، يمكنك وادي بوخارا وبحيرة فيوا، وفي يوم صافٍ سترى سلسلة جبال الهيمالايا ومعبد السلام العالمي من المكان.

النيبال بوخارا بوابتك إلى تسلق جبال الهيمالايا أنابورنا بحيرة فيوا

العودة إلى بوخارا

كانت السماء ملبدة بالغيوم، وهو ما جعلنا نسرع في النزول إلى بوخارا. أسرعنا في النزول ما بين صوت الرعد، والسماء التي أظلمت فجأة، مع الهواء الذي يدفعنا من كل ناحية. توقفنا في الطريق عند مطعم صغير بالقرب من معبد السلام، والذي كان مكاناً جيداً لتناول بعض الطعام في السماء تمطر من حولنا. تنفسّنا قليلاً، والهواء يزيد من برد المكان. كنت سعيدة هنا، فالغيوم الكثيفة اتجهت للجنوب، وبدت السماء أكثر صفاءً. أذكر أنني صرخت بهجة وفرحاً حينما رأيت الهيمالايا تطل من بعيد أمامي.

توقف المطر، حملنا حقائبنا ونزلنا متجهين إلى بوخارا. بدت الطريق أسهل كثيراً في النزول، لم تستغرق المسافة أكثر من ساعة، عكس صعودنا الذي استغرق ساعتين ونصف. لم نتوقف حتى لشرب الماء إلا حينما وصلنا الغابة، ومنها إلى البوابة المطلة على بحيرة فيوا. كان المنظر بديعاً للغاية، مع غروب الشمس، والغيوم المحيطة بها. وصلت إلى الفندق مرهقة بعد هذا اليوم الطويل للغاية. وكل ما أردته ذلك الوقت حمام ساخن، ووجبة عشاء فاخرة لترمّم التعب اللذيذ من تسلق جزء صغير من سلسلة أنابورنا.

كان من المفترض أن أغادر بوخارا بعد يومين متجهة إلى نقراكوت (Nagarkot)، وتسلق الجبال هناك. ولكن، تغيرت الخطة تماماً لنذهب في رحلة أكثر متعة، وتسلق جزء آخر من سلسلة أنابورنا، ورؤية جبال الهيمالايا من جهة أخرى. امتدت الرحلة لخمسة ليالي مليئة بالمغامرات، قصصتها كاملة في هذه التدوينة. سفراً ممتعاً!


Deprecated: preg_split(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in /home3/aqadahbl/public_html/wp-includes/formatting.php on line 3506

أسما قدحAuthor posts

Avatar for أسما قدح

Malaysian Travel Blogger on #TRLT. En-Ar Translator & Content Writer | مدونة ومترجمة ماليزية رحالة في الطرق الأقل سفراً

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *