السفر في رحالة رقمية في بانكوك خلال الجائحة تايلاند

السفر في رحالة رقمية في بانكوك خلال الجائحة تايلاند


زرت بانكوك لأول مرة في عام ٢٠١٨، حيث كانت المحطة الأولى لسفرياتي كرحالة اقتصادية (وربما سائحة) ذلك الوقت، والتي بدأتها من تايلاند. قضيت فيها أربعة أيام، شعرت بأنها أطول من اللازم، فغادرتها إلى منطقة أكثر هدوءاً منها. نظرتي الأولى عنها لم تكن جيدة أبداً، فهي مزدحمة، شوارعها متسخة، تكثر فيها الدراجات النارية، ومزعجة بشكل عام. لم تتغير النظرة كثيراً هذه المرة، لكنني أحاول تكوين فكرة مختلفة عنها هنا. وبما أنني أزورها الآن بشكل مختلف، وأقيم فيها، رحالة رقمية في تايلاند، معظم اجتماعات العمل تُدار في بانكوك اسبوع أو أكثر، فأقيم في شقق فندقية. وأعمل في مقاهيها أو مكاتب العمل المشترك، عن بعد. وحينما تحين الفرصة أسافر وأتنقل ما بين المدن والجزر بناء على الطقس. وربما سيكون من اللائق أن أحكي القصة من البداية!

ترتيبات السفر إلى تايلاند

إن كنت مشتركاً في النشرات البريدية (رسائل السفر) فستعلم أنني قضيت ما يقارب الشهرين لأتمكن من مغادرة ماليزيا إلى تايلاند. كانت الإجراءات -من الحكومة التايلاندية- بسيطة وواضحة للغاية. تقدمت في أغسطس ٢٠٢١ بطلب تأشيرة من السفارة، ثم تقديمها للموقع المخصص والحصول على مستند COE، مرفقاً معها حجز مؤكد لتذاكر الطيران، وفندق الحجر الصحي، وتأمين صحي بما لا يقل عن ١٠٠ ألف دولار. أتممت كل هذه الأمور خلال ٣ أيام فقط.

كان التعقيد الأكبر يتمركز حول السماح لمغادرة ماليزيا نفسها، خاصة مع تقديم مستنداتي كاملة لوزارة الخارجية، ومهاتفة مَن أعرف. تخيل أنني لم أحصل عليها إلا في أكتوبر، حينما قدمت مستنداتي مباشرة في مكتب بوتراجايا!

بانكوك تايلاند رحالة رقمية السفر

على سفر مرة أخرى

أقمت في ماليزيا اضطراراً بعد عودتي إليها في بداية ٢٠٢٠، وظننت أنني سأغادرها، كما ظن الكثير من المسافرين أنهم سيكملون حياتهم بالشكل الطبيعي. تخيل شكل الحياة، وأن تكون مدون سفر خلال الجائحة.

ولأنني لست متعلقة بشكل كامل بالحياة في كوالالمبور؛ تمكنت خلال الشهرين الاستعداد لترك المدينة بشكل كامل. تماماً في نفس الفترة التي قدّمت فيها طلب مغادرة ماليزيا، كجزء من الاستعدادات. رتبت أموري المالية بشكل أفضل، وأخبرت عملائي بأنني سأغادر ماليزيا، فتصبح التحويلات البنكية مختلفة. ثم أنهيت عقد منزلي المستأجر، والذي كان ماله متفهماً جداً، وبما أنني أيضاً كنت مستأجِرة جيدة.

بقيت الأمور الأقل تعقيداً، حوّلت ملكية خدمة الانترنت لأخي، وأنهيت كل الاشتراكات الأخرى مثل توصيل الطعام. والأهم، بِعت كل زرعاتي ونباتاتي المنزلية التي جمعتها خلال ١٤ شهراً، أوكلتها مرة واحدة للمشتل الصغير الذي كان يجلب لي النباتات. أما ملابسي وأدوات السفر الأخرى فلم تكن ذات معضلة أبداً؛ وضعت ملابس الشتاء في حاوية مخصصة، والملابس الأخرى التي كنت أرتديها في حفلات كوالالمبور. أما الأوراق الرسمية والصور القديمة فوضعتها كلها في صندوق بلاستيكي، ليحتفظ بها أخي.

حقيبة السفر كلها جاهزة، ملابس السفر، ملابس العمل، أدوات العناية الشخصية، أحذية مريحة، ويمكنني خلال ساعتين حزم حقيبتي كاملة.

كيف يبدو الاستقرار في بانكوك

لماذا بانكوك أو تايلاند؟

ببساطة؛ لأنها الأسهل في السفر بعد الجائحة وخلالها. بحثت كثيراً في قائمة الدول الآسيوية التي تسمح بدخول السائحين، وتمنحهم تأشيرات سفر طويلة المدى مع إمكانية تجديد التأشيرة إن تطلب الأمر. كانت إندونيسيا في القائمة، لكنها معروفة برداءة الخدمات الصحية بشكل عام. ثم فيتنام، وكمبوديا ولاوس، لكن لم تكن أياً منها تسمح بدخول السائحين بعد، والتنقل فيها صعب نوعاً ما، والخدمات الصحية في الأخيرتين أسوأ من إندونيسيا، حسب ما رأيت. كوريا الجنوبية كانت في قائمتي أيضاً، لكنها كانت ما بين اضطراب وارتفاع في عدد الحالات، ولم أزرها سابقاً

لم تكن الإقامة في ماليزيا حتى نهاية العام صعبة علي، لكنها لازالت تمنع دخول السائحين أو تعقد دخول أصحاب الأعمال الأجانب، والذين غالباً ما تكون اجتماعات العمل متعلقة بهم. استحقت تايلاند الصدارة بين دول جنوب شرق آسيا في التغلب على مشاكل الحدود، وبدأت برنامج Phuket Sandbox منذ منتصف العام، والذي سهل دخول أصحاب الأعمال أيضاً. جاء ذلك بالتزامن مع انخفاض أسعار الفنادق ورحلات الطيران. كما أن الإقامة لفترة طويلة ولو في جزيرة مثل بوكيت ليس أمراً سيئاً للغاية.

أسبوع من الحجر الصحي

أسبوع من الحجر الصحي

بدأت الرحلة من كوالالمبور على متن شركة الطيران السنغافورية، فلم تكن هناك رحلات مباشرة بعد بين كوالالمبور وبانكوك. نعم، كان علي السفر جنوباً إلى سنغافورة والانتظار لأربع ساعات، ثم السفر شمالاً إلى بانكوك. وصلت مساءً؛ محمّلة بكل المستندات المتعلقة بالسفر: تصريح الخروج من ماليزيا، شهادة التطعيم المكتملة بجرعتين، تأشيرة دخول تايلاند، مستند COE، تأمين السفر الشامل مصروفات كوفيد-١٩، حجز فندق الحجر الصحي لمدة سبعة أيام. مررت بالكثير من موظفي المطار، وموظفي المراقبة الصحية للتأكد من سلامة مستنداتي. ثم سئلت عن حجز الفندق بعد الحجر، والذي لن يسمحوا لي بمغادرة المطار بدونه، حجزته بسرعة على موقع أقودا، مع إمكانية الإلغاء. بعدها منحوني في مطار بانكوك الدولي تأشيرة تسمح بالإقامة شهرين في البلاد.

بعد ذلك؛ اصطحبني سائق خاص إلى الفندق، مرتدياً بدلة صحية ومغطى بالكامل. أعتقد أنني وفقت في اختيار الفندق؛ الغرفة واسعة، مع شرفة مطلة على جزء من المدينة، ومكانٍ مناسب للجلوس والعمل. لم تكن الوجبات سيئة للغاية؛ خيارات الإفطار العالمية، وغداء وعشاء منوع ما بين الطعام التايلاندي أو العالمي. عليك فقط إخبارهم عن حساسيتك تجاه أطعمة معينة أو رغبتك في قوائم صحية مختلفة. في اليوم الثاني والخامس يأتي موظف من المستشفى لعمل فحص PCR آخر للتأكد من سلامتك. بينما أنت على اتصال دائم مع ممرضة، تتابع درجة حرارتك كل يوم صباحاً ومساءً. كان يُسمح لنا أيضاً الخروج من الغرفة يومياً لساعة كاملة، إما للمشي حول الفندق في مسار قصير، أو ممارسة الرياضة.

بعد انتهاء مدة الحجر

يزودك الفندق بعد انتهاء فترة الحجر بمستند (يسمونها شهادة) يوضح التزامك بفترة الحجر. احتفظ بهذه الأوراق، فستُسأل عنها حينما تنتقل إلى الفندق المقبل أو تسافر إلى مناطق أخرى في تايلاند.

مدينة للسائحين والرحالة الرقميين

مدينة للسائحين والرحالة الرقميين

تتمتع بانكوك بكل الوسائل العصرية التي اعتدت عليها لتسيير حياتي في كوالالمبور. فهنا الكثير من الشقق الفندقية، وشقق التأجير الخاصة من AirBnb. الفارق بينها أن الفنادق هنا قد تكون أقدم من كوالالمبور، أو أن أعمال الصيانة فيها متأخرة كثيراً.

بعد الحجر، كان عليّ قضاء أسبوع كامل في المدينة لحضور عدد من الاجتماعات، والعمل. لم أرد غرفة فندقية عادية، فقد كنت بحاجة أيضاً إلى مساحة للعمل، ومطبخ صغير لتحضير قهوتي أو وجبة خفيفة، وخدمات أخرى مثل غسالة الملابس مثلاً. أردتها أيضاً محاطة بمجموعة من المطاعم، وفي منطقة آمنة يسهل الدخول والخروج منها إلى وسط المدينة.

اخترت على إثرها شقق ساثورون فيستا، تحت مجموعة فنادق ماريوت. وأعتقد أنه خيار شبه موفق. وجدت في هذه الشقق كل الأساسيات، إضافة إلى سعتها بشكل عام. ولكن، بما أنني من أول الواصلين فإن الفندق كان لايزال يمحو آثار الغبار والإغلاق لأكثر من سنة كاملة. كانت غرفتي في الدور الرابع والعشرين، مطلة على المبنى المجاور، ولا تزال عالقة بها رائحة الرطوبة وبحاجة إلى تنقية الهواء. لم يكن الإفطار متاحاً في الشقق الفندقية، بل المقهى المجاور، والذي يأتي بخيارات محدودة للغاية للإفطار غير المحلي.

من محاسن المنطقة أنها بالقرب من سوق Siloam Complex، والذي تتوفر به مجموعة كبيرة من المطاعم، سوبرماركت. كما أنه مربوط بمحطة BTS Saladaeng التي تسهل الوصول إلى مكانٍ في المدينة. وتحيط به محلات ومطاعم أخرى جيدة جربت معظمها. يمكنكم الوصول إليها عبر خريطة قوقل التي خصصتها لبانكوك.

Booking.com
بانكوك تايلاند شقق مقر الرحالة الرقميين أو السائحين

كيف يبدو الاستقرار في بانكوك؟

غادرت بانكوك بعد انتهاء اجتماعات العمل إلى جزيرة بوكيت، والتي قضيت فيها ٣ أسابيع تقريباً. احتجت إلى تغيير الأجواء وتوجهت إلى الشمال قليلاً حيث مدينة تشيانغ ماي، المدينة المفضلة لدي، ومدينة الرحالة الرقميين في تايلاند. سأحكي تجربتي عنهما في التدوينات القادمة.

عدت بعد ذلك إلى بانكوك لمجموعة أخرى من الاجتماعات لأسبوع، كانت الخطة الأساسية أن أغادر مباشرة إلى جزيرة كوه سامواي للغوص وقضاء بعض الوقت للراحة. لم تكن الأجواء مساعِدة أبداً مع موسم الأمطار المتواصل، والفيضانات التي مرت بها المنطقة، فقررت تأخيرها لأسبوع آخر. قضيت هذا الأسبوع بين فنادق بانكوك، في منطقة ساثورن التي اعتدت على الخدمات المتوفرة بها، والمطاعم المحيطة. لم تكن أياً من الأمور السياحية مهمة بالنسبة لي، فقد قررت هنا لقاء مجموعة من الأصدقاء، والرحالة الرقميين، والبحث عن شقق مناسبة للإقامة لفترات طويلة، شهرية مثلاً.

ولسبب ما لم أفهمه بعد، يبدو أن بانكوك ستكون مستقري خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة أيضاً، بعد العودة من جزيرة ساموي. على الرغم من ميولي الكبير نحو مدينة تشيانغ ماي حينما يتعلق الأمر بالاستقرار في تايلاند، إلا أن السفر الدولي لايزال يستلزم المرور ببانكوك.

شقق فندقية أم شقق AirBnb؟

مررت قبل أسبوع بشقة ستوديو صغيرة تسكنها صديقة تايلاندية، بتكلفة إيجار تصل إلى ١٥ ألف بات. المشكلة أنها كانت أصغر بكثير من الغرف أو الشقق الفندقية التي سكنت بها. وحتى الشقق التي بحثت عنها على موقع AirBnb، وبحدود السعر ذاته لا تكبر عن تلك الشقة. أعلم أنني لا أحتاج إلى مساحات كبيرة للسكن خلال الأشهر الماضية، فلن أكون مستقرة بالكامل، ولكنني لا أريد السكن في علبة كبريت. ناهيك عن التكدس السكاني غريب حول ناحية معينة من النهر، وربما محطات القطار. لذلك أفكر جدياً في البحث عن بيوت أبعد بكثير عن وسط المدينة، حيث يمكن الوصول إلى وسط المدينة خلال نصف ساعة، لكن تزال بمنطقة هادئة.

إن كنت تعرف أياً من هذه المناطق، أو تود ترشيح مناطق سكنت بها مطولاً، فرجاء أخبرني.

أي المدن التايلاندية زرت في ٢٠٢١؟

أقمت في تايلاند بشكل عام من أكتوبر ٢٠٢١ حتى فبراير ٢٠٢٢. هي أطول فترة قضيتها فيها، للعمل وزيارة بعض المدن أو الجزر السياحية، ولقاء الأصدقاء. يمكنك هنا قراءة الأدلة للمدن التي زرتها في هذه الرحلة:

هل تخطط لزيارة تايلاند؟ اطلع على صفحة المناطق السياحية في تايلاند 

Deprecated: preg_split(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in /home3/aqadahbl/public_html/wp-includes/formatting.php on line 3506

أسما قدحAuthor posts

Avatar for أسما قدح

Malaysian Travel Blogger on #TRLT. En-Ar Translator & Content Writer | مدونة ومترجمة ماليزية رحالة في الطرق الأقل سفراً

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *