بعد رحلة طويلة للغاية في مصر، تنقّلت فيها ما بين القاهرة، دهب، الغردقة، الأقصر وأخيراً أسوان، حان الوقت لمغادرتها. جاءت فكرة زيارة إثيوبيا بتخطيط قصير للغاية، فلم يكن من المفترض أن أزورها بعد مصر مباشرة، وإنما كانت السودان الجميلة ثم إريتريا قبلها. وهذا ما يجعلني أحب الترحال، فكل خططك غير ثابتة، وحياتي فيها مليئة بالأحداث. فبينما كنت أقضي آخر ليلة في القاهرة، قدمت على طلب تأشيرة إثيوبيا السياحية، واشتريت على أساسها تذكرة سفر من القاهرة إلى أديس أبابا. ومن هنا، بدأت مغامراتي والمفاجآت في هذا البلد العجيب، والتي سأحكيها لك في تدوينات مستقبلية.

كانت الخطة الأساسية هي السفر جنوباً، من أسوان إلى أبو سمبل. ثم جنوباً أكثر وعبور الحدود ما بين مصر والسودان، كتجربة أولى لعبور الحدود براً بين الدول العربية. لتبدأ رحلتي هناك من وادي حلفا، ثم جنوباً من مدينة لأخرى في السودان. ولكن، الأحداث السياسية التي اندلعت من أكتوبر ٢٠٢٢، جعلتني أتراجع عن فكرتي بعض الشيء، وتأخير الرحلة لشهرين أو ثلاثة حتى تستقرّ الأوضاع. والتي أتمنى أن تحصل عما قريب، ليس من أجل رحلاتي أبداً، وإنما لأجل السودان، وشعبه النبيل، الذي لم ألتقِ منهم أحداً سيئاً أبداً.

تأشيرة إثيوبيا السياحية

أعتقد شخصياً أنها أسهل وأسرع تأشيرة سفر حصلت عليها خلال السنوات الماضية، مقارنة بالأحداث التي صاحبت حصولي على تأشيرة سلطنة عمان مثلاً. وتأشيرة إثيوبيا السياحية هي تأشيرة دخول إلكترونية، أو يمكنك الحصول عليها عند الوصول في المطار. صادرة عن الحكومة الإثيوبية للزوار الراغبين في السفر إلى الدولة لأغراض السياحة أو غيرها، غير المتعلقة بالأعمال التجارية فقط. وهي متاحة لمواطني جميع الدول المؤهلة للحصول على تأشيرة سياحية، بشرط توفّر:

• جواز سفر ساري المفعول لمدة ستة أشهر على الأقل من التاريخ المقصود لدخول إثيوبيا.
• صورة حديثة لمقدم الطلب بحجم جواز السفر.

مدة الموافقة: في ظل الظروف العادية، تتطلّب التأشيرة السياحية ٣ أيام عمل. لذلك، يجب على المسافرين تقديم طلباتهم قبل ٣ أيام على الأقل من تاريخ وصولهم المتوقع.

المدة والصلاحية: تبدأ صلاحية التأشيرة من التاريخ المقصود لدخول إثيوبيا.

رسوم التأشيرة: دخول واحد لمدة ٣٠ يوماً، بتكلفة ٨٢ دولاراً، ودخول واحد لمدة ٩٠ يوماً بتكلفة ٢٠٢ دولاراً.

يمكن للمسافرين طلب التمديد قبل انتهاء صلاحية التأشيرة للمدة ما بين ١ إلى ١٥ يوماً، الكترونياً. والذهاب شخصياً إلى مكتب الجوازات في أديس أباد في حال طلب تمديدها لأكثر من ١٥ يوماً. والمسافرون المقيمون بعد فترة تأشيرة السفر الأساسية دون تمديد يخضعون للغرامات والعقوبات القانونية. ١٠٢ دولاراً لمدة ٣٠ يوماً، و٣٠٢ لمدة ٩٠ يوماً.

التأشيرة عند الوصول للأفريقيين

أطلقت إثيوبيا رسمياً خدمة التأشيرة عند الوصول للسائحين من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي. حيث يمكنهم دفع رسوم التأشيرة نقدًا في مطار بولي الدولي للحصول على تأشيرة سياحية. كما يمكن للمتقدمين تقديم طلباتهم الكترونياً، والحصول على تأشيرة إثيوبيا الإلكترونية، ثم تسديد الرسوم عند الوصول إلى مطار بولي الدولي.

الإعفاءات من التأشيرة: يمكن لمواطني كينيا وجيبوتي الذين لديهم جواز سفر ساري المفعول دخول إثيوبيا بدون تأشيرة.

أين ذهبت في إثيوبيا؟

سهولة حصولي على تأشيرة إثيوبيا السياحية جعلني أتفاءل كثيراً بزيارتي لها. وبشكل ما، كنت مخطئة تماماً في هذا الأمر! هناك غيمة رمادية تظلّل هذه البلاد والسفر إليها، خاصة للمسافرات المنفردات.

لم أتمكّن خلال زيارتي لإثيوبيا من التعمّق معهم كاملاً للأسف، ويعود ذلك إلى أمرين: السلامة والحاجز اللغوي.

كانت زيارتي في نوفمبر ٢٠٢٢، والذي يعني خروج البلاد للتّو من حروب أهلية دامت لسنوات. حيث لا يزال المشي بمفردي كسائحة في المدن أمراً صعباً حينها، ويُنظر إليّ غالباً كفريسة سهلة للسرقة، لاسيما في العاصمة أديس أبابا. لم أتعرّض للسرقة شخصياً، لكن التحذيرات كانت كثيرة من المحليين أو أصدقاء زاروها وتعرّضوا للسرقة. في المقابل، كانت لاليبيلا ساحرة، والسبب الأهم لي لزيارة إثيوبيا. ولكنها سياحية من الدرجة الأولى، والمحلّيون أرهقوني أحياناً بعروض البيع أو كونهم مرشدين سياحيين.