تحقيق التوازن بين العمل والحياة لزيادة الإنتاجية كرحالة رقمي

تحقيق التوازن بين العمل والحياة لزيادة الإنتاجية كرحالة رقمي


أقرأ بين فترة وأخرى مقالات عن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أو العائلة. فبعضهم يشتكي من طغيان أحدها على الآخر، وبصراحة، غالباً ما يأخذ العمل حيزاً كبيراً من اليوم، مقارنة بالعائلة. في حديث قديم، جمعني بسفر عيّاد قبل ثلاثة أعوام، من أجل مقالته العمل عن بعد: كيف يعيش الرحالة الرقميون، سألني “ماذا عن الحياة العائلية وقضاء وقت معهم؟”. وفي الحقيقة، لم تؤثر نمط حياة الرقميين عليّ بشكل كبير، خاصة وأن أطفالي معتمدين على ذاتهم إلى حد كبير. على الرغم من ذلك، لا يعني تحقيق التوازن أو التوافق بين العمل والحياة للرحالة الرقميين سهلاً أبداً، وهي مشكلة يمرّ بها الكثير من الرحالة الرقميين.

وفي الحقيقة، فالوقت الذي نقضيه مع عائلاتنا حتى لو عشنا معهم في نفس البيت أو المدينة، لا يزيد عن ساعتين أو ثلاثة إلى أقصى حد! هل يبدو ذلك مبالغاً فيه؟ تخيل معي هذا السيناريو؛ تستيقظ في السادسة صباحاً، تمارس رياضة ما، ثم تفطر، وتوصل أطفالك إلى المدرسة. تتوجه للعمل بعدها وتظلّ في مكتبك من الثامنة والنصف وحتى الخامسة والنصف مساء. يستغرق الزحام من مكتبك إلى البيت حوالي الساعة، تصل إلى بيتك وتستريح قليلاً، ثم تتناول العشاء مع العائلة في السابعة مساءً. تتسامرون، وتقضون وقتاً جيداً حتى موعد نومهم في التاسعة مساءً، وتخلد للنوم أنت بعدهم بساعتين على الأرجح. أحسب الآن كم ساعة قضيتَها أنت مع عائلتك بدون مشاهدة شيء على التلفزيون أو التقليب بين تطبيقات الجوال.

كيف يعمل الرحالة الرقميون وظائف للعمل عن بعد وكسب الدخل للسفر حول العالم

عن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية كرحالة رقمي

التوازن بين العمل والحياة هدف دائم للرحالة الرقميين، إنها رقصة حساسة تتطلب تعديلات مستمرة. وأكثر ما أحب الحديث عنه هذه الأيام هو السفر، والعمل عن بعد، وتحسين جودة الحياة.

تقول نورا -صاحبة مدونة The Professional Hobo– في مقابلة بودكاست: “ستعتاد على الشعور بالذنب. عندما تعمل، ستشعر بالذنب لعدم الخروج واستكشاف وجهتك، وعندما تخرج للاستكشاف، ستشعر بالذنب لعدم العمل“.

ولكن الحقيقة ليست قاتمة إلى هذا الحد، وليس عليك أن تشعر بالذنب طوال الوقت. وفي الواقع، إنه أمر شخصي في المقام الأول، بالنسبة لي على الأقل، ولا يتعلّق الأمر بالترحال والعمل عن بُعد فقط. ومع تبادل الأفكار والحديث مع الرحالة الرقميين الآخرين، توصّلت إلى أن السفر كأسلوب حياة ينطوي على العمل والإنتاجية، مما يعني أنه من المهم للغاية في عملنا المدفوع الأجر أن تكون مرناً ومنتجاً معاً. 

وأعتقد أنك -مثلي تماماً- عندما بدأت حياتك كرحالة رقمي كان لديك تصوّر لحياتك المقبَلة. أماكن جديدة،  وأشخاص ومغامرات مثيرة، أو تحتسي القهوة في المقاهي الصغيرة، وتذهب في رحلات التسلق والهايكينج، فيما تستمتع بإطلالات تحبس أنفاسك. وفي مكان ما بين كل ذلك، ستُنجز عملك. ولكن، الأمر لا يبدو مختلفاً تماماً الآن. قد يبدو الأمر أشبه بمدينة جديدة، ونفس المشاكل القديمة. لقد أقنعتَ رئيسك في العمل بالسماح لك بالعمل عن بُعد، أو حصلت على وظيفة جديدة عن بُعد، ثم ماذا؟ كيف يمكنك الحفاظ على الإنتاجية والإبداع والإلهام والارتقاء إلى مستوى كل التوقعات التي حددتها لنفسك في نمط الحياة الجديد هذا؟

أفضل أماكن العمل عن بعد في ٢٠٢٢ وجهات الرحالة الرقميين

حدد الأيام التي لا ترغب في العمل خلالها

أعلم ما تفكّر فيه الآن، لقد أردت الخروج من دوامة العمل في أيام من الأسبوع، والحصول على نهاية أسبوع بلا عمل. ولكنها الحقيقة! فإذا قررت مسبقاً ما الأيام التي لن تعمل فيها، فيمكنك إنجاز عملك في أوقات أخرى، والحصول على أيام للراحة خالية من الشعور بالذنب. ستمنح عقلك الراحة التي يحتاجها من العمل ليعود بنشاط عندما يحين وقت العمل مرة أخرى. وسيؤدي تحديد الأولويات وجدولة الإجازة مقدماً إلى تهيئتك للعمل بشكل أفضل عندما يحين وقت العمل.

عندما بدأت العمل عن بُعد في ٢٠١٦، كنت أحرص باستمرار على إنجاز مهام إضافية خلال نهاية الأسبوع، أو العمل بعد وجبة العشاء، وحتى قبل ساعة من النوم، أو أفتح بريدي الالكتروني فور استيقاظي، وعموماً لم أفهم أي إحساس بالحدود بين “وقت العمل” و “وقت الراحة”. وشعرت بالإرهاق الشديد، لأنني نادراً ما أحصل على إجازة حقيقية.

تغيرت حياتي بشكل كبير نحو الأفضل عندما بدأت الاستمتاع بنهاية الأسبوع، وتجاهلت رسائل البريد الإلكتروني، وأبقيت كمبيوتري مغلقاً من ليلة الجمعة حتى صباح الاثنين. وحتى تجاهل رسائل زملاء العمل خلال إجازة الأسبوع حينما يتعلّق الأمر بالعمل والمهام المطلوبة للأسبوع القادم. وفي الحقيقة؛ لا شيء في العمل مستعجل أبداً، مهما كان!

وبطبيعة الحال، فإن ميزة كونك رحالة رقمياً هي -غالباً- تحديد ساعات عملك الخاصة، فإن كنت ترغب في العمل ليلاً أو تفضل العمل يوم السبت ولكنك تأخذ إجازة يوم الإثنين، فأكمل ذلك. الهدف هو تحديد ساعات العمل وساعات الراحة بشكل واضح، ثم الالتزام بها. مقاومة إغراء فتح البريد الالكتروني في منتصف الليل، ولن تنتهي الدنيا إن انتظرت حتى الصباح.

خطّط للأسبوع المقبل قبل نهاية الأسبوع الحالي 

قبل أن تبدأ عطلة نهاية الأسبوع أو أي جزء من الوقت قررت عدم العمل فيه، حدد أولوياتك الثلاثة عند بدء العمل مرة أخرى. ثم حدد الأوقات التي ستعمل بها خلال تلك الأيام في الأسبوعين المقبلين. تأكد من أنها لا تتعارض مع الأنشطة الأخرى التي تريد القيام بها، لأنك اخترت هذه الحياة للاستمتاع والمغامرة، أليس كذلك؟

فعند جدولة عملك ومعرفة أولوياتك قبل أن تأخذ إجازة، ستجد أنه يمكنك التوقف عن العمل، وستكون حاضراً لما تقوم به. سيرتاح جهازك العصبي، ويمكنك التركيز على نفسك وأصدقائك. والأهم، ستكون أكثر إنتاجية عندما يحين وقت العمل، لأنك ستعرف فعلياً ما يجب القيام به ومتى.

تأكد من فارق التوقيت بينك وفريق عملك أو عملائك

لا شيء يقتل الإنتاجية مثل تفويت الاجتماعات بسبب اختلاط فارق التوقيت بينك وبين عملائك أو زملائك في العمل. وقد تعتقد أنه مع كل التقنيات الحديثة، فإننا تغلبنا على تحديات المناطق الزمنية الآن، بل على العكس من ذلك! وإذا كنت تعمل مع فريق عمل أو بتوقيت مختلف عن الشركة التي تعمل بها، فتأكد من معرفة فارق التوقيت، إنها مهمتك أنت، وليست مهمتهم. كن متاحاً لمكالمات الفريق، والعمل بساعات متقاربة منهم لتسهيل العمل والنقاش إن استلزم الأمر. وإذا كنت تحب العمل في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر، فقد تتمكن من تحقيق ذلك بشكل أفضل.

وما أفعله عادة، أنني أخبر فريق عملي بمكاني، أي بلاد، وماهو فارق التوقيت بيني وبين المكتب الرئيسي. ثم عليهم أن يخبروني إن كانت ساعات عملي تتناسب مع يومهم، أو أن علينا إيجاد حل وسط. 

المبالغة في التواصل

إن مفتاح النجاح في أي دور مهني هو التواصل، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل عن بُعد، فإنه أحد الأصول الأكثر أهمية. نظراً لأنك لم تعد على بُعد مكاتب تبعد مسافة قليلة من زملائك في العمل أو مديرك، فمن دورك جدولة اجتماعات شخصية معهم أسبوعياً، للتواصل بشأن أهدافك ومشاريعك القادمة ومهامك اليومية. ولهذا راعيت أن أكون واضحة وصريحة بشأن التقدم الذي أحرزته في الأسبوع الماضي، والأهداف التي تجاوزتها والمشاريع التي قدتها. فعندما لا تكون في المكتب، وقد يكون من الصعب على مديرك تتبع سير عملك خطوة خطوة، لذلك لا تخشَ من تحقيق إنجازات مهمة بنفسك.

هل ستعمل من المقهى أم مكتب مشترك أو البيت؟

إحدى الأساطير الرئيسية المتعلقة بالعمل عن بُعد هي أن الأشخاص الذين لا يعملون في مكتب الشركة يشعرون بالوحدة. وللتأكد من أنني أشعر بالدعم والتواصل مع العالم الحقيقي، أحاول أن أصبح جزءاً من المجتمع الجديد. سواء كان ذلك عن بعد، أو شخصياً في مساحة عمل مشتركة محلية أو جماعية. وإن كنت تحب أن تكون محاطاً بالحركة وآخرين يعملون حولك، فقد تكون المقاهي أو مكاتب العمل المشتركة مكاناً مثالياً لمكتبك في اليوم. وأما إن الهدوء والصفاء يحفزك أكثر، فإن المكتبات أو الغرف الملحقة بالفنادق قد تناسبك بشكل أفضل. حدد المكان والأجواء المناسبة لك للعمل، حتى وإن كان في كوخ وسط الغابات، مع اتصال انترنت ممتاز.

طريقتي تجمع بين الحالتين، هناك درجة معينة من الإزعاج يمكنني العمل فيها، فغالباً ما أكتب طوال اليوم. وهذا ما يجعلني أختار المقاهي على الشاطئ، حتى لا أشعر أنني محبوسة بين أربعة جدران. ولكنني في أيام أخرى أحتاج إلى العزلة وإلى صفاء المكان، خاصة حينما تكون لديّ اجتماعات مهمة. وبهذه الحالة أعمل من البيت، حيث يكون أكثر هدوءاً، ويمكنني الحديث بصوتي كاملاً وسماع فريق عملي جيداً.

أوقات عمل قصيرة مع الإنتاجية

تعدد المهام ليس أمراً إيجابياً أبداً، وقد رأيت هذا واضحاً جداً في فريق عملي وآخرين. يصعّب معظم الناس عملهم، ويستغرق وقتاً أطول لأنهم يحاولون القيام بمهام متعددة. ولذلك، إن أردت أن تكون منتجاً في وقت أقل، فاضبط مؤقتاً لمدة ساعة إلى ساعة ونصف كحد أقصى. تخلص من كل المشتتات حولك، ضع هاتفك على وضع الصامت، أو حتى بعيداً عن متناول يدك. أزِل جميع الإشعارات من الكمبيوتر، وأغلِق جميع علامات التبويب حتى لا ترى سوى ما تعمل عليه، وربما استخدم سماعة رأس مع نغمات تساعدك على التركيز.

وعندما يرن المنبّه بانتهاء الوقت المحدد، خذ قسطاً من الراحة. قم من مقعدك وتحرّك قليلاً، اشرب كأساً من الماء، ثم عد وقم بعمل جلسة أخرى مركزة ومؤقتة.

خذ أدوات العمل بجدية

سيخبرك أي شخص يعمل عن بُعد أن الوصول إلى شبكة واي-فاي جيدة وموثوق بها جزء لا يتجزأ من نجاحهم، ولكن هناك ما هو أكثر من مجرد اتصال ممتاز بالانترنت.

فإلى جانب القدرة على إجراء مكالمات الفيديو دون فقد أو قطع الاتصال، عليك التفكير في الأدوات والتقنيات التي ستحتاجها لأداء عملك بشكل جيد. ستحتاج إلى بعض الأساسيات لإنجاز العمل: التكنولوجيا المتعلقة بعملك؛ كمبيوتر محمول، ربما كاميرا، سماعات رأس، أو أدوات تسجيل. ثم كهرباء بلا انقطاع، واتصال انترنت ممتاز. عندما يتعلق الأمر بهذه الأساسيات فإنني أشجعك على تجنب الأخطاء التي ارتكبتها وأن تصبح مكتفياً ذاتياً قدر الإمكان. ماذا يعني ذلك؟

اشترِ لنفسك شاحناً محمولاً تحتفظ به دائماً، وتأكد من أن لديك بطاقة شريحة جوال محلية والكثير من البيانات حتى تتمكن من استخدامها حينما يتعسر الحصول على شبكة واي-فاي لأي سبب من الأسباب. وباختصار، احرص على أن يكون لديك أي أجهزة أو برامج أو تقنيات تحتاجها للقيام بعملك بكفاءة، وستوفّر على نفسك القلق بشأن تأدية عملك أينما كنت.

مفهوم السفر البطيء تجربة السفر ببطء والتعرف على المجتمعات المحلية

حقّق التوازن بين العمل والحياة لراحتك النفسية

حسناً، سأعترف بأنني مذنبة في هذا الأمر! لم آخذ إجازة حقيقية وأنفصِل بالكامل عن العمل منذ تسلقت جبال أنابورنا في النيبال، منذ شهر مايو ٢٠٢٢! وكانت لمدة خمسة أيام فقط.

قد يبدو من الغريب أن تأخذ إجازة عندما تكون حياتك مغامرة لا تنتهي أبداً، ولكنها في الواقع وسيلة حماية رئيسية أخرى ضد الإرهاق. إن العمل المستمر يستنزف، وبالكاد يكون مستداماً على المدى الطويل. لذلك، فمن الأفضل تخصيص جزء من الوقت، وليس نهاية الأسبوع فقط لتنفصل عن العمل كلية، وتستمتع بوقتك فقط. كم من الوقت؟ سيكون ذلك بمثابة مفاوضات بين ما يمكنك تحمله وما يتطلبه عقلك وجسمك. ضع في اعتبارك جدولة وقت إجازتك بنفس الطريقة التي يمكنك من خلالها جدولة اجتماع عمل. امنح حياتك نفس الأهمية والأولوية في التقويم الخاص مثل عملك.

ابق العمل بعيداً عن هاتفك الشخصي

على الرغم من أنه ليس خياراً متاحاً للجميع، يمكن للعديد من الرحالة الرقميين اختيار الاحتفاظ بجميع وسائل التواصل العملية -مثل البريد الإلكتروني للعمل، وتطبيقات إدارة المهام، واجتماعات زووم، وما إلى ذلك- على جهاز واحد فقط. وهذا ما أفعله حتى الآن.

جرّبت مرة تحميل تطبيق Slack ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل على هاتفي، فقط للتأكد من سير العمل. كان أسوأ قرار اتخذته في حق نفسي، فقد كانت تصلني التنبيهات بينما أقضي مع أصدقائي، وأفكّر في أمور العمل بينما أسترخي بعد نهاية رحلة هايك! فريق عملي موزع حول العالم، ونعمل في أوقات مختلفة من اليوم، وإن نمت أو لم أقرأ أي تحديثات، فلن يفوتني شيء! يكمن جمال وخطورة العمل في العصر الرقمي في أن كل شيء في متناول أيدينا دائماً، وربما لسنا بحاجة إلى ذلك. وعندما تفصل بين أدوات العمل، وتُبعِدها عن هاتفك الشخصي فإنك تتخذ قراراً واعياً ببدء العمل عند تشغيل كمبيوتر العمل، والتوقف عند إغلاقه.

لا يُشترط أن تعمل ٨ ساعات متواصلة!

دعني أخبرك عن تجربتي الشخصية، والتي قد تناسبك، ولو بجزء ضئيل. بدأت روتيناً جديدةً عليّ بالكامل في منتصف ٢٠٢٢، بتجربة طريقة أخرى للعمل، بدأتها من سريلانكا، أخرج للجري ثم الإفطار على الشاطئ وقضاء بعض الوقت هناك، حتى العاشرة والنصف صباحاً. ثم أعود إلى غرفتي للعمل ست ساعات متواصلة حينما تكون الشمس حارقة، وحتى الرابعة أو الخامسة مساءً، تكون الشمس ممتعة هذا الوقت. ولهذا أسبح أو أجلس حينها على البحر حتى الغروب، ثم ألقي نظرة سريعة على جدول الغد وبريدي الإلكتروني، لينتهي يوم العمل بعشاء مع الأصدقاء.

ثم أكملت طريقة تقسيمي لليوم بأمر شبيه بهذا في دهب، خاصة مع أجواء الصيف الحارقة. كنت أخرج للشاطئ الذي لا يبعد سوى ٢٠٠ متراً من بيتي لأفطر هناك وأسبح قليلاً. ثم أعمل من العاشرة صباحاً وحتى الخامسة، حيث أتناول حينها غدائي أو عشاء مبكراً. ينتهي اليوم الصيفي بقضاء بعض الوقت على البحر أو فيلم ممتع. 

أما في النيبال، فقد تغيّر الوضع بشكل طفيف. أبدأ يومي بالعمل أربع ساعات في الصباح الباكر، من الثامنة وحتى الثانية عشر ظهراً. ثم الاستراحة لثلاث ساعات حيث الأجواء حينها كانت مناسبة للمشي في الخارج والغداء. ثم العودة للعمل ساعتين ونصف أو ثلاثة إلى حد أقصى، ثم الخروج للمشي والعشاء مع الأصدقاء. كان هذا مناسباً جداً للنيبال وطبيعة الحياة فيها. 

شارك خططك مع مرافقيك في السفر

أقوى عامل مساعد ومقوٍّ في عاداتك هو منَ تقضي معظم وقتك معه. لذلك، إذا أحطت نفسك بأشخاص آخرين يعيشون ويعملون بهذه الطريقة، فسوف تهيّئ نفسك للنجاح. ولتغيير عاداتك، عليك أن تغير عقلك. إنه عمل شاق وسترتكب أخطاءً، وستحتاج إلى دعم، وسيكون من الأسهل إنشاء هذه العادات المتغيرة للحياة إذا فعلت كل ذلك معاً. وفي الحقيقة؛ إن كنت تسافر وحدك، فالأمر سهل. ولكنك إن كنت رحالة رقمياً بعائلة تسافر وتتنقلون معاً، فمن الأفضل أن يكون مساركم الأسبوعي متشابهاً، فلا عِبرة من التشتت هنا.

أخبر فريق عملك أيضاً عن أيام السفر وأيام العمل، شارك معهم جدولك، وكن حازماً قدر المستطاع. فإجازتك الأسبوعية هي حقك الخاص، ولا يحق لأحد أن ينقاشك فيها. ولأنني لا أعمل ما بين الجمعة إلى الأحد، فقد أخبرت فريق عملي بذلك. وعليه أجدوِل أيام السفر والتنقل من منطقة إلى أخرى حتى لا تتعارض مع أيام العمل.

تحقيق التوازن بين العمل والحياة لزيادة الإنتاجية كرحالة رقمي

مع ذلك، فأسلوب حياة الرحالة الرقميين لا يناسب الجميع. وهو أمرّ مُسلّم به.

أكتب هذه التدوينة الآن كجزء من ترتيبات مشاركتي في مؤتمر مختصّ بالرحالة الرقميين في جزيرة لنكاوي، ماليزيا. وذلك بورقة متخصصة في التوازن بين العمل والحياة، وأخرى عن التوازن بين العمل والحياة والسفر. ومن العجيب أنني أكتبها خلال أسبوع عمل مزدحم، وبالكاد حصلت على مُساعِدة لتنظيف البيت، بينما عليّ إعادة زراعة الأشجار والنباتات في حديقة البيت. على الأقل، الشمس هنا مشرقة معظم الأسبوع، وبيتي في موريشوس لا يبعد إلا عشر دقائق عن الشاطئ، بينما مركز الغوص على بُعد خمس دقائق.

في حين أن فكرة السفر والعمل عن بعد قد تبدو جذابة، إلا أنها ليست أسلوب حياة يناسب الجميع. فمن المهم أن تفكر في شخصيتك، وأسلوب عملك، وبيئة العمل، ورغباتك الشخصية قبل الالتزام بأسلوب الحياة هذا. فتحقيق التوازن بين العمل والحياة لا يتوقف على عامل واحد فقط، وليس بأمر ثابت أيضاً. وباعتبارك رحالة رقمياً، فإن عملك وحياتك الشخصية يتغيران باستمرار. حيث ستسافر وتتنقل من مكان لآخر كل بضعة أسابيع أو أشهر، مما قد يصعّب عليك الإلتزام بروتين معين. ومن المهم أن تكون مرناً وقابلاً للتكيف للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.


Deprecated: preg_split(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in /home3/aqadahbl/public_html/wp-includes/formatting.php on line 3506

أسما قدحAuthor posts

Avatar for أسما قدح

Malaysian Travel Blogger on #TRLT. En-Ar Translator & Content Writer | مدونة ومترجمة ماليزية رحالة في الطرق الأقل سفراً

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *