استعدادات الرحلات الجوية الطويلة في الطائرات ليست معقدة أبداً، ويمكنك اتباع بعض الممارسات لجعلها رحلة سلِسة. فجميعنا يعلم أن الرحلات الجوية الطويلة هي إحدى أكثر الأمور المزعجة خلال السفر، على الرغم من أن استكشاف العالم والسفر أمران مثيران للاهتمام. لكنك أيضاً تريد أن يكون أمر وصولك إلى وجهتك سهلاً قدر الإمكان، وهو ما لا يحدث غالباً في الطائرات المزدحمة، والمساحات الضيقة حيث من المرجح أن تؤذي رقبتك فيما أنت نائم. وهذا بالطبع سيؤثر بشكل كبير على مزاجك حينما تصل إلى وجهتك.
وبما أنني أعيش في أقصى الشرق فأي رحلة خارج آسيا تعتبر رحلة طويلة. ماهي الرحلات الجوية الطويلة بالنسبة لي؟ أي رحلة تطول عن ٥ ساعات بالطائرة. وخلال السنوات الماضية، قضيت وقتاً طويلاً في هذه الرحلات، بداية من أستراليا، ثم الشرق الأوسط، وأوروبا. يمكنني القول أن كل رحلة تعلّمني شيئاً جديداً أتجنّبه في الرحلة الطويلة التالية، فأكثر هذه الرحلات أقوم بتقسيمها بحيث لا تزيد عن ثمانية ساعات، وتعتبر أفضل لي من رحلة مستمرة لمدة ١٠ – ١٥ ساعة أو أكثر. هناك أشخاص نادرين حقاً يحبون هذا النوع من الرحلات الطويلة جداً، فيما أبتعد قدر الإمكان عن الرحلات المستمرة إلى ١٥ ساعة في أنبوب من الألومنيوم. صدقني، لست وحدك، ومعظمنا لا يحب البقاء في مكانٍ واحد صغير وملوّث -غالباً- لفترة طويلة.
لذلك، تعتبر الاستعدادات للرحلات الطويلة أمراً بالغ الأهمية. وهناك العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها أثناء الرحلة لتجعل التجربة بأكملها سلسلة، أو على الأقل بمتاعب أقل قدر الإمكان.
كيف تخفف من عناء الرحلات الجوية الطويلة؟
اختر مقعدك المفضل في الطائرة
مقعدك في الطائرة سيؤثر كثيراً على نومك، ولذلك، أحرِص دائماً على اختيار مقعدي عند شراء التذكرة. أحب الجلوس دائماً قرب النافذة، بعيداً عن الحمام. وإذا توفّرت مقاعد في صف الطوارئ، فلا مانع من ذلك. يمكنك إلقاء نظرة على موقع SeatGuru لمعرفة تقييمات مقاعد الطائرات في أي رحلة، وأي خطوط طيران. تبين لك أيضاً أي المقاعد بها مساحة أكبر للساقين.
اشرب الكثير والكثير والكثير من الماء!
هواء الطائرات جاف، والمكان أساساً مزدحم جداً، مهما كان حجم الطائرة كبيراً. انشغالك قبل يوم سفرك قد يؤدي إلى نسيان شرب الماء، وكل ذلك سيؤثر سلباً على رحلتك في الطائرة، مهما كانت الرحلة قصيرة أو طويلة. ما تأثير هذا الجفاف في الطائرات؟ جفاف الفم، رائحة فم كريهة، صداع خفيف، عيون حمراء، إنه أكثر جفافاً من الصحراء! سيؤدي نقص الرطوبة إلى انسداد الجيوب الأنفية، وتجعد بشرتك، ويسبب في الإجهاد بشكل عام. تعرف أيضاً ما الذي يساهم في الجفاف؟ الملح والكحول، وللأسف هما مكونان رئيسيان في جميع وجبات الطائرات! ونظراً لأنك ستستهلك طعاماً مالحاً، ووجبات خفيفة مالحة، وربما تتناول بعض المشروبات، فستجفف جسمك بسرعة.
وعليه، من الضروري لرفاهيتك أثناء الرحلة وبعدها أن تحرص على شرب الكثير من السوائل. من أجل هذا، أحضر معك زجاجة مياه فارغة، ويمكنك ملؤها بعد اجتياز بوابات الأمن. حمل قارورة ماء قابلة للتعبئة من أهم استعدادات السفر على أية حالة. واحرص على شرب الماء، حتى لو كان مقعدك قرب النافذة. ليس هناك أي خطأ من الخروج والذهاب إلى الحمام كلما احتجت. تمسك بشرب الماء والعصير للحفاظ على ترطيب جسمك، وابعد بشكل كلي عن القهوة أو الكحول فهما من مسببات الجفاف. هذا يعني أنه سيتعين عليك النهوض والذهاب إلى الحمام في كثير من الأحيان، فلا يهم، إنه أفضل من الشعور القاسي بالجفاف بعد الرحلة. القيام والمشي قليلاً في الطائرة أمر جيد على كل حال.
قم وامشِ أو تحرك قليلاً في الطائرة
حاول القيام كل ساعة أو اثنتين وامشِ في ممر الطائرة، وليس هناك أي عيب في هذا الأمر يمكن أن ينقذ حياتك حرفياً خلال الرحلات الطويلة حتى تتفادى تخثّر الوريد. أو حتى تمرّن عضلاتك قليلاً خاصة إن كنت طويلاً ووجدت نفسك محشوراً في مقعدٍ صغير. الآثار الواضحة الأخرى المتمثلة في التمدد والحركة للتخلص من التوتر والضغط على الساقين والظهر، والرقبة.. كلها معروفة. لست طبيبة، لكنني على الأقل عشت عمراً كافياً لأعرف كيف أخلّص نفسي من هذه الآلام بطريقة سهلة.
استعدادات النوم في الرحلات الجوية الطويلة
تأمين البطانية والوسادة في وقت مبكر
توفر شركات الطيران الكثير من الوسائد والبطانيات للرحلات الجوية الطويلة. إلا أنها تميل في الرحلات الأقصر إلى الحد من الكمية وتوزيعها على أساس من يصل أولاً ومن يخدم أولاً. للحصول على هذا القدر من الراحة في رحلتك، أطلب من مضيف الرحلة وسادة وبطانية حالما تستقر في مقعدك. في حالاتٍ ما، قد تكون رحلتك أيضاً على خطوط منخفضة التكلفة مثل: AirAsia، أو Pegasus ومثيلاتها. لا تقدم في هذه الطائرات أياً من وسائل الراحة هذه مجاناً. لذلك، احرص على حمل وسادتك وبطانيتك معك. هناك الكثير من وسائد الطائرات، وحتى البطانيات المدفّئة التي لا تأخذ مساحة كبيرة في الحقيبة. وكما ذلك في الأعلى، غالباً، أي رحلة أكثر من 3 ساعات متصلة لا أعتبرها رحلة قصيرة.
استثمر في وسادة سفر جيدة
غالباً ما تكون الوسائد الطائرات التي توفرها شركات الطيران واهية وغير مريحة. وأعتبرها شخصياً غير نظيفة، ومليئة بالجراثيم. ولذلك أحرص على حمل وسادة سفر خاصة، لأعرف أنني سأنام جيداً في الرحلات الطويلة. تأتي وسادات السفر بجميع الأشكال والأحجام والمواد. جرّب وابحث بشكلٍ كافٍ عن الوسادة المناسبة لك. بعيداً عن الشكل واللون وما إلى ذلك.
هيّء محيطك واضمن راحتك
نومي عميق غالباً. ويمكنني النوم فيما حولي أناس يتحدثون بأصوات عادية جداً. لكنني لا أطيق صراخ الأطفال أو بكائهم أو أصواتهم. ولا أطيق حتى النبرة الحادة في الأطفال الصغار حينما يتكلمون. ولأنهم، حتى الآن، لم يخصصوا طائرات للكبار بدون أطفال للأسف، فإنني أفعل ما بوسعي من استعدادات لضمان راحة أكبر. الأمر بسيط جداً، أحمِل معي سداداتٍ للأذن، وقناعاً للعين إن أردت أن أنام. وفي حالة الرغبة بالبقاء مستيقظة، فإنني أستخدم سماعاتٍ عازلة للصوت. هذا الاختراع الأخير حماني بشكل كبير في كل الرحلات الجوية.
استعدادات الترفيه في الطائرات
تأكّد من توفر وسائل الترفيه معك
حسناً.. رحلات الطائرة وحتى السيارات غالباً ما تعني لي وقتاً آخر للنوم! لا أعمل في الطائرة، ولا أنجِز أي شيء، أعتبِرها إجازة لنفسي. ولكن، حينما تكون الرحلات في وسط النهار، وأعلم أنني سأصِل إلى وجهتي في الليل، فأضطر للبقاء مستيقظة. لكنني لا أريد أن أشعر بالملل أيضاً في هذه المساحة الضيقة. لذلك أتأكد قبل رحلتي من وجود عدد كافٍ من الأفلام والمسلسلات في جهاز الآيباد لمشاهدتها في الطائرة. أحمِل معي أيضاً جهاز كيندل للقراءة، لكنه يُشعرني بالنعاس دائماً، فأبقيه لليل.
شحن جميع أجهزتك الالكترونية
حسناً.. لن تسير النقطة السابقة على ما يرام بدون هذه. قبل سفري بليلة كاملة، أتأكد من شحن كل أجهزتي الالكترونية. بداية من الكمبيوتر المحميل (حتى وإن كنت لن أستخدمه). ثم مروراً بالكاميرات، والبطاريات الاحتياطية، وأجهزة القراءة أو جهاز الآيباد، وطبعاً الهاتف. تحتوي العديد من الطائرات على منافذ أسفل المقاعد، أو بجانب شاشة المقعد الخلفي للشحن. لكن، الكثير منها لا يعمل، لأي سبب كان. ومع ذلك أحضِر معك أسلاك/كابلات الشاحن على أي حال في رحلاتك. احمل معك أيضاً بطارية احتياطية (Power Bank) للشحن. ستفيدك جداً في حالات الطوارئ.
أحضِر معك وجبات خفيفة
لا تعتمد على شركة الطيران أن تبقيك شبِعاً، وصحياً في نفس الوقت. أحضِر وجباتك الخفيفة في رحلتك الطويلة القادمة. ستوفر بعض المال في رحلات الطيران منخفضة التكلفة. وستضمن تناول وجبة خفيفة لذيذة في رحلاتك. ومن الأفضل طبعاً ألا يكون مالحاً. كما ذكرت لك في الأعلى، كثرة الملح تتطلّب كثرة شرب الماء! بعض الأطعمة الجيدة لرحلات الطيران الطويلة تشمل الخيار، والجزر، والكرفس. يمكنك أيضاً حمل بعض الفراولة أو التوت الأزرق، والعنب. غالباً ما يكون حمل الثلاثة الأولى سهلاً، فقط ضعهم في كيس مغلق.
اهتم بنفسك في الرحلات الجوية الطويلة
اعرف مكان الأشياء في حقيبتك
تخيل هذا السيناريو: أنت في مقعدك على الطائرة. المكان ضيق، هاتفك يكاد ينطفئ، ولا تعرف أي وضعت سِلك الشاحن. هل شعرت بالرعب؟ حسناً، قد لا تكون بهذا القدر من الدراما! لكن، تخيل أنك ترغب في النوم، وبجانبك طفل يبكي، ولا تعرف أين سدادات الأذن! هل يكفي هذا الرعب الآن؟ صدقني، ليس هنالك ما هو أسوأ من محاولة البحث عن شيء صغير، في حقيبة كبيرة، ومساحة ضيقة. لذا تأكد قبل صعودك الطائرة من معرفة مكان الأشياء في حقيبتك. سواءً كان ذلك في حقيبة يدك الصغيرة، أو الحقيبة الأخرى التي ستأخذها معك في الطائرة.
حارب الجفاف بكل أشكاله
هل أخبرتك أن هواء الطائرات جاف؟ أفضل استعدادات الرحلات الطويلة بالنسبة لي هي حمل قدر كافٍ من المرطبات في حقيبتي. حارب البشرة الجافة وكل ما يأتي معها بإحضار أنبوب كريم مرطب. أحضِر معك أيضاً قطرات العين، فهي تتأثر أيضاً. يعني ذلك بالنسبة لي أيضاً التخلص من عدسات العين. بعد أكثر من ٢٥ سنة من استخدام العدسات، صدقني ليس هناك ماهو أسوأ من جفافها في عينك. لذلك، من ضمن استعدادات الرحلات الطويلة لدي هي النظارات الطبية. أستخدمها عِوضاً عن العدسات اللاصقة بمجرد جلوسي في الطائرة.
اغسل أسنانك!
أعتبره أمراً بدهياً في الحقيقة. ولا أفهم كيف يمكن الذهاب في رحلة طويلة والنوم فيها، ثم الخروج بنفَسٍ كريه. قم بعمل جيد لنفسك، والآخرين حولك، واحمل معك فرشاة ومعجون أسنان. هناك الكثير من الشركات التي توفر أحجام صغيرة منها للسفر. وهي أيضاً ليست ثقيلة أو باهظة الثمن.
استعدادات الرحلات الجوية: ماذا ترتدي في الطائرة
ابقَ دافئاً في الطائرة
ستختلف الأجواء في الطائرة حتى لو كنت مسافراً خلال الصيف. وفي الحقيقة، حتى المطارات باردة!. في أيامٍ كثيرة، كانت المطارات باردة جداً، كما في تركيا. لكنها كانت أكثر دفئاً في ماليزيا والمنامة وتايلاند، ولا أدري لمَ. في المقابل، فإن الطائرات غالباً ما تكون مكيفة وباردة جداً. لذا؛ من أهم استعدادات السفر هو ارتداء ملابس تبقيكَ دافئاً قدر الإمكان. لديّ قائمة خاصة لملابس الطائرة مما أرتديه يومياً. المختلف أنني هنا أحرص على الراحة قدر الإمكان. لذلك أحرص على ارتداء بنطال طويل (Legging) بدون أزرار أو سحّاب، وليس جينز. قميص قطني فضفاض. وأحمِل معي سترة، وجوارب لاتدائها إن احتجت.
احمل معك جوارب مريحة
الجوارب المريحة يمكن أن تجعل رحلتك الجوية الطويلة ممتعة أكثر. لا تقلل أبداً من أهمية الراحة أثناء أي رحلة. تعتبر الجوارب المريحة وخاصة الضاغطة (Compression Socks) عامة طريقة سهلة لتسهيل الرحلات الطويلة. وبالطبع، الجلوس لفترة طويلة فيما الأرجل معلقة للأرض مزعج. أتذكر أنني اشتريت هذه الجوارب لأمي في إحدى السنوات، ولا أعرف إن كانت لا تزال تستخدمها. لكنني لا أزال أستخدم جواربي حتى في الرحلات البرية الطويلة. سواء كان ذلك في الباصات أو القطارات. لمَ؟ لسبب بسيط، لا أحب أن تبقى رجليّ معلقتين في الهواء.
بيجاما للرحلات الطويلة جداً!
في الرحلات الليلية، يمكنك أيضاً حمل بيجاما للنوم. سيكون من السهل فعل ذلك طبعاً إن كان لا يهمك رأي الناس حولك. ولا أحد يهتم بشكلك في الطائرة حقيقة. فعلت ذلك حقيقة في رحلتي الأخيرة من ميلان إلى بانكوك. كانت الرحلة كاملة إحدى عشر ساعة. ارتديت نفس البنطال الطويل، ولكن مع قميص فضفاضٍ جداً. وحملت معي آخر صيفي لتبديله حين وصلت إلى بانكوك. وهذا يعني على الأقل أنني سأصِل كوالالمبور برائحة أفضل وملابس مريحة. نعم، أحب راحتي كثيراً 🙃
هذه الاستعدادات شخصية طبعاً. وتختلف من مسافر لآخر باعتبار تغير تفسير الرحلات الطويلة. أحد أصدقائي يعتبر رحلات خمس ساعات رحلة قصيرة. وأي رحلة تزيد عن ثمانية ساعات هي رحلة طويلة. ماذا عنكم.. كيف تستعدون للرحلات الطويلة؟
لا تعليق