للوهلة الأولى، تبدو فكرة السفر المستمر والتنقل من بلدٍ لآخر بينما تعمل عن ممتعة، وهي بلا شك كذلك! ولكن، بعد العيش لأكثر من خمس سنوات كرحالة رقمية، أؤكد لك أن لها -ككل شيء في الحياة- وجهين. وغالباً ما نتجاهل الوجه غير الممتع لنا. إنك تسافر حول العالم، وتلتقي بأشخاص جدد، وتؤدي عملك من أي مكان. ولكن، من السهل أن تتجاهل صحتك أثناء السفر المستمر بسبب كل الإثارة والمتعة التي تعيشها. وكوني رحالة رقمية، فمن المهم لي الحفاظ على صحتي، وتجاهلها قد يؤدي إلى الكثير من العواقب التي أمكنني تفاديها. ولست هنا أتحدث عن حياة صحية جسدية فقط، بل العقلية أيضاً، فهناك أيام أشعر فيها بالتعب والإرهاق، وانخفاض الانتاجية. وفي أحيانٍ كثيرة يكون المرض مكلفاً، وعلى الرغم من وجود تأمين الرحالة الرقميين وفوائده الكثيرة، قد تكون المرافق الصحية في الدولة التي أسافر بها سيئة. وهو ما يؤثر بشكل عام على ممارسة هواياتي والاستمتاع بالمكان، وبالطبع، تأدية عملي.
نصائح لعيش حياة صحية كرحالة رقمي
تبدو حياة الرحالة الرقميين حلماً للكثيرين، وقد يعيشها البعض فعلياً. حيث يمكنك السفر إلى وجهات سفر جديدة، وعيش تجارب والثقافات المختلفة بشكل مباشر، وصنع ذكريات قيمة. لكن السفر الدائم قد يكون له تأثير سلبي على صحتك، فالعيش من حقيبة السفر، والسفر المتكرر، والتنقل بين أماكن مختلفة قد يُخلّ بروتينك ويصعّب الحفاظ على نمط حياة صحية. ولهذا جمعت بعض النقاط التي ستساعدك في تفادي الإخلال بحياتك الصحية، بناء على ما تعلّمته في السنوات الماضية. خاصة وأنني تنقّلت في دول لا يسافر إليها الرحالة الرقميون غالباً، أو دول لا يمكنني الوثوق بخدماتها الصحية.
لحياة صحية، اعطِ أولوية للنوم
لا أعرف كيف للبعض السهر كل ليلة، وممارسة يومهم بشكل عادي. النوم أمر حيوي للحياة الصحية العامة ورفاهيتك، وقد يكون أكثر أهمية بينما تسافر طوال العام. فمن المحتمل أن تكون رحالة رقمياً، وتتنقل بين المناطق الزمنية وتتأقلم مع الأجواء الجديدة. وهو ما سيؤثر بشكل أو بآخر على جسدك، مثل الإرهاق والقلق، وصعوبة النوم، وعدم الإنتاجية. لذلك، عليك إعطاء الأولوية للنوم أثناء السفر، فالحفاظ على صحتك الجسدية والعقلية بالإضافة إلى التحفيز والتركيز والوعي عندما تكون مسافراً دائماً، يعتمد على الحصول على نوم جيد. فكيف يمكنك فعل ذلك؟
- حافظ على روتين يومي: حافظ على جدول زمني بغض النظر عن مكان وجودك، واضبط المنبه في نفس الوقت كل يوم. فبذلك تساعد جسمك على التأقلم مع المنطقة الزمنية الجديدة وخلق روتين جيد للنوم.
- إنشاء بيئة مناسبة للنوم: تأكد من أن غرفة نومك هادئة وباردة ومظلمة إن كنت بحاجة إلى ذلك للنوم جيداً. واستخدم سدادات الأذن أو آلة الضوضاء البيضاء لتقليل الإزعاج في هوستيل أو فندق صاخب.
- استثمر في معدات نوم عالية الجودة: فكر في شراء وسادة عنق ناعمة للسفر، وبطانية مريحة، وقناع نوم لحجب أي ضوء. إضافة إلى التطبيقات المساعدة للنوم ومراقبته، فالكثير منها مفيد.
- تجنب المنشطات قبل النوم: يؤثر شرب المنشطات مثل الكافيين والكحول قبل النوم على نومك. وبدلاً عن ذلك، تناول شاي الأعشاب أو الحليب الدافئ، لتهدئتك وتسهيل نومك.
مارس الرياضة بانتظام لحياة صحية
ليس الهدف هنا هو إنفاق الكثير من الوقت والنقود لبناء عضلات، إلا إن أردت ذلك طبعاً! لكن الهدف منه هو الانتظام على روتين سهل خلال تنقلك بين المدن كرحالة رقمي، أو مجرد مسافر مستمر للعمل. فغالباً ما يصعب ممارسة الأنشطة الرياضية أو الجسدية خلال السفر، ولكن إعطاء الأولوية للتمرين يُبقيك يقظاً طوال اليوم، ويقلل من مستويات التوتر، ويعزز رفاهيتك العامة. ولا تقتصر الأنشطة الرياضية على رفع الأثقال وحدها -طبعاً- حيث يمكنك ممارسة أي نشاط جسدي آخر. فمثلاً:
- استفد من البيئة المحيطة بك: اجرِ أو امشِ في حديقة الحي أو الشاطئ. أو استأجر دراجة وتجوّل بها في المدينة بدلاً من ركوب التاكسي. وإن كنت تعيش بالقرب من بحيرة أو شاطئ، فيمكنك تجربة الأنشطة المائية مثل التجديف بالكاياك أو السباحة.
- اجعلها عادة يومية: جعل التمرين عادة يومية هو المفتاح لتكون جزءاً من يومك وجدولك. حدد لنفسك هدفاً أسبوعياً لممارسة الرياضة، وكافئ نفسك حينما تحقق هذا الهدف.
- مارس تمارين وزن الجسم: لن يمكنك حمل أي أجهزة رياضية بما أنك تعيش من حقيبة سفرك طوال العام. ولكن، يمكنك ممارسة التمارين التي تعتمد على الجسم، سواء في غرفة الفندق، أو الهوستيل. وستجد الكثير من المقاطع على يوتيوب أو التطبيقات المساعدة.
- خذ درساً في اللياقة البدنية: تقدم العديد من الصالات الرياضية واستوديوهات اللياقة البدنية دورات تدريبية بدون حجز مثل اليوغا، أو البيلاتيس أو الدراجات الثابتة. وفي أحيانٍ كثيرة، تقدم الهوستيل دروساً في الرقص، أو زومبا بأسعار رمزية. ومهما كانت الدروس، ستساعدك في مقابلة مسافرين آخرين يشاركونك اهتماماتك.
تناول طعاماً صحياً
من المغري تجربة الأطباق والأطعمة الجديدة خلال سفرك. وأعترف بأنني أتكاسل دائماً عن الطبخ بنفسي، وأفضّل تناول العشاء غالباً في مطاعم جديدة أستكشفها أينما كنت. وهذا ما يجعل الحفاظ على نظام غذائي صحي صعباً، خاصة حينما تكون رحالة رقمياً لسنوات. ولكن، لأهمية الأمر، وكوني أعاني من حساسيات كثيرة للأكل، كان عليّ إعطاؤه الأولوية، للحفاظ على صحتي. كما أن النظام الغذائي المتوازن يعزز المناعة، ويقلل من الوعكات الصحية أو يقلل من فرص الإصابة بأمراض مزمنة. ولهذا حرصت على فهم أساسيات النظام الغذائي الصحي والمتوازن، ومعرفة ما يمكنني تناوله أو لا، لتفادي أي مشاكل.
- ابحث عن الأسواق المحلية والسوبرماركت خاصة التي تبيع بدائل الأطعمة الصحية، ومن الأفضل أن تكون محيطة بالفندق أو الشقق التي تستأجرها. وربما حمل بعض الأطعمة المجففة غير القابلة للتلف في حقيبة سفرك المشحونة، مثل المكسرات والبذور وحتى الفواكه المجففة كوجبات خفيفة.
- اشرب الكثير والكثير من الماء! لا يمكنني التأكيد كفاية على هذا الأمر، سواء كنت تسافر في أجواء باردة أو لا تمارس الكثير من الأنشطة الجسدية في اليوم. احمل معك قارورة قابلة للتعبئة وضعها أمامك دائماً لتتذكر شرب الماء أينما كنت. ولا تنس تقليل استهلاكك للكحول و/أو الكافيين، فتناول كميات كبيرة منها تؤدي إلى زيادة الجفاف.
- جرّب المأكولات المحلية: إنها إحدى الأسباب التي تدفعني للسفر لأي مكان! فتجربة وجبات ونكهات مختلفة عند السفر ممتعة للغاية، ولا أفهم مَن يسافر لأي بلد ويتناول ماكدونالدز. جرّب الأسماك أو اللحوم المشوية، أو السلطات أو الوجبات النباتية كلما جربت مطعماً محلياً.
- أعدّ وجباتك بنفسك: حسناً، إنني مذنبة في هذه النقطة، فنادراً ما أطبخ وجباتي بنفسي خلال السفر الفردي. ولكن، بما أننا نقيم الآن في موريشوس، وتناول الوجبات في المطاعم يومياً مرهق مادياً، فأصبحت أعد الطعام في البيت. وهو ما يساعدني في التحكم بالمكونات وضمان نظام غذائي صحي ومتوازن.
احمِ نفسك من الشمس!
إن كنت مثلي، تسافر في مناطق مشمسة، وتفضّل البقاء على الشواطئ أو الجزر، فقد تكون بشرتك في خطر. العيش كرحالة رقمية في هذه المواقع ممتع للغاية، ويمكنني خلالها ممارسة الغوص أو تعلمه، إضافة إلى التخفف من الملابس قدر الإمكان. فبينما قد يكون الاستلقاء تحت أشعة الشمس أمراً ممتعاً، إلا أنه من الضروري حماية بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية. وفي الحقيقة، إنني مذنبة هنا أيضاً، ولكنني في الحقيقة أستعيض عن واقي الشمس بزيت جوز الهند، ولا يعني هذا أنه مفيد أصلاً.
- ضع واقي الشمس: حيث يعد من أبسط الطرق لحماية بشرتك من أشعة الشمس. وإن كنت ستبقى في الخارج لمدة طويلة، فاستخدم واقٍ من الشمس لا يقل عن SPF 30، كل ساعتين.
- ارتدِ ملابس واقية: أختار شخصياً قمصاناً من الكتان مريحة، والقمصان ذات الأكمام الطويلة والخفيفة الوزن المصنوعة من مواد تسمح بمرور الهواء كحاجز مادي بين بشرتك والشمس.
- ابق تحت الظل قدر الإمكان: تجنب أشعة الشمس المباشرة خلال الجزء الأكثر دفئاً من اليوم إلى تقليل خطر الإصابة بحروق الشمس وتلف الجلد. لذلك، ابحث عن الظل تحت الأشجار أو المظلات أو الستائر لمنح بشرتك فترة راحة. وارتدِ قبعة ذات حواف ونظارات شمسية محمية من الأشعة فوق البنفسجية.
اهتمّ بصحتك العقلية
من السهل أن تنشغل بالسفر وإثارته واستكشاف أماكن جديدة، ورؤية ثقافات جديدة كرحالة رقمي. ومع ذلك، من الأهمية بمكان مراعاة صحتك العقلية أثناء السفر الدائم لعيش حياة صحية هادئة. قد يكون السفر مرهقاً، والتأقلم مع الأماكن الجديدة، وتأدية عملك، وهو ما قد يؤثر سلباً على صحتك العقلية.
- حدد وقتاً للعناية الذاتية: حدد وقتاً للأنشطة التي تحبها وتحسّن مزاجك. تخصيص وقت لنفسك، وممارسة الهوايات المرفّهة، كاليوغا أو التأمل، أو قراءة كتاب، أو حضور أفلام يقلل التوتر وتعزيز صحتك العقلية.
- ابقَ على تواصل مع أصدقائك وعائلتك: سيساعدك هذا في تخفيف مشاعر الوحدة والعزلة عند السفر المتواصل، وخصص وقتاً للتواصل مع أحبائك بشكل منتظم. أو انضمّ إلى مجتمعات الرحالة الرقميين أينما ذهبت، ستجد الكثير من هذه المجتمعات على فيسبوك. فسواء كانوا أصدقاءك القدامى أو الجدد، سيمكنهم فهم صعوبات أسلوب حياة الرحالة الرقميين.
- احصل على مساعدة من المحترفين: إذا كنت تعاني من قلق مستمر أو اكتئاب أو غيرها من صعوبات الصحة العقلية، فعليك الحصول على علاج متخصص. يجد العديد من الرحالة الرقميين أن الاجتماع مع معالج متخصص في العمل مع العملاء المسافرين باستمرار بشكل متكرر مفيد. فأثناء السفر، يمكنك تقليل التوتر وتحسين صحتك العامة من خلال إعطاء الأولوية لصحتك العقلية. احرص على إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية واطلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر سواء كنت مسافراً إلى أماكن جديدة أو تعمل من مقهى في الحي.
الحياة الصحية تستلزم تأمين السفر للرحالة الرقميين
أكرر لك أن السفر حول العالم كرحالة رقمي تجربة ممتعة ومجزية. ومن الضروري أن تضع في اعتبارك الحوادث غير المتوقعة، مثل المرض المفاجئ أو الوعكات الصحية. أو تفقد أمتعتك أو تتعرض للسرقة، أو تُلغى رجولتك الجوية. ولهذا يساعدك التأمين المناسب لك، كرحالة رقمي مهم جداً، وهذا ما يجعلني أستخدم تأمين السفر، من سيفتي وينج. حيث يعد التأمين على السفر عملية شراء مهمة توفر الأمان المالي وراحة البال في حالة الحوادث غير المتوقعة. ومن المهم العثور على بوليصة تأمين سفر مصممة خصيصاً لمتطلبات العاملين عن بُعد، لأن لديك متطلبات معينة بصفتك رحالة رقمياً.
أهمية تأمين السفر للرحالة الرقميين
تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لتأمين السفر في حمايتك من النفقات المالية غير المتوقعة، والتي قد تتفاقم كلما استمريت في سفرك. فإذا كنت مريضاً أو مصاباً أثناء السفر -مثلاً- سيساعد تأمين السفر في تغطية تكلفة النفقات الطبية مثل العلاج في المستشفى والإخلاء الطبي في حالات الطوارئ والإجراءات الطبية الأخرى. وقد تتراكم هذه التكاليف بسهولة بدون تأمين على السفر، مما يتركك في عبء مالي ثقيل.
كما يحميك من النفقات الإضافية غير المتوقعة، مثل إلغاء الرحلات أو تأخيرها، وفقدان الأمتعة أو سرقتها، والمسؤولية عن الحوادث أو الإصابات أثناء السفر. هذه الأنواع من الرسوم مكلفة للغاية على الرحالة الرقميين، خاصة وأنهم يسافرون حاملين الكثير من الأجهزة الالكترونية، باهظة الثمن وسلع شخصية مهمة.
وحصولك على تأمين السفر يساعدك علي الوصول إلى الدعم الذي تحتاجه أينما كنت. حيث توفر العديد من سياسات التأمين على السفر دعماً طارئاً على مدار الساعة، وهو أمر مفيد جداً للرحالة الرقميين الذين يسافرون في مناطق بعيدة أو غير مألوفة. وفي حالة الطوارئ، قد تشمل المساعدة الطارئة الوصول إلى المشورة الطبية، وتخطّي المشاكل اللغوية، وحتى المساعدة في الاستعدادات للسفر.
أي شركات التأمين السفر مفيدة للرحالة الرقميين؟
أستخدم منذ سنوات تأميناً للرحالة الرقميين من شركة SafetyWing، وهو الأنسب لي حتى الآن. وفي الحقيقة، أي شركة ترى أنها تغطي كل احتياجاتك، سواء كان تأميناً للسفر أو تأميناً صحياً. اقرأ التدوينات التي كتبتها بالتفصيل عن عن تأمين السفر والتأمين الصحي للرحالة الرقميين، ستجد فيها قائمة بالشركات المرشحة والشركات التي جربتها في السنوات الماضية.
لا تعليق