لا أسافر عدم السفر كوفيد-١٩

لا أسافر عدم السفر كوفيد-١٩


لا أسافر يعني أن هناك أمراً ما خطأ. هذا على الأقل ما يُشعِرني به أصدقائي حين أمكث فترة طويلة في كوالالمبور، خاصة وأنهم يعرفون أن سفري يعني أنني مازلت على قيد الحياة. يبدو الأمر مبالغاً فيه حينما أقول هذا الآن، ولكن جزءاً منه حقيقي. عدم السفر وعودتي الأخيرة إلى كوالالمبور كانت بهدف الاستراحة لشهر واحد، ثم الانطلاق إلى جنوب أفريقيا.

وضعت خطة مبدئية تسير على هذا المنوال: الراحة لمدة أسبوعين، التحضير لعيد ميلاد دانة، ثم السفر مباشرة. عودتي إلى كوالالمبور تعني حضور مناسباتٍ اجتماعية وعمل غالباً. وهذا يعني معرفة الكثيرين ممن أعمل معهم في المجال السياحي بخبر عودتي. بدأت تصلني مشاريع سياحية تتطلب بعضاً من التركيز، وهذا ليس بسيء. ثم ظهرت في الأرجاء أخبار فايروس كوفيد-١٩، ولم أعِره اهتماماً كبيراً. لم تتأثر ماليزيا بشكل كبير بعد، وبدأت فعلياً في الترتيب لبعض من المشاريع الصغيرة. ثم جاء عيد ميلاد دانة في ثالث أسبوع من فبراير، حدثت ظروف عائلية، واضطررت للجلوس أكثر. حتى بدأت الأعداد تتزايد من حول ماليزيا، ثم تدحرجت الكرة بشكل لم أستطع تخيله.

لا أخفي عليكم، كنت فعلياً أخطط تلك الفترة لترك كوالالمبورأخطط تلك الفترة لترك كوالالمبور إلى مكانٍ ما، لكنني استغرقت وقتاً طويلاً في دراسة أي المناطق أكثر أماناً الآن. حتى أصبحت فكرة السفر للخارج مقامرة بالحياة.

عدم السفر

هل حب السفر (Wanderlust) هو النسخة الأخرى من Fernweh؟

مصادفة، وقعت عيني على مقالة بعنوان: وجع السفر الذي لا يمكنك ترجمته. تتحدث المقالة عن أصل كلمة Fernweh الألمانية، ككلمة غير قابلة للترجمة إلى الإنجليزية (أو ربما أي لغة أخرى). إنها تعني الشعور العارم بالرغبة الملحّة لمغادرة الموطِن. تشير إلى التوق لزيارة الأماكن الأكثر دفئاً حيث الشمس، وأشجار النخيل، وأشجار الليمون وبطريقة حياة مختلفة، أكثر راحة وأقل روتيناً. لفهم أهمية “Fernweh” بشكل حقيقي، علينا أن ندرك تماماً أنه يعني الانفصال التام عن المجتمع المنظم والحياة اليومية التي يعيشها الألمان. وكان السبب في ذلك هو الهروب من جمود المجتمع الذي نشأوا فيه.

هل مررتُ بتجربة تحكي هذا الشعور؟ حدَث عام ٢٠١٨ حين قررت ترك كل شيء.، ومازال يحدث لي الآن! وربما مررتَ أنت بهذا الشعور دون أن تدركه. في بحث أكاديمي بعنوان: في الموطن لكنه خارجه، اثنوغرافيا ذاتية انعكاسية، تشرح كريستيان ألسوب الفرق بين حب التجوال (Wanderlust) و Fernweh: “إن حب التجوال (Wanderlust) بالإنجليزية يعبر عن الشوق للمغادرة. ولكنه لا يزال في إطار السياحة أو السفر القصير لمدة أسبوع أو أسبوعين من المغامرة . في المقابل، فإن المعنى الألماني يحدد أفقاً أبعد، إلى حد يصبح فيه المكوث في الموطن خانقاً ومثبطاً. التوق لترك صحراء المألوف، متطلعين إلى بيئة جديدة بحماس لنختبر اتساع أفقنا واستكشاف جوانب من هويتنا التي تركناها في موطننا.

عدم السفر

كيف تبدو الحياة بدون سفر؟

من الصعب إنكار متعة السفر، إنها تجربة مفضلة للكثيرين. قد يكون السفر بالطبع أمراً مكلفاً للغاية، أو ليس من السهل دائماً تخصيص وقت لذلك. وحتى المسافرين بشكل دائم -كما يحدث لي- يحتاجون أحياناً إلى استراحة. سواء كان ذلك طوعاً أو نتيجة ظروف خارجية، كتضاؤل الميزانية مثلاً. السفر أمر جميل فعلياً، ولكنه صعب أيضاً على جسمك وميزانيتك.

في المقابل، إن كنت مصاباً بـ: دودة السفر، فإن البقاء عالقاً في بلدك أو منزلك خارج إرادتك أمر مزعج تماماً. اسألني عن هذا الشعور، إنه سيء للغاية. عدم السفر يجعلني أحتاج إلى مهادنة نفسية مع كوالالمبور. أصبح حين لا أسافر لا يهمّني الآن أين أذهب، بالقدر الذي يهمني أن أكون خارج كوالالمبور. لذلك، إن كنت تتوق إلى السفر ولكنك لا تراه قد يحدث قريباً، فلربما يمكننا أن نأتي ببعض الحلول هنا!

ماذا أفعل حينما لا أسافر؟

تعلم لغة حين لا أسافر

الاستمرار في تعلّم لغة جديدة

عدت إلى بيتي في موسبورغ خلال نوفمبر ٢٠١٩ لاستكمال دراسة الألمانية. لكن، حدثت ظروف أجبرتني على تأخير ذلك. ثم كان من المفترض أن أكون في ألمانيا هذه الأشهر لغرض دراسة اللغة. ومجدداً، أصبح عليّ تأجيل إقامتي هناك بسبب الأحداث الحالية. لذلك، وبما أنني بدأت تعلمه فعلياً بنفسي، قررت الانخراط في دورة الكترونية. سجلت مجدداً في نفس المعهد الذي التحقت به في ميونخ. هناك دورات رسمية ومعترف بها من الحكومة الألمانية تقدم على الانترنت. ستجدها غالباً في موقع السفارة الألمانية لدى بلدك.

الانغماس في لغة جديدة (أو لغة درستها سابقاً) تُلهيني قليلاً عن فكرة عدم السفر. قد يلهيك هذا الأمر ويرشدك إلى طريقة التفكير المختلفة التي تتوق إليها أثناء اكتشاف مكان جديد. بشكل ما، تعد دروس اللغة طريقة رائعة للسفر بدون ركوب الطائرة. وبالنسبة للغات الشهيرة كالفرنسية والإسبانية، سيساعدك تعلمها على التواصل مع غير الناطقين بلغة بلدك، ويعيشون فيها. حين لا أسافر فإنني أنغمِس أيضاً في مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى بودكاست بلغة أخرى. في البيت الآن، نناقش الأحداث اليومية المعتادة بالألمانية. وحين يصعب الأمر نعود إلى الإنجليزية مثلاً. اعتدت على تداخل اللغات على كل حال. سيكون من الجيد مناقشة الأحداث الجارية مع صديق يتقن تلك اللغة التي تتعلمها. سيساعدك هذا للمارسة فيما أنت في بيتك.

الصحة أثناء السفر

التعرف على المسافرين الآخرين

إن كنت تعرفني جيداً ستعرف أنني أحب مقابلة الآخرين دائماً، أحب سماع قصصهم ورحلاتهم. أفعل ذلك حينما أتنقل عبر القرى والمدن، وهذا سهل للغاية. لكنني الآن مرتبطة بأمر عدم التنقل في كوالالمبور، فكيف أقابلهم؟

وفّرت لنا التكنولوجيا حلولاً كثيرة في هذا الأمر. لازلت على اتصال مع أصدقائي الرحالة الرقميين الذين التقيتهم سابقاً. اختلف الأمر بأننا الآن نسأل عن بعضنا البعض وماذا يحدث في مدننا. وجدت أيضاً مواقع وتطبيقات يمكنني خلالها التقاء مسافرين أو رحالة رقميين آخرين حين لا أسافر. وهناك أيضاً مجموعات سفر وترحال كثيرة على فيسبوك جرّبتها قبل ٣ سنوات، قبل أن أحذِف حسابي فيه. مَن يعرف، قد تجد صديق سفر جديد لمغامرتك القادمة! وحتى في ظروف أفضل مما نحن عليه الآن، ليس عليك حتى مغادرة منزلك لمقابلة زوار مدينتك. عدم السفر لا يعني أنك منفصل تماماً عن العالم الخارجي، يمكنك استضافتهم عبر AirBnB أو موقع وتطبيق Couchsurfing. جربت هذه الخدمة أيضاً لسنوات قبل سفري حين استضفت مجموعة من الرحالة الرقميين والمسافرين الذين استفدت من معلوماتهم، وأُتيحت لي فرصة لقاء أشخاص من جميع أنحاء العالم.

حين لا أسافر

تذوق المأكولات التي لم أجربها من قبل

دعني أخبرك مرة أخرى، لا أحب الطبخ، ولا أعرف أي أمر يتعلق به. لكنني أحب تناول الطعام واكتشاف المذاقات الجديدة منه. أجرّب الكثير من الأطباق والمأكولات خلال سفري. بداية من الأطباق العالمية المُعدَّة في بلدها الأصلي كالبيتزا في ميلان، وانتهاءً بالتماسيح في كمبوديا. تماماً مثلما يتعلق السفر بتوسيع الآفاق وعَيش تجارب مختلفة، ينطبق نفس المفهوم على الطعام. ولرسم صورة متكاملة وشاملة عن الدول والشعوب أجرّب ما يأكلون يومياً. المشاهدة وحدها لا تكفيني أبداً، بل عليّ التذوق وربما الاستمتاع. الطعام غذاء، وهو أيضاً وسيلة للتواصل بين البشر والتفاهم. تذوّق طعام شعب خلال السفر يعني أنني أهتمّ بالناس والثقافة والتاريخ.

هل تعتقد أنك على دراية جيدة بمأكولات من جميع أنحاء العالم؟ اختر تخصصاً إقليمياً، مثل أطباق المعكرونة الأقل شهرة من جنوب إيطاليا، أو الكاري الحار من شمال تايلاند، أو اللحم المقدد من جنوب أفريقيا. بدأت هذه الأيام مع عدم السفر بالتعرف على مطاعم غير محلية في كوالالمبور. وقد أفادني كثيراً الاستعانة بتطبيق Grab أو Food Panda لتوصيل هذا الطعام إلى البيت. لن تحتاج إلى كل هذا طبعاً إن كنت تحب الطبخ!

Booking.com
المساكن المشتركة

استرجاع ذكريات الرحلات السابقة!

ينشأ عن السفر المتواصل الكثير والكثير من الصور ومقاطع الفيديو، ولم أتمكن خلال تنقلي المستمر من ترتيب تلك الصور أو تحريرها. يعود ذلك إلى ضيق الوقت أو أن الانترنت ليس بجيد في المكان. وبما أنني لا أسافر هذه الأيام، والانترنت في بيتي ممتاز، فالعمل عليها سهل. عدت إلى حسابي في Google Photos الذي أستخدمه لتخزين الصور، قمت بتفنيد الصور حسب الدول التي زرتها، ثم المدن. عدت بعدها إلى كل مدينة ومحَوت المكرر منها، أو التي لم تكن بجودة ممتازة. تختصر عملية التنقيح هذه الكثير من الوقت مستقبلاً. سأعرف أي المواد التي يمكنني استخدامها لاحقاً في المدونة، والصور التي خصصتها أيضاً لتُطبَع كبطاقات بريدية. هناك أيضاً صور لعملائي الذين اتفقت معهم أنها مِلك لهم، هذا الأمر مفيد جداً حتى لا تختلط الأمور.

بدأت أيضاً تدوين يوميات السفر المصورة على انستغرام لرحلات ٢٠١٩. ساعدني هذا على استرجاع مشاعري حينما زرت تلك الأماكن، وساعدتني أيضاً على نشر الصور الكثيرة المتراكمة لديّ بلا فائدة.

وجدت كذلك خدمات طباعة الصور عبر الإنترنت مثل Canva، أو Blurb لترتيب صور الرحلات السابقة التي قمت بها. الجميل في الموقعين إمكانية تحويلها إلى كتب أو ألبومات مطبوعة، اعتبرتها هدية جيدة لبيت أمي هنا، خاصة وأنها تحب جمعها وتأمّل المناظر الطبيعية. إذا كنت ماهراً، ففكر في عمل كتيبات بأشكال سكرابوكينغ، أو التذكارات كفواصل الكتب، ستكون شكلاً جميلاً للذكريات السعيدة.

أفلام، بودكاست وكتب ملهمة عن السفر

لدي قائمة طويلة من الكتب التي أردت قراءتها خلال سفري. مجموعة من مكونة من الكتب الملهِمة عن الحياة وتجارب الآخرين. لكنني لم أجد وقتاً كافياً للقراءة مع كثرة التنقل وقلّة النوم والراحة. هناك أيضاً كتب مطبوعة اشتريتها سابقاً في كوالالمبور، ولم أستطع حملها معي. وبما أنني لا أسافر الآن، فالقراءة هذه الأيام مريحة للغاية. إنها تأخذني بعيداً عن سمة القلق التي تحيط بالأجواء. يسعدني جداً قراءة كتب تنقلني إلى وجهة جديدة. عدت للانغماس في القراءة العميقة وتناسي ما يحدث في الشبكات الاجتماعية. أنهيت مؤخراً كتاباً عن تجربة ٨ سيدات في القطب الجنوبي.

حينما أقوم بأعمال المنزل؛ أستمِع إلى قنوات بودكاست متنوعة عن السفر والحياة. هذه قائمة بأفضل البودكاست التي مازلت أتابعها:

أفلام السفر كثيرة ومتنوعة! عدت إلى مشاهدة بعضٍ منها خلال الأيام الماضية. سأوصيك هنا بمشاهدة فيلم: The Way، أحد أكثر الأفلام التي كان لها تأثير في حياتي.

أسما قدح asma Qadah

إتقان نشاط يمكنني الاستمتاع به خلال السفر

هل أنت معتاد على التسلق أو المشي في المدن أو الغوص؟ لا يمكنني فعل أي من ذلك حين لا أسافر. لا يمكنني ممارسة الغوص الحُر هذه الأيام، لكنني مستمرة على تمارين التنفس العميق يومياً. صديق مقرّب طلَب مني بداية شهر مارس المساهمة في تصوير سلسلة مغامرات على نتفلكس. تركز السلسلة على ركوب الأمواج بالطائرة الورقية (Kitesurfing – إن صحّت الترجمة) حول العالم، وكان عليّ إتقان هذه الرياضة في غضون٣ – ٤  أسابيع حتى يمكنهم تصوير تجربتي. لكن، وكما ترى، فالأمر مستحيل طبعاً. الحل الوحيد هو أن أتمرّن الآن لتقوية الظهر وعضلات الحوض.

كان البديل هو العودة إلى ممارسة اليوغا. أتّبع الآن سلسلة HOME على يوتيوب بتمارين يوغا لمدة ثلاثين يوماً. وحتى لا أتكاسل، فإنني أنشر يومياً مقطعاً على حسابي بإنستغرام لكل يوم. إنه اليوم التاسع حتى الآن، وأرى تقدماً جيداً في استعادة لياقتي. سعيدة بهذا الأمر في الحقيقة، خاصة وأنني كنت أمارس اليوغا منذ ٢٠١٣، وانقطعت عنها خلال الترحال.

أحمل معي مجموعة من مطاطات Resistant Band في حقيبة سفري. عدت لاستخدامها مرة أخرى منذ أسبوع لتمارين الذراعين، الفخذ والساقين. يفيدني هذا الأمر بما أنني لا أحتاج إلى أية أثقال، كما أنها لا تحتاج إلى مساحات واسعة للتمرين. تعرف ما المدهش في الأمر؟ أنه يمكنني ممارسة هذه التمارين في أوقات استراحتي من الكتابة؛ أقف خلف طاولة الكتابة وأقوم بالتمارين التي أعرفها جيداً. عشرون دقيقة، أكون قد شاهدت فيها حلقة من مسلسل قصير، وأنهيت تمارين للذراعين!

الصحة أثناء السفر

اعتنِ بصحتك وراقب ما يحدث في جسدك

أعيش على نمطٍ شبه صحي معظم العام، وأعرف -بعد كثير من التجارب السيئة- ما الذي يمكنني هضمه، وأتبع نظاماً غذائياً عدّلته مرات مع التغيرات الجسدية التي أمر بها. تشمل القائمة الحالية: الكثير من الخضروات الورقية وغيرها، الكثير من الفواكه غير السكرية، القليل من النشويات، مع خلوّها من المنتجات البقرية. كل هذا مع مساحة محددة للأكل من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الثامنة مساءً. هذا النظام الغذائي خفيف ومريح للغاية خلال سفري. ولأنني -مرة أخرى- لا سافر حالياً بسبب أحداث كوفيد-١٩، قررت اختبار تحمّل جسدي بطريقة أخرى هذه الأيام.

كيف؟ قللتُ الساعات المتاح لي فيها الأكل من ثمانية ساعات إلى خمس ساعات. سأسير على هذا المنوال لمدة أسبوع. ثم أُنقِص ساعة أخرى في الأسبوع التالي. وآخر في الأسبوع الذي يليه. حتى أصِل إلى ٢٤ ساعة كاملة بلا أكل. لمَ؟ لا شيء مهم هنا، مجرد التعرّف على التغيّرات الجسدية والنفسية التي أمر بها في ظروف كهذه. إضافة إلى اختبار تحمّلي بناء على قواعد البقاء على قيد الحياة.

ألهمني “هيلتون”، أحد أصدقائي، لخوض هذه التجربة. فهو يتّبع منذ سنوات نظام تخطّي الوجبات (Intermittent Fasting) مثلي. لكنه يضيف عدم الأكل نهائياً لمدة ٢٤ ساعة مرة أسبوعياً. ثم ٤٨ ساعة متواصلة مرة شهرياً. يتبع هذا النظام منذ سنوات، ورغم سفره المتواصل أيضاً منذ سنتين.

عدم السفر

الاعتناء باحتياجات السفر المستقبلية

أتاح لي عدم السفر إنهاء بعض الأعمال الروتينية. تجديد جواز السفر ليس أمراً مثيراً عادة، ولكن تجديد وثائق السفر قبل الرحلة القادمة أفضل من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة. سينتهي جواز سفري بنهاية العام الحالي، ولا يمكنني السفر على كل حال بدون تجديده. قمت أيضاً بإصلاح شاشة كمبيوتري التي كُسِرت في مطار القاهرة. اقتنيت بطاقات ائتمان السفر بأميال المكافآت. أجريت بحوثاً متواصلة لشركات تأمين السفر بديلاً لما لدي. وأعددت حزم أدوات، وجمعت ما يمكنني استخدامه في الرحلات القادمة.

لا أسافر إلى المناطق الباردة إلا قليلاً. لهذا جمعت ملابس الشتاء في كيس كبير مضغوط وتركته في بيت أمي هنا. رحلاتي القادمة ستنحصر غالباً في المناطق الدافئة والمغامرات البحرية. لذلك؛ جهّزت أدوات الغوص الحر التي سأحملها معي. ورتبت أيضاً معدات تسلّق خفيفة وممتازة. وأخيراً؛ أعددت قائمة بالأدوات والملابس التي أملِكها الآن. يساعدني هذا الأمر على الأقل لمحاولة التفكير في تحسين ممتلكاتي. حقيبتي في الحقيقة جاهزة للسفر، وهذا ما أريد الحفاظ عليه دائماً.

فكرة “ألا تفعل شيئاً”

منحتني تجربة عدم السفر مجالاً للتفكر في هذا الأمر. كانت الفترة ما بين نوفمبر إلى يناير مزدحمة جداً؛ سافرت خلالها إلى ألمانيا، تركيا، مصر، سلطنة عمان، فرنسا، سويسرا، ثم إيطاليا. كان الأمر مُجهِداً عقلياً وجسدياً للغاية. لذلك جاءت فكرة العودة والاستراحة في كوالالمبور. أعلم أنني حين أعود إلى كوالالمبور أفقِد الرغبة في الخروج من البيت.

الأحداث المحيطة بنا هذه الأيام محبِطة، أتفهّم ذلك جيداً. وهذا يعني أنك غير مجبرٍ دائماً على فعل أي شيء خلال اليوم لمجرّد أن عليك البقاء في بيتك. دعِ الملل يتسرّب إلى داخلك، هذا الأمر ليس سيئاً أبداً، واعطِ نفسك فرصة للتساهل بروتينك اليومي المتسارِع. ما الذي يعنيه أن تبقى في سريرك إلى ما بعد العاشرة صباحاً؟ خذ قسطاً كبيراً من الراحة للتخفيف عن نفسك وجسدك، لقد عمِلت وسعيت كثيراً في السنوات والشهور الماضية. اعتنِ بنفسك..

أسما قدحAuthor posts

Avatar for أسما قدح

Malaysian Travel Blogger on #TRLT. En-Ar Translator & Content Writer | مدونة ومترجمة ماليزية رحالة في الطرق الأقل سفراً

1 تعليق

  • السفر عشق لايفهمه الا محبى التغيير فهووقود للتجديد البدنى والذهنى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *