عُرفت الجزائر بأنها من أصعب الدول للحصول على تأشيرة السائح أو تأشيرات السفر عامة لدخول بلادها. وأعتقد أنني كنت سعيدة الحظ هذه المرة باعتبارها مجانية ومتاحة لتسعين يوماً للجواز الماليزي، ويمكنني الحصول عليها من المطار. ولكن، ما تزال هناك بعض العقبات البسيطة التي واجهتني لدخول البلاد، مثل الحصول على دعوة من شركة سياحية، أو المنظمة المستضيفة. إضافة إلى وجود ما يثبت حجز الفنادق، ومسار الرحلة. وهو ما لم أصادفه كثيراً في رحلاتي منذ ٢٠١٨. وزِد عليها طلب فحص كوفيد-١٩ بنتيجة سلبية، خاصة وأنني زرتها في مايو ٢٠٢٢.
إضافة إلى ذلك، لم تكن الجزائر في ذلك الوقت سهلة الوصول إليها من النيبال أو أي بلد في الحقيقة! فمعظم الرحلات المباشرة إليها قادمة من الإمارات وقطر. وهو ما زاد من أسعار تذاكر الطيران، حيث الأغلى بالنسبة لي هذا العام أيضاً، بتكلفة ٧٠٠ دولار للذهاب فقط. كان عليّ السفر مساءً من كاتماندو إلى دبي، والمكوث فيها ٨ ساعات ترانزيت، ثم من دبي إلى الجزائر العاصمة.
في الوقت نفسه، بقيت على اتصال دائم مع السفارة الماليزية في الجزائر، والتي كانت متعاونة معي جداً. حيث شرحت لي البيانات المطلوب تعبئتها في قسيمة دخول البلاد التي يعطونها لك في الطائرة. وهو جهد يُشكرون عليه، فالقسيمة مكتوبة بالعربية والفرنسية، وقلة مَن يتقنون أياً من اللغتين من الماليزيين. طُلبت مني هذه القسيمة عند وصولي إلى مطار الجزائر، مطار هواري بومدين. فيما كانت تبدو علامات الحيرة على موظفي الجوازات، حيث لم يفهموا في خانة المهنة ما أعنيه بـ”مدونة سفر“! شرحت لهم الأمر، وربما كان من الأسهل لو كتبت أنني مرشدة سياحية أو أي أمر آخر لا علاقة له بالكتابة!
تأشيرة السائح والمسافر إلى الجزائر
لم أجد خلال بحثي عن صفحة مخصصة من وازرة السياحة الجزائرية أو إدارات الجوازات فيما يتعلق بالحصول على تأشيرة السائح لدخولها. في المقابل، كانت نتائج البحث تظهر صفحات السفارة الجزائرية في نيويورك أو واشنطن والمملكة المتحدة مثلاً. والتي بطبيعة الحال تخدم مواطني تلك البلاد فقط أو مَن يقيم بها إقامة رسمية. كما يجب على المسافرين بأطفال تقديم طلب للحصول على تأشيرة بغض النظر عن أعمارهم. ويمكن لوالديهم تقديمها والتوقيع على استمارة الطلب نيابة عنهم. في حالة وجود الأطفال على جواز سفر والديهم، يلزم وجود صورتين فقط وشهادة الميلاد، بالإضافة إلى طلب الوالدين.
المعفيون من الحصول على تأشيرة لدخول الجزائر:
يمكن لمواطني الدول التالية دخول الجزائر بدون تأشيرة: ليبيا، ماليزيا، المالديف، مالي، موريتانيا، المغرب، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، سيشيل، تونس.
ولا يستلزم على حاملي الجوازات الدبلوماسية من هذه الدول الحصول على تأشيرة: الأرجنتين، كرواتيا، فرنسا، ألمانيا، المجر، رومانيا.
ويمكن لمواطني هذه الدول التالية من حاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو الخاصة دخول الجزائر بدون تأشيرة: ألبانيا، أنغولا، بنين، البرازيل، كوبا، مصر، إثيوبيا، اليونان، غينيا، إيطاليا، ماليزيا، مالي، مالطا، المكسيك، النيجر، نيجيريا، بيرو، البرتغال، جمهورية كوريا، السنغال، سلوفاكيا، جنوب أفريقيا، إسبانيا، سويسرا، تنزانيا، تركيا، الإمارات العربية، فنزويلا، فيتنام، وروسيا البيضاء.
متطلبات الحصول على تأشيرة السائح للجزائر
مهما كانت البلاد التي أنت فيها، فعليك زيارة سفارة أو قنصلية الجزائر في بلدك. ويجب على المتقدمين لطلب تأشيرة السائح لدخول الجزائر توفير المستندات التالية:
- جواز السفر: الأصلي، بالإضافة إلى نسخة من الصفحة الأولى. أن يكون جواز السفر سارياً لمدة ستة أشهر على الأقل. مع وجود صفحة واحدة على الأقل فارغة للتأشيرة، ولا يمكن استخدام صفحات التعديلات والتأييد للوفاء بهذا المطلب.
- استمارة طلب التأشيرة: عليك تقديم نسختين مكتملتين من نموذج طلب التأشيرة، والتي يمكنك تحميلها من هنا. املأ نموذج طلب PDF القابل للتعديل الكترونياً، بحروف كبيرة. وأن يكون اسمك بالكامل، كما يظهر في جواز سفرك. ثم عليك طباعته ثم التوقيع يدوياً مع كتابة التاريخ. في كل نسخة، عليك لصق صورة على الصندوق المخصص لها في الجانب الأيمن العلوي من النموذج.
- الصور الشخصية: تقديم صورتين ملونتين من نوع جواز السفر. يتم التقاطها خلال الأشهر الثلاثة الماضية وطباعتها على ورق صور عالي الجودة. بخلفية بيضاء بالكامل، بحجم بوصتين في بوصتين. مع ظهور المنظر الأمامي الكامل لرأسك مع وضع وجهك في المنتصف وعرض تعبير محايدة (غير مبتسم). ولا يسمح بارتداء النظارات أو أغطية الرأس إلا للأغراض الدينية. ويجب لصق صورك على استمارة الطلب بالصمغ، مع عدم ظهور شريط لاصق أو دبابيس.
- إثبات ترتيبات السفر: تقديم نسخة من خط سير الرحلة، أو التذكرة الإلكترونية التي تعرض سفرك ذهاباً وإياباً، وتواريخ الوصول والمغادرة. مع إظهار الاسم الكامل للمسافر (كما هو مطبوع في جواز سفره).
- خطاب الدعوة: إن كنت تزورها كسائح فعليك تقديم دعوة من شركة سياحية مرخصة في الجزائر.
- حوالة بريدية بقيمة تأشيرة السائح (قيمتها في الولايات المتحدة ١٦٠ دولاراً).
أمور أخرى يجب أن تضعها في الحسبان
- مكتب التأشيرات في سفارات الجزائر مفتوح في أيام معدودة فقط خلال الأسبوع، وبساعات معينة. عليك التأكد من الأيام ومواعيد الطلب من السفارة الموجودة في بلدك.
- الطلبات المقدمة بمستندات غير مكتملة لن يتم التعامل معها. لذلك عليك قراءة التعليمات الواردة في أنواع التأشيرات بعناية قبل تقديم طلبك. فالقنصلية غير مطالبة بإبلاغ المتقدمين بطلباتهم غير المكتملة، وسيتم إرسال الطلبات غير المكتملة مع مغلفات الإرجاع.
- لن يتم العمل على الطلبات بمعلومات مفقودة في نموذج الطلب. عليك ملء جميع المربعات (على سبيل المثال، إذا كان والداك متوفين، فاكتب أسمائهما الكاملة. لا تترك القسم فارغاً ولا تكتب “متوفى”).
- يجب عليك عدم طيّ مستنداتك وعدم استخدام مظاريف صغيرة. لن تتم معالجة الطلبات التي تحتوي على مستندات مطوية في مظاريف صغيرة. ولا تضع أكثر من ثلاثة طلبات في مظروف واحد.
- مدة العمل على التأشيرة لا تقل عن أسبوع. وقد يختلف وقت العمل عليها والموافقة عليها وفقاً لنوع التأشيرة وجنسية مقدم الطلب.
- يوم الإصدار هو أول يوم من الصلاحية، وتحث معظم السفارات على التقديم خلال فترة لا تتجاوز الستين يوماً من تاريخ السفر.
- قد يحتاج بعض المواطنين إلى تقديم المزيد من المستندات -مثل إثبات تأمين السفر- وعليك الاتصال بمكتب التأشيرات للتأكد.
- قد يطلب مكتب التأشيرات مستندات إضافية أكثر مما هو مذكور في مواقع السفارات الجزائرية.
- تقديم جميع المستندات المطلوبة لا يضمن إصدار التأشيرة. في حالة عدم الموافقة على طلبك، لا يطلب من مكتب التأشيرات تقديم الأسباب.
- يجب عليك تقديم دليل على عنوان إقامتك الحالي. يجب أن يكون المستند نسخة من الجزء الأمامي من رخصة القيادة أو الهوية الحكومية. يجب أن تكون الوثيقة: تعرض اسمك كما يظهر في جواز سفرك، وتعرض عنوان الإقامة الحالي كما هو مذكور في طلب التأشيرة.
السياحة في الجزائر
وكما رأيت، فالتقديم على تأشيرة السائح لزيارة الجزائر ليست بهذه السهولة للكثيرين. ولا أعرف في الحقيقة السبب في ذلك. ولكنها كدولة تستحق العناء لزيارتها، خاصة مع التنوع الجغرافي والثقافي والعادات فيها.
كانت خطتي الأساسية عند زيارة الجزائر التنقل فيها لمدة شهرين، لكنني عند وصولها فوجئت بصعوبة إجراءات السفر الداخلي للسائحين. حيث لا يمكنك السفر بين المدن والولايات وحدك! كما تشترط السلطات الداخلية (الدرك الوطني) تصريحاً عند تنقلك من مدينة إلى أخرى، وبرفقة شركة سياحية أو مرشد سياحي. إضافة إلى التوقف المتكرر بين مداخل المدن ومخارجها إن سافرت براً، مع كثرة الأسئلة عن الاسم كاملاً، واسم الأم والمهنة… الخ. وهو أمر مزعج للغاية.
وهذا ما جعل رحلتي فيها لا تزيد عن شهر واحد، وأعتقد أنني زرت فيها ما يكفي حتى الآن للتعرف عليها. ولكنني أنوي زيارتها مرة أخرى طبعاً في حالات أفضل، بما أنها أصبحت تعمل على استقطاب السائحين. وضع في الحسبان أن الجزائر دولة كبيرة ومترامية الأطراف، السفر البري فيها سهل نوعاً ما، لكن الرحلات الجوية الداخلية غير مترابطة كثيراً، وعليك العودة إلى الجزائر العاصمة إن أردت زيارة بعض المناطق.
على الرغم من ذلك، قضيت وقتاً ممتعاً في أرجائها، والتقيت العديد من أهلها الطيبين وكوّنت صداقات لا أنساها حتى اليوم. ستأحدث في تدوينات منفصلة عن محطاتي فيها والتي كانت:
- تاريخ حافل في الجزائر العاصمة
- صحراء تاغيت، بوابة الرمال الجزائرية
- وهران الباهية، المدينة الجزائرية المفضلة لدي!
- الجزائر: حيث يغفو التاريخ في تلمسان
- حوس الغرب الجزائري: ولاية سعيدة السعيدة
- بو سعادة على الدراجات النارية
لا تعليق