حينما أحكي لأي أحد عن رحلاتي في شرق أفريقيا، أرى الكثير من التساؤلات على وجوههم. لمَ؟ وما الممتع في ذلك؟ وكيف يمكنني السفر وحدي في أفريقيا؟ وماهو مستوى الأمان فيها. والعجيب، أن لاشيء في حكاياتي يمسّ الأمان، أو السلامة في السفر، خاصة حينما يتعلّق الأمر بالسيدات. وهذا ما دفعني إلى تجربة عبور الحدود في شرق أفريقيا، لأبدأ التجربة من محطة أوكاندا، المحطة الأقرب لشاطئ دياني في كينيا، وحتى دار السلام عاصمة تنزانيا. مررت خلالها بعدد من القرى الصغيرة بين البلدين، وتوقفت لساعتين في مبنى الجوزات حتى أحصل على تأشيرة تنزانيا السياحية.
عبور الحدود بين كينيا وتنزانيا براً – التجربة الأولى في أفريقيا
كنت على اتصال بشركة سياحية في جنوب أفريقيا في ٢٠١٩، حينما كنت أرتب لرحلاتي في أفريقيا قبل ثلاث سنوات. سألتهم عن إمكانية عبور الحدود براً بين الدول الأفريقية، فحذّروني من ذلك، وأن الأمر قد ينتهي بسرقة ممتلكاتي، أو اختطافي للاتجار بالأعضاء! بدا الأمر مُبالغاً فيه، ولكنني لم أقرأ أو أستزد. فقد توجّب عليّ وضع كل تلك الترتيبات قيد النسيان، خلال الجائحة في سنة ٢٠٢٠.
وبعد أن قضيت شهراً كرحالة رقمية على شاطئ دياني، عرفت من الكينيين أنه يمكن السفر من أوكوندا حتى دار السلام خلال ٦ ساعات، بحافلة مريحة. وهذا ما حدث. أو شيء من هذا القبيل!
طلبت من العاملين في الهوستيل مساعدتي في شراء تذاكر الحافلة، فقد كانت الشركات الكينية تشترط الدفع من المحفظة الإلكترونية. لا أذكر قيمتها في الحقيقة، ولكن، لا أعتقد أنها كانت باهظة أبداً. ولم يكن هذا المهم، فالأهم بالنسبة لي هو عيش تجربة عبور الحدود في أفريقيا. وذلك لأقارن بين التجربة هنا، وعبور حدود لاوس كمبوديا براً، مثلاً.
تبدأ الرحلات البرية من هذا النوع في الفجر، وهو أفضل أمر يفعلونه، خاصة وأن المسار طويل، والطريق شبه معبدة ولكنها غير واسعة. توقفت الحافلة عند مبنى الجوازات المشترك بين البلدين، ونزلنا جميعاً، بعد أن أنزلوا حقائبنا. كنت السائحة الوحيدة في الحافلة، والبقية من الكينيات أو التنزانيين، والذين كانوا متعاطفين معي تماماً وبشوشين طوال الوقت. انتظرت في صالة الجوازات الكينية حتى يتم ختم جواز سفري، لم يسألونني عن أي شيء طبعاً، ولكنهم كانوا متعجبين من وجود ماليزية هنا. ثم طلبوا مني التوجّه إلى غرفة الجوازات التنزانية، وهنا بدأت المغامرة الحقيقية! 😁
عليك دفع خمسين دولاراً!
دخلت غرفة الجوازات، موظف واحد، بلا كاميرات مراقبة، وهناك سائح أسمر اللون قبلي ينتظر قرار الموظف. جلست لانتظار دوري، لتدخل بعدي عائلة هندية مع أحد الموظفين، والذي يبدو أنهم -واصلين- حيث ترك موظف الجوازات ما بين يديه ليختم جوازات سفر تلك العائلة. تناول الموظف جواز سفري بين يديه، قلّب صفحاته متعجباً من كثرة الأختام فيها.
سألني عن الهدف من الزيارة، والمدة التي سأقضيها في تنزانيا، والمدن التي سأزورها. لم أعطِه جواباً محدداً، فمساري غير واضح في تنزانيا. رأيت بعض التردد على ملامحه، فذكرت لقاء بعض الأصدقاء في دار السلام، ثم تسلق كلمنجارو، والغوص في زنجبار. أعاد سؤاله عن المدة، وهنا جاءت الفرصة! أخبرته بأنه يمكنني قضاء ٩٠ يوماً في تنزانيا، بفيزا مجانية، فهذا يعني أنني قد أقضي شهراً على الأقل.
ثم قلّب جواز سفري بين يديه مرة أخرى، ثم طلب مني دفع خمسين دولاراً. ابتسمت بهدوء، وأخبرته أنني ماليزية، ويمكنني دخول تنزانيا مُعفاة من التأشيرة لمدة تسعين يوماً. كما هو موضّح في موقع الجوازات. صمّم، نافياً أنه يمكنني فعل ذلك، وطلبت منه التأكد من النظام. فيما بيّنت له أنه -كتنزاني- يمكنه دخول ماليزيا بفيزا مجانية لنفس المدة. وعلى مضض، قبِل بما أقول، وختم لي تأشيرة تنزانيا السياحية.
تأشيرة تنزانيا السياحية
هناك خياران للحصول على تأشيرة تنزانيا؛ إما الحصول عليها إلكترونياً من موقع الجوازات، عند الوصول إلى إحدى المطارات أو المعابر البرية. والذي يعني أنه بعدما أصبحت التأشيرات متاحة إلكترونياً، لم تعد التأشيرات تصدر في السفارات. وعلى الرغم من وجود في تسهيلات تأشيرة الوصول، يوصى لجميع السائحين بالتقديم عليها إلكترونياً. أما مَن لا يزالون يرغبون في استخدام تسهيلات التأشيرة عند الوصول -كما فعلت أنا- التأكد من أن جنسياتهم ضمن قائمة الدول التي يُسمح لهم الحصول عليها عند الوصول.
كيف يمكنك الحصول عليها؟
- يُنصح المتقدمون للحصول على التأشيرة عبر الإنترنت بتقديم طلباتهم من خلال الموقع الرسمي للجوازات التنزانية فقط، أو مباشرة من خلال رابط التأشيرة، وليس من خلال أي روابط أخرى.
- من المفترض أن يكون أي متقدم للحصول على التأشيرة قد قرأ وفهم ووافق على الشروط والأحكام المتاحة على بوابة التأشيرة والمنصوص عليها في الموقع.
- تأكد من أن جواز سفرك سار المفعول لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وبها صفحة واحدة فارغة على الأقل قبل تقديم الطلب.
- اختر الفئة المناسبة من التأشيرة، وإذا لم تكن متأكداً من نوع التأشيرة التي تحتاجها، راسل موظفي الجوازات على الإيميل info@immigration.go.tz. حيث سيتم رفض أي طلب تم تقديمه بشكل خاطئ، أو تنقصه بعض المستندات.
- تستغرق الموافقة على تأشيرة تنزانيا الإلكترونية حوالي ١٠ أيام، وقد تزيد المدة بناءً على حالات مختلفة.
- بعد إتمام عملية الدفع، يجب على المتقدمين الانتظار للحصول على الموافقة قبل بدء رحلتهم، حتى لو كان الإطار الزمني المحدد قد انتهى. وبطبيعة الحال لن يتم استرداد أي مبالغ فيما يتعلق بأي طلب تأشيرة مرفوض،
- سيتم إرسال إشعارات الموافقة إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمتقدمين. وإن لم يحصل على الإيميل لأي سبب من الأسباب في الوقت المحدد، يمكنك تنزيل إشعار منح التأشيرة من خلال هذا الرابط.
- ولا يُنصح قبل شراء تذاكر السفر أو تأكيد الحجوزات الفندقية قبل الحصول على تأشيرة تنزانيا الإلكترونية. بل يمكنهم فقط إجراء حجز الطيران أو إجراء حجوزات الفنادق، على أن تتم المدفوعات الفعلية فقط بعد الحصول على التأشيرة.
التطعيمات اللازمة عند دخول تنزانيا
يطلب إثبات التطعيم ضد الحمى الصفراء لجميع المسافرين الذين يسافرون عبر أو من البلدان التالية:
أنغولا، الأرجنتين، بنين، بوليفيا، البرازيل، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، كولومبيا، جمهورية الكونغو، الجمهورية الديمقراطية الكونغو، كوت ديفوار، الإكوادور، غينيا الاستوائية، إثيوبيا، غيانا الفرنسية، الجابون، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، كينيا، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، بنما، باراغواي، بيرو، رواندا، السنغال، سيراليون، جنوب السودان، السودان، سورينام، توغو، ترينيداد وتوباغو، أوغندا، فنزويلا، زامبيا.
فيما تفرض وزارة الصحة التنزانية وقت عبور يزيد عن ١٢ ساعة أو النزول من منطقة المطار المباشرة من البلدان المذكورة أعلاه أثناء العبور باعتباره تهديداً صحياً محتملاً. وتطلب من المسافرين في مثل هذه المواقف إبراز شهادات الحمى الصفراء.
الدول المُعفاة من تأشيرة تنزانيا السياحية
يمكن لمواطني البلدان والأقاليم التالية زيارة تنزانيا بدون تأشيرة لمدة تصل إلى ٩٠ يوماً:
أنتيغوا وبربودا – جزر البهاما – بربادوس – بيليز – بوتسوانا – بروناي – قبرص – دومينيكا – جمهورية الكونغو الديمقراطية – إيسواتيني – غامبيا – غانا – غرينادا – غيانا – هونج كونج – جامايكا – كينيا – كيريباتي – ليسوتو – ماكاو – مدغشقر – مالاوي – ماليزيا – مالطا – موريشيوس – موزمبيق – ناميبيا – ناورو – بابوا غينيا الجديدة – رومانيا – رواندا – سانت كيتس ونيفيس – سانت لوسيا – سانت فنسنت وجزر غرينادين – ساموا – سيشيل – سنغافورة – جزر سليمان – جنوب أفريقيا – جنوب السودان – تونغا – ترينداد وتوباغو – توفالو – أوغندا – فانواتو – زامبيا – زيمبابوي.
بالإضافة إلى ذلك، ينطبق الإعفاء من التأشيرة على حاملي جوازات السفر الصادرة للمقيمين في الولايات القضائية التالية:
- حاملي جوازات السفر البريطانية التالية: مواطنو أقاليم ما وراء البحار البريطانية: أنغيلا – برمودا – جزر فيرجن البريطانية – جزر كايمان – جزر فوكلاند – جبل طارق – مونتسيرات – سانت هيلانة وأسنشن وتريستان دا كونها – جزر تركس وكايكوس.
- المواطنون البريطانيون في: جزيرة آيل أوف مان – غيرنسي – جيرسي.
- حاملي جوازات السفر النيوزيلندية من: مواطني جزر كوك – سكان نيوي – سكان توكيلاو.
- حاملي جوازات السفر الأسترالية من: جزيرة كريسماس – سكان جزيرة نورفولك.
- لا يحتاج حاملو جوازات السفر الدبلوماسية أو جوازات السفر الرسمية/الخدمية/الخاصة الصادرة لمواطني البرازيل، الصين، الهند، كوريا الجنوبية، وتركيا إلى تأشيرة دخول إلى تنزانيا.
التأشيرة السياحية عند الوصول
يمكن لجميع الجنسيات الأخرى، غير المدرجة في القسم التالي، والتي ليست معفاة من التأشيرة، الحصول على تأشيرة عند الوصول. فيما يجب دفع قيمة التأشيرة نقداً بقيمة ٥٠ للدخول مرة واحدة، أو ١٠٠ دولار للدخول المتعدد. وسيتم تحديد مدة الإقامة في المطار أو المعابر الأخرى.
الدول التي تستلزم تأشيرة قبل السفر إلى تنزانيا
يجب على مواطني البلدان والأقاليم التالية الحصول على تأشيرة مقدماً، حيث يحتاجون إلى موافقة من السفارة أو القنصلية التنزانية في بلدهم:
أفغانستان – أذربيجان – بنغلاديش – تشاد – جيبوتي – غينيا الإستوائية – إريتريا – إيران – العراق – كازاخستان – قيرغيزستان – لبنان – مالي – موريتانيا – النيجر – نيجيريا – باكستان – فلسطين – السنغال – سيراليون – الصومال – أرض الصومال – سيريلانكا – سوريا – طاجيكستان – تركمانستان – أوزبكستان – اليمن.
وتنطبق نفس اللائحة على الأشخاص عديمي الجنسية واللاجئين.
التطعيمات اللازمة عند دخول تنزانيا
يطلب إثبات التطعيم ضد الحمى الصفراء لجميع المسافرين الذين يسافرون عبر أو من البلدان التالية:
أنغولا، الأرجنتين، بنين، بوليفيا، البرازيل، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، كولومبيا، جمهورية الكونغو، الجمهورية الديمقراطية الكونغو، كوت ديفوار، الإكوادور، غينيا الاستوائية، إثيوبيا، غيانا الفرنسية، الجابون، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، كينيا، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، بنما، باراغواي، بيرو، رواندا، السنغال، سيراليون، جنوب السودان، السودان، سورينام، توغو، ترينيداد وتوباغو، أوغندا، فنزويلا، زامبيا.
فيما تفرض وزارة الصحة التنزانية وقت عبور يزيد عن ١٢ ساعة أو النزول من منطقة المطار المباشرة من البلدان المذكورة أعلاه أثناء العبور باعتباره تهديداً صحياً محتملاً. وتطلب من المسافرين في مثل هذه المواقف إبراز شهادات الحمى الصفراء.
أين ذهبت في تنزانيا
كما ذكرت سابقاً، لم يكن لديّ أي جدول محدد في تنزانيا. كل ما أردته هو التنقل بين المدن الصغيرة، والابتعاد قدر الإمكان عن المدن الكبيرة منها. لهذا؛ لم أقض وقتاً طويلاً في دار السلام، وغادرتها بعد بضعة إيام إلى كيلوا ماسوكو، قرية ساحلية في الجنوب الشرقي من تنزانيا. ومنها، غادرت إلى موشي، حيث قضيت أسبوعاً بهدف تسلّق قمة كلمنجارو قبل الأول من يناير٢٠٢٣. ولكنني للأسف مرضت يومين قبل موعد التسلق، فاضطررت إلى تأجيلها إلى سنة أخرى. من هناك، قررت الراحة وقضاء بعض الوقت، مستمتعة بمناظر الجبال وهدوء المكان. ثم زرت أروشا، في رحلة قصيرة جداً، بعد أن حكى الكثيرون عنها، ولكنني لم أجدها مميزة أو ممتعة للأسف.
تركت الجزء الكبير من تنزانيا، متوجهة إلى جزيرة زنجبار، والتي كان -ولا يزال- يتغنّى بها الكثير من السائحين. حسناً، ليست سيئة أبداً، وقضيت فيها وقتاً ممتعاً، وكوّنت صداقات متميزة. حزنت جداً حينما تركتها وودعت أصدقائي هناك، ولكنني أعرف أن مغامراتٍ ومفاجآت أخرى تنتظري. ابقوا قريباً من هنا، سأحكي عن كل ما زرته في تنزانيا، ودول أخرى!
لا تعليق