إن بحثت عن زنجبار في أي وقت من العام، ستجد أنها موطن المياه الزرقاء الفيروزية الصافية المذهلة، والشواطئ المثالية. وحينما تصلها، تدغدغ أنفك التوابل الغريبة (خاصة القرنفل، وجوزة الطيب، والقرفة، والفلفل الأسود). وإن كان هذا الأمر يهمك، فإن ستون تاون موطن ميلاد فريدي ميركوري! كان السببين الأولين مهمان لي، وعلى أساسه وضعت زنجبار وتنزانيا في قائمة دول شرق أفريقيا التي أريد زيارتها. أما السبب الثالث فهو تجربة العيش في جزيرة أفريقية استوائية. فكما تعلم، جربتها مرات في آسيا، حيث عشت في جزيرة بوكيت، ثم جزيرة ساموي، وقبلهما في جزيرة تيومن ولنكاوي.
تستقبلك زنجبار ومَن فيها بـ “كاريبو سانا” وابتسامة بيضاء واسعة. وربما هذا ما جعلني أمكث فيها وقتاً أطول من المخطط له!
ما الذي يميز زنجبار؟
زنجبار هي جزيرة منعزلة تتمتع بالحكم الذاتي في تنزانيا، وتقع على بعد ٢٠ كلم من ساحل البر الرئيسي. تتكون من جزيرتين كبيرتين، أونغوجا وبيمبا، والعديد من الجزر الصغيرة. أونغوجا هو اسم سواحيلي لزنجبار.
يبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي تسعة آلاف نسمة، ويعيش ربعهم في مدينة زنجبار عاصمة الجزيرة. اللغة الأكثر انتشاراً هي السواحيلية، وبينها وبين العربية الكثير من التشابه. فيما تتحدث المجتمعات الآسيوية الغوجاراتية أو الهندية أو الأردية، كما يتم استخدام وفهم اللغتين الإنجليزية والسواحيلية على نطاق واسع.
المطبخ الزنجباري
يعكس مطبخ زنجبار تاريخ الجزيرة وثقافتها التي تأثرت بالعديد من الثقافات المختلفة. ستجد هنا مزيجاً رائعاً من المأكولات الأوروبية والأفريقية والعربية والآسيوية والهندية، مما يخلق قوس قزح من النكهات المثيرة. وبما أنها جزيرة، فإن النظام الغذائي المحلي وقوائم الطعام مليئة بالمأكولات البحرية. ولا تنس التلذذ بالفواكه المزروعة محلياً مثل المانجو والأناناس وجوز الهند والحمضيات، وفي الحقيقة، الأناناس هنا لا مثيل له في أي مكان آخر!
لقد جلب الفرس والعرب والصينيون والهنود والبرتغاليون وغيرهم أذواقاً ونكهات وروائح جديدة إلى الجزيرة. تلذذت هنا بشتى أنواع الأطباق، بما في ذلك المعكرونة الزجاجية الصينية، واللحوم المطبوخة على الطريقة الشرق أوسطية، والتوابل الهندية. تلذذ بجزيرة البهارات، فإن المطبخ الزنجباري يشتمل على أطباق منكهة بالقرنفل والزنجبيل والفلفل الحلو والفلفل الحار وجوز الهند الطازج. إضافة إلى أطباق الأرز المستوحاة من شبه القارة الهندية، مثل البرياني أو البيلاو (القريب من ناسئ غورينغ الماليزي)، أو الصلصات، المحضرة بمزيج من التوابل المحلية والكزبرة، لها بعد آخر من الذوق.
الخليط الثقافي في زنجبار
زنجبار هي بوتقة تنصهر فيها الثقافات. اشتهرت هذه الجزيرة الخلابة في العصور القديمة بتجارة بهاراتها، ونتيجة لذلك، سرعان ما زار السكان الأفارقة التجار العرب الذين جلبوا الإسلام إلى الجزيرة. وصلتها بعد ذلك العديد من الثقافات المتنوعة، بما في ذلك البرتغاليون الذين زاروا المحيط الهندي وحكموه. وعندما تولى البريطانيون السلطة في الغرب، حلوا محل البرتغال.
واليوم، يمكننا أن نرى كل تلك الثقافات مجتمعة في الهندسة المعمارية الرائعة لمدينة ستون تاون أو الطبخ التقليدي للجزيرة. إن السير في ستون تاون في يوم السوق سيكشف عن دوامة من الألوان والنكهات: رائحة التوابل والفواكه تملأ الهواء، والملابس الرائعة للنساء تغمر الشوارع بالكثير من الألوان. وبما أن سكان الجزيرة متنوعون للغاية، فهناك عدد قليل من المهرجانات المثيرة للاهتمام خلال العام. يحضر الناس من جميع أنحاء القارة الأفريقية هذه التجمعات، التي تضم مجموعة متنوعة من الثقافات والأعمار والخلفيات.
رحالة رقمية في زنجبار
شيء ما في زنجبار يجعلك تشعر بالنعيم والحياة السهلة، والشمس والكثير من البحر. لم أعرف عن زنجبار إلا في السنوات الأخيرة، حينما وضعت قائمة خاصة بالجزر التي العيش فيها. وضعتها حينئذ ضمن الخطة التي، حيث ستكون المكان المثالي للتوقف لفترة أطول، والمشي حافية، والكثير الكثير من الشمس. ولا تنسَ أن تنزانيا أرض مقولة “هاكونا ماتاتا”، وفعلياً سترى ذلك في كل جزء من هذه الجزيرة. بداية من الأشجار التي تستقبلك بعبارة “SMILE U R IN ZANZIBAR!”.
روتيني اليومي في الجزيرة الأفريقية
يبدأ اليوم متأخراً هنا، إلى حدٍ ما، فالمحلات التجارية لا تفتح عادة إلا في التاسعة صباحاً. لكنني حرصت دائماً على إبقاء روتيني اليومي بسيطاً للغاية، وهو ما يصبح أسهل كلما أقمت فترة أطول في مكان ما. أصحو هنا في السادسة والنصف أو السابعة كالعادة، أعدّ قهوتي في المطبخ المشترك، وأشربه بهدوء في الشرفة العلوية المفتوحة. في الأيام التي أكون بها نشِطة، أذهب عادة للمشي على الشاطئ، والاستمتاع بالنسيم العليل، قبل أن يستيقظ الآخرون. أعود للمسكن، لأتصفح تويتر وإنستغرام، وبريدي الإلكتروني، والرد على الرسائل لمدة ساعة. أبدأ بعدها عملي، ما بين الاجتماعات الصباحية أو كتابة التقارير، تتخللها تحايا الرحالة الآخرين المستيقظين للتو. أعمل حتى ساعات الظهيرة الحارة، لأعطي نفسي فسحة للسباحة والاسترخاء على الأرجوحة. أكمل بعض الأعمال من الرابعة وحتى الخامسة والنصف، لأذهب إلى البحر، حيث أمشي قليلاً على الشاطئ، وأسبح أو أسترخي وأجلس على الرمال.
مهمة البحث عن الطعام ليست صعبة هنا، خاصة مع تعدد الخيارات وكثرتها. ينتهي اليوم في المساء بأحداث غير مرتبة، فكل يوم مختلف في زنجبار. ما بين المشي على الشاطئ أو قضاء وقت أكثر حول مسبح المسكن المشترك، أو لقاء الأصدقاء في أماكن أخرى.
إيجاد مساكن متوسطة التكلفة في الجزيرة
إذا وصلت إلى زنجبار كرحالة رقمي منفرد، فهناك عدد من خيارات الإقامة الرائعة متوسطة التكلفة، والتي من شأنها تسهيل رحلتك. ابحث في مواقع مثل: Hotelscombinedأو hostelworld. تتراوح خيارات الإقامة بين بيوت الضيافة والفنادق والنزل والمنازل الخاصة. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على منزل يناسبك ويتوافق مع المعايير، فهي جزيرة في أفريقيا على كل حال. فيما تشمل الخيارات الأخرى أماكن الإقامة الموجودة على مواقع مثل Airbnb وbooking.com وhotels.com وما إلى ذلك.
ولأنها جزيرة للرحالة الاقتصاديين والرحالة الرقميين، فستجد فيها الكثير من بيوت الشباب والهوستيل. العديد منها يقع في مكان مناسب في ستون تاون أو بالقرب من الشاطئ. وستجد أن بيوت الشباب تقدم أنواعاً متعددة من أماكن الإقامة؛ بدءاً من الغرف المشتركة، وحتى الغرف الفردية والشقق. تبدأ الأسعار عادة من ٢٥ دولاراً للشخص الواحد في الليلة.
يمكنك أيضاً أن تجد سكناً خاصاً، وهو الأنسب إن كنت مقيماً لأكثر من شهر في زنجبار. ابحث في صفحة الرحالة الرقميين في زنجبار، أو اسأل المقيمين هناك أو حتى أصحاب المساكن المشتركة، وسيساعدونك في البحث عما تريد.
الأحياء التي سكنتها في زنجبار
قد تبدو مساحة زنجبار صغيرة إلى حدٍ ما، ولكنها في الحقيقة مترامية الأطراف، وقطع المسافات من غربها لشرقها حوالي ساعة ونصف. وهذا ما جعلني أبحث كثيراً قبل مجرد الوصول إلى منطقة ما، ثم البحث عما هو متوفر فيها. تنقّلت في المقابل ما بين عدد من المناطق فيها لفترات مختلفة، حتى يمكنني الحكم على الجزيرة بشكل عام.
باجي (Paje)
اشتهرت منطقة باجي بأفضل التجارب للذين يسافرون إلى زنجبار من أجل التزلج الشراعي، وركوب الأمواج. تقع على الساحل الجنوبي الشرقي، والرياح فيها مستمر معظم السنة. إنها أيضاً المنطقة الأشهر للرحالة الاقتصاديين، والكثير من حفلات الشاطئ والمطاعم السياحية. لم أحبها في الحقيقة، فهي سياحية وصاخبة ومزعجة إلى حدٍ كبير، لذلك قضيت فيها ثلاثة أيام فقط.
نونجوي (Nungwi)
تقع نونجوي في الطرف الشمالي من الجزيرة، وتتميز ببعض الشواطئ الأكثر حيوية في زنجبار. وقد ارتفعت شعبية الخط الساحلي هنا في السنوات الأخيرة، ليصبح أحد أكثر الوجهات الشاطئية ازدحاماً في الجزيرة. يؤمّها الكثير من السائحين الاقتصاديين ومحبي الرمال البيضاء النقية، وأشجار النخيل الشاهقة، والمياه الزرقاء وأشعة الشمس الساطعة. من ناحية أخرى، الحياة الليلية في هذه المدينة رائعة؛ ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على النوادي الجذابة والخطوط اللامعة. الأمر كله يتعلق بالاحتفال على الشاطئ، حيث تشتعل النيران بشكل ساطع، وتنطلق الموسيقى بصوت عالٍ. ومع شروق الشمس، ستتاح لك الفرصة للتشمس والسباحة والاستمتاع بالمرافق الاستوائية الفريدة.
جامبياني (Jambiani)
إنها المنطقة المفضلة لديّ في زنجبار، وقضيت فيها أطول فترة. جئتها لأعيش تجربة هادئة قرب الشاطئ، ومنغمسة في الطبيعة، ومُحاطة بالرحالة الرقميين. حتى وقت قريب، كانت قرية الصيادين الصغيرة هذه بعيدة المنال تماماً، ولم تتأثر بصناعة السياحة. إنه شريط يبلغ طوله ٤ كلم من الرمال البيضاء المذهلة، ويمتد بمحاذاة بحيرة مرجانية كلاسيكية.
لا تزال المنطقة غير ملوثة إلى حد كبير، مما يجعلها مثالية للباحثين عن المغامرة. سواء أكان الأمر يتعلق بالحياة البرية، أو النباتات الاستوائية، أو الشاطئ الرملي الأبيض المذهل الذي يحتضن المحيط الهندي الأزرق الفيروزي، يمكن لزائري جامبياني الانغماس في الأجواء الهادئة والخاصة للمناطق المحيطة الصديقة للبيئة. ونتيجة لذلك، هناك العديد من خيارات السكن الصغيرة والحميمية في القرية. ومع ارتفاع رياضة ركوب الأمواج شراعياً، والغوص والغطس على طول البحر، شهدت جامبياني زيادة في أعداد الزوار على مر السنين.
ستون تاون (Stone Town)
إنها عاصمة زنجبار، والمدينة الوحيدة في هذه الجزيرة. تقع على الساحل الغربي، وهي أكثر المناطق تحضّراً، وازدحاماً. ومع ذلك، فإن النسيج الحضري للمدينة ومناظرها الطبيعية، فضلاً عن هندستها المعمارية المتميزة وثقافتها الفريدة، لا تزال سليمة إلى حد كبير. لقد كانت زيارتها فرصة للتعرف على تأثير الثقافات الموريسكية والعربية والفارسية والهندية والأوروبية في مكان واحد. ستجد هنا الناس، والآثار المرصعة بالنحاس، والبازارات الشرقية الصاخبة، والشرفات الرخامية، والمداخل المنحوتة، والسلالم الملتوية، والمساكن الخشبية المنحوتة، وكل شيء آخر يصور هذا المزيج.
العمل عن بُعد في جزيرة أفريقية
باعتبارك رحالة رقمياً في زنجبار، قد تواجه بعض المشكلات في الوصول إلى شبكة وايفاي سريعة، ولكن استخدام الإنترنت عبر الجوال سيجعل الأمر أكثر سلاسة. يبلغ متوسط سرعة الانترنت بشكل عام في تنزانيا ١٥ ميجابت في الثانية للتنزيل و١٣ ميجابت في الثانية للتحميل. وليس من السهل إيجاد مقاهي باتصال انترنت سريع دائم في الجزيرة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء بشكل متكرر خلال الأسبوع. وللحصول على إنترنت محلي عبر الهاتف المحمول، يجب عليك الحصول على بشريحة جوال محلية مسبقة الدفع. ستجد ٥ شركات للهاتف المحمول في تنزانيا: في حين أن Vodacom هي الأفضل في البر الرئيسي لتنزانيا، فإن Zantel هي الأفضل في زنجبار. ويمكنك ببساطة شراؤها في المطار أو أياً من الأكشاك المحلية أو متجر، ولكن، لا تنسى جواز سفرك.
مقاهي مناسبة للعمل
العثور على اتصال إنترنت سريع في زنجبار ليس مستحيلاً، ولكن خارج ستون تاون، يعد ذلك تحدياً. لا أحب ستون تاون بصراحة، ولا تعتبر المكان المفضل للإقامة لفترة طويلة بالنسبة لي لازدحامها بالسائحين، والقليل مما يمكنك عمله هناك. فضّلت العمل إما من مقر سكني، أو من المقاهي القريبة منه، ولم أكلّف نفسي عناء البحث عن مكاتب العمل المشتركة. أما في أنحاء أخرى من الجزيرة، فكل منطقة تختلف عن الأخرى . ولكنك ستجد على الأقل مقهى أو مطعم أو فندق واحد على الأقل استثمر في خدمة الواي فاي الجيدة. وقد جربت عدداً منها خلال تنقلي بين مناطق زنجبار المتعددة:
- مقهى Zanzibar Coffee House، ستون تاون: يقع بالقرب من السوق، ويقدم المكان قهوة جيدة جداً، وبعض الوجبات الخفيفة والمشروبات المنعشة.
- Archipelago، ستون تاون: أثناء الاستمتاع بخدمة الواي فاي المجانية، يمكنك تناول مشروب أو أي وجبة خلال اليوم، وهناك أيضًا خيارات خالية من الغلوتين.
- مقهى Mr. Kahawa، باجي: مكان به منطقة جلوس مطلة على البحر، وهو مكان رائع لتناول وجبة الإفطار أو الغداء. من الأماكن النادرة التي تقدم حليب الصويا.
- مطعم Coco Cabana، شاطئ نونجوي: مطعم على شاطئ البحر يقدم خيارات اللحوم والخضار، بالإضافة إلى العصائر النباتية.
- مقهى Badolina Secret Garden، نونجوي: أطباق شرق أوسطية رائعة ومجموعة مختارة من المشروبات الباردة.
الأنشطة التي يمكنك ممارستها في زنجبار
إلى جانب الاسترخاء على الشاطئ أو السباحة، هناك العديد من الأنشطة الممتعة التي يمكنك القيام بها والأماكن الجميلة التي يمكنك الاستمتاع بها في هذه الجزيرة الجميلة.
- ركوب الأمواج بالطائرة الورقية: يعد الساحل الشرقي لزنجبار (خاصة باجي وجامبياني) مكاناً رائعاً لتعلم وممارسة ركوب الأمواج الشراعية. هناك العديد من مراكز ومدارس رياضة ركوب الأمواج على طول الساحل.
- الغوص: تتمتع زنجبار ببعض أجمل مواقع الغوص والمياه الدافئة في العالم. وليس مستغرباً أن تكون وجهة شهيرة للذين يتطلعون إلى رحلات الغوص في المحيط الهندي. لم تكن أفضل تجارب الغوص التي عشتها، ولكنها كانت جيدة إلى حدٍ ما. أعتقد أنني اخترت توقيتاً غير مناسباً للغوص، حيث كان الهواء قوياً، والأمواج عالية في جزيرة منيمبا.
- قوارب الداو: استمتع برحلة على متن مركب شراعي خشبي تقليدي مصنوع يدوياً، وهو من بقايا التاريخ التجاري للمنطقة والذي لا يزال يستخدم للنقل وصيد الأسماك حتى اليوم. تعتبر رحلة المركب الشراعي عند غروب الشمس تجربة أفريقية رومانسية حقاً تجمع بين جميع حواسك. ستشاهد المناظر الطبيعية الجميلة، وتستمع إلى الموسيقى المحلية، وتتذوق المأكولات التقليدية للجزيرة – كل ذلك أثناء الاستمتاع بغروب الشمس المذهل.
مناطق سياحية أخرى يمكنك زيارتها على الجزيرة
- كيزيمكازي: تقع على الساحل الجنوبي لجزيرة زنجبار، وهي مكان مشهور للبحث عن الدلافين. تأخذك رحلة قصيرة بالقارب من القرية إلى المنطقة الزرقاء الكبيرة، حيث يمكنك رؤية الدلافين بشتى أنواعها. وهي تجربة مذهلة لا تُنسى. فيما تعد منطقة كيزيمكازي أيضاً موطناً لكهوف ميزا-ميزا وأقدم مسجد في شرق أفريقيا، وكلاهما يستحق الزيارة. إضافة إلى منظر الغروب، فهو مذهل جداً هنا.
- ستون تاون: يزخر بالكثير من المعالم السياحية الرائعة التي يمكن رؤيتها. قضيت هنا يومين أتجوّل عبر المتاهة الرائعة والغامضة للشوارع الضيقة والممرات المرصوفة بالحصى. استكشف تاريخ زنجبار في القلعة القديمة، واسترخِ بين المساحات الخضراء في متنزه فورودهاني، وتجول في شوارع المدينة الضيقة، وتعرف على سلاطين زنجبار في متحف القصر.
- جولة التوابل: حسناً، لم تكن مثيرة وغنية جداً بالنسبة لي، بما أنني أعرف كثيراً منها. ولكنها لا تزال طريقة لطيفة للتعرف على التوابل المحلية واستخدامها الثقافي. وبسبب زراعة وتصنيع التوابل العطرية مثل القرنفل، والكركم، والقرفة، وجوزة الطيب، وعشب الليمون، والفلفل الأسود، تُعرف جزيرة زنجبار باسم جزيرة التوابل.
المواصلات والتنقل في الجزيرة
قبل أن تخطط للسفر إلى زنجبار، عليك أن تدرك أنها جزيرة كبيرة، والطرق ليست على أفضل حال. لن تجد أسعار واضحة لأي من وسائل النقل باستثناء الحافلات العامة. وأما الوسائل الأخرى، فعليك أن تساوم دائماً، وعادةً ما تصبح الأسعار أغلى في الليل. كقاعدة عامة، يجب عليك دائماً المساومة للحصول على عروض أفضل في زنجبار.
الوصول إلى زنجبار
العبارة: بمجرد وصولك إلى تنزانيا وتقرر الهبوط في دار السلام، أو ترغب في استكشاف العاصمة، فإن ركوب العبارة إلى زنجبار يعد وسيلة رائعة، خاصة خلال موسم الجفاف عندما تكون الرياح أكثر اعتدالاً والبحر سلساً. تستغرق الرحلة مابين ٩٠ دقيقة إلى ساعتين، وتكلّف ٣٥ دولاراً للفرد. ومن الأفضل أن تحجز تذاكرها مبكراً. لم أجرب العبّارة هذه المرة، فقد كنت مسافرة من أروشا إلى زنجبار، وفكرة التوقف في دار السلام غير مريحة أبداً.
الطائرة: الخيار الأسهل، وإن كان الأغلى. من المضحك أن الوصول إلى زنجبار بالطائرة أرخص من مغادرتها، وربما هناك سبب سياحي! يقع مطار عبيد أماني كرومي الدولي على بعد حوالي ٥ كلم جنوب مدينة زنجبار. وتقوم بتشغيل رحلات مباشرة إلى شرق أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. فيما تتوفر الكثير من الرحلات الداخلية من وإلى دار لاسلام، برحلة لا تزيد عن ٢٠ دقيقة بالطائرات الصغيرة.
كيف تتنقل بين أحياء ومناطق زنجبار
- بودا-بودا: إنها تكاسي الدراجات النارية، وهي المفضلة لدي في المسافات القصيرة. رخيصة الثمن، وسريعة، ويمكنك أن تجدهم على طول الطريق الرئيسي أو تتصل بأحد السائقين.
- دالا-دالا: إنها الحافلة المحلية الصغيرة، الخيار الأرخص للتنقل بين المناطق. ومع ذلك، فهو بطيء نوعا ما وغير مكيف. يبدأون خدمتهم في حوالي الساعة السادسة صباحاً حتى الثامنة مساءً. ولن تجد جداول زمنية للمغادرة، فهي تغادر بمجرد امتلاء الحافلة، ما يجعلها غير مناسبة إن كنت مستعجلاً.
- سيارة الأجرة: الخيار الأغلى ثمناً، ولكنه الخيار الأكثر ملاءمة لي دائماً في المسافات الطويلة. تتراوح الأسعار بين ١٠ إلى ٦٠ دولاراً. وذلك حسب على موقعك والوجهة والوقت من اليوم.
- تأجير السيارات: لم أخض التجربة شخصياً، ولكني سألت عدداً من الأصدقاء هناك. تكلفة سيارة موثوقة بما في ذلك خدمة التأمين والأعطال تصل إلى ٣٥ دولاراً يومياً لسيارة صغيرة ذات دفع رباعي، وحسب مدة التأجير. وعليك الحصول على تصريح مؤقت للسائقين من زنجبار والذي ستنظمه لك شركة التأجير. كما يلزم تقديم نسخة من رخصة القيادة الساري المفعول بالإضافة إلى صورتك، ولا تحتاج إلى تصريح قيادة دولي هنا. هذا التصريح صالح لمدة أقصاها ثلاثة أشهر.
- تأجير الدراجة النارية: ينصح بتأجيرها فقط للقيادة لمسافات قصيرة، وليس للتنقل حول الجزيرة بسبب الظروف الجوية وسوء الطرق. ومن المؤكد أنني لا أنصح بالقيادة ليلاً بسبب قلة أضواء الشوارع. وتبدأ أسعار التأجير من ٢٠ دولاراً لليوم.
ما بعد زنجبار
توفر زنجبار توازناً مثالياً بين العمل والترفيه بفضل جمالها الطبيعي، وتراثها الثقافي، وأجواءها الهادئة. وباعتبارك رحالة رقمياً، يمكنك الاستمتاع بشواطئ الجزيرة الخلابة، واستكشاف تاريخها الفريد، والانغماس في ضيافة زنجبار. وجدت فيها بعضاً مما كنت أبحث عنه، والتقيت الكثير من الرحالة الرقميين هنا. تعرّفت أيضاً على الثقافات المحلية وتلذذت بالطعام. ولكن حان الوقت لمغادرتها إلى وجهة أخرى سمعت عنها، مالاوي.
كانت الطريقة الأسهل والأسرع هي عبور الحدود براً، حيث لا توجد رحلات مباشرة من زنجبار إلى مالاوي دون المرور بدار السلام. حجزت رحلة جوية من زنجبار إلى دار السلام، ومنها إلى إمبيا (Mbeya) لأقضي فيها ليلة، ثم عبرت الحدود إلى ملاوي. حكيتها لك في تدوينة مالاوي: التأشيرة السياحية لقلب أفريقيا الدافئ.
لا تعليق