سؤال واحد يتكرر طوال العام ٢٠٢٢، وأينما حللت في بلد: إلى متى ستبقين هنا؟ ثم تأتيهم إجابتي شبه الصادمة؛ لا أعرف! فقد كنت في السنوات السابقة لأزمة كوفيد-١٩ أضطر لشرح فكرة أني رحالة رقمية لمَن ألتقيهم، وفي المدونة. وحتى أمي لم تأخذ فكرة السفر والعمل عن بُعد بجدّية حينما بدأته في ٢٠١٨. والآن، تدرك بيقين أن سفري، ليس لأهداف سياحية بحتة، بل هو جزء من عملي، وليس ظرف اكتئاب طارئ. صغاري اعتادوا الأمر منذ سنوات، وبات سؤالهم هذا العام: هل لازلت في أفريقيا؟ وهل ستعودين قريباً؟
أما المسافرون الذين ألتقيهم في بعض المدن والقرى يفهمون الفكرة كثيراً الآن؛ أوه، أنت رحالة رقمية! كم هذا جيد. ويتساءلون أحياناً عن نوع العمل الذى أؤديه خلال سفري، خاصة وأنني قضيت معظم العام أتنقل بين الدول الأفريقية. وهذا ما جعلني أفكّر فعلياً في ما الذي يعنيه أن أكون رحالة رقمية في ٢٠٢٢؟
وإن كانت تهمّك الأرقام لأي سبب، فقد قضيت السنة بأكملها؛ ٣٦٥ يوماً على سفر. زرت فيها تسعة دول، بالإضافة لماليزيا. متنقلة خلال العام ما بين خمس وأربعين مدينة. سافرت فيها واحداً وعشرين مرة بالطائرة، وثلاث مرات بالقطارات، وعدد لا يمكنني تذكره من الحافلات العامة، والسيارات، توك-توك، وغيرها.
وفي محاولة لتذكير نفسي باللحظات السعيدة التي عشتها العام السابق، صنعت منشورين قصيرين على انستغرام. أحدها كان اختصاراً لسنة ٢٠٢٢، والآخر لأفضل ٥ وجهات زرتها هذا العام. وأودّ أن أعتقد بأنه كان عاماً جيداً، على صعيد السفر على الأقل. كان عاماً حافلاً بالتجارب الثرية.
رحالة رقمية في ٢٠٢٢
لا ترتسم الصورة الكاملة في ذهني عادة لسفرياتي السابقة إلا حينما أضطر إلى الإجابة على سؤال: أين ذهبتِ هذا العام؟
تكرر السؤال خاصة في الآونة الأخيرة، حينما جمعني بيت الضيافة الذي سكنته في شاطئ دياني مع متدربين من الجيش البريطاني. ثم سامية؛ المغربية-الفرنسية التي قضيت معها أسبوعاً في دياني وكيليفي. وأخيراً في تنزانيا، حينما تبادلت وعمر الجلا معلومات عن السفر في شرق أفريقيا. أعدّ لهم عادة قائمة الدول: تايلاند، كنهاية لرحلة سابقة من العام ٢٠٢١. ثم العودة إلى ماليزيا، ومغادرتها إلى سريلانكا، ثم النيبال. تلتها الرحلات المفاجئة إلى الجزائر، وتونس. ثم أربعة أشهر استراحة في مصر، تبعتها إثيوبيا، كينيا. فيما أنهي العام في تنزانيا، وربما البقاء فيها شهرين آخرين من ٢٠٢٣.
يأتي السؤال الطبيعي بعده: ماذا بعد تنزانيا؟ كان جوابي لفترة طويلة، جنوب أفريقيا. حتى أقنعني عمر بفكرة عبور الحدود براً من تنزانيا إلى ملاوي! تماماً كما فعلتها من كينيا إلى تنزانيا.
سنة ٢٠٢٢، سنة نوري
نور -أو نوري كما نناديها وتسمّي نفسها- ابنة صديقتي المقرّبة، رحاب. كانت ولا تزال حتى اليوم إحدى الأسباب التي تجعلني أتفاءل بأيامي مهما كانت عصيبة، أو شعرت بالوِحدة في بلد غريبة. نوري، تناديني أسومي، وتحدّثني كأني صديقتها، وأحدّثها بقلب خالة تشتاق رؤيتها. نوري، التي راقبت عن مسافة آلاف الكيلومترات مولدها، ورأيت بقلبي كيف تكبر من رضيعة إلى طفلة ذكية للغاية. ذات الثلاث سنوات تبعث لي رسائل صوتية من هاتف والدتها. تسألني؛ كيف حالك؟ وتجيب على سؤالها: الحمدلله. بنغم طفولي بريء جداً، يذكرني أن الحياة لاتزال بخير. وأن بُعد المسافة الجغرافي بيني وبينهم، والجيل الكامل بيني وبينها لا يعنيا أي شيء. ٢٠٢٢، هي سنة نور القلب، نوري.
يناير: بانكوك – تايلاند
عدت إلى بانكوك في أواخر ديسمبر ٢٠٢١، للاحتفال ببداية العام ٢٠٢٢. ولكن حظّنا السيء اقترن بإصابة كارلو بأعراض كوفيد-١٩، والذي جعلنا جميعاً نقضيه في بيوت مختلفة، تخوّفاً من الإصابة به أيضاً.
كان من المقرر أن تطول فترة إقامتي في بانكوك لإنهاء بعض الأعمال والمشاريع هناك. استأجرت شقة صغيرة في إحدى ضواحي المدينة، كانت أشبه بشقتي في ماليزيا. تقع ضمن مجمّع سكني، بخدمات الأمن، ومسبح وصالة رياضية. إضافة إلى محطة قطار ملاصقة للمجمع. لم أشعر باختلاف كبير بينها وبين أي الشقق السكنية التي استأجرتها في كوالالمبور، حتى أخرج للشارع وأتحدث إلى التايلنديين.
لم تعجبني بانكوك في الحقيقة، بزحامها المزعج، وسمائها المعكّرة دائماً، خاصة في هذا الوقت من العام. ولا أفهم حتى اليوم كيف يفضّلها الكثيرون كوجهة سياحية، رغم الحرّ الشديد، والطبقة الرمادية التي تغطي أجواءها. إضافة إلى كثرة المباني العالية فيها وقلّة الأشجار في المدينة. ولكنها على كل حال، كانت تجربة لم أندم عليها، فيمكنني الآن أن أجيب إن كانت بانكوك مناسبة للعيش أم لا كونك رحالة رقمياً في أي عام!
نشرت على المدونة في يناير ٢٠٢٢:
فبراير: كوالالمبور – ماليزيا
أنهيت كل أعمالي في بانكوك، وبدأت ترتيبات العودة إلى كوالالمبور، بعد غياب دام خمسة أشهر. لم تكن فترة طويلة جداً، لكنها كانت خليطاً ما بين الأيام الجميلة والصعبة، الحياة العادية إذن! والعودة إلى كوالالمبور في مطلع ٢٠٢٢ تعني الحجر الفندقي لخمسة أيام، إن كنت مطعّماً بثلاث جرعات. لم تكن سيئة للغاية، لكنها كانت مملة في الحقيقة. قضيتها بين العمل نهاراً، ومشاهدة العديد من الأفلام والمسلسلات مساءً. وبما أنني ما عدت أملك شقتي في كوالالمبور، كان عليّ التفكير في مكان إقامة مناسب. بيت أمي في كوالالمبور هادئ للغاية، ومناسب لقضاء بعض الوقت والاستراحة فيه. تسعة أيام، كانت كافية لتبادل الكثير من القصص، والتلذذ بالطعام الذي تطبخه كل يوم.
مجاهد الذي ما عاد طفلاً
كانت عودتي أيضاً مرتبطة باستعدادات مجاهد للامتحانات النهائية في مدرسته. وإن كنت صديقاً قديماً، فتخيّل مجاهد، في السابعة عشر من عمره. نعم، وجدت صعوبة في رسم تلك الصورة، فلم يعد صغيري طفلاً، بل شاباً يافعاً يفوقني طولاً.
قضيت معه أربعة أسابيع؛ أول يومين منها بفندق بوتيكي في كوالالمبور، حيث صعدنا أخيراً جسر بيتروناس بعد سنوات طويلة من الإقامة في ماليزيا. ثم لمساعدته في التركيز على امتحاناته، كنا في شقة صغيرة في سايبرجايا. يذاكر هو طوال اليوم، فيما نقضي بضع ساعات المساء نستكشف المطاعم المحيطة بنا. كان الروتين هادئاً لكلينا، ما بين مذاكرته وعملي، والمشي قليلاً إن لم تكن تمطر. سابرجايا هادئة وشبه منعزلة، وربما هذا ما جعلها المكان المناسب لنقضي فيها وقتاً جيداً.
نشرت على المدونة في فبراير ٢٠٢٢
مارس: سريلانكا
انتهت امتحانات مجاهد أخيراً، وقضينا أسبوعاً في كوالالمبور. كنت أفكّر في الوجهة القادمة، فلم أكن أرغب بقضاء ٢٠٢٢ في ماليزيا، خاصة بعد سنة ونصف من كوفيد-١٩.
كنت حينها أتابع منشورات فاطمة على انستغرام، من سريلانكا. الشواطئ الجميلة، الطعام الذي يبدو جيداً، والأسعار المتدنية جداً. فمع سهولة الحصول على تأشيرتها، كانت الوجهة المثالية لي. خاصة وأنني أنوي زيارة ما أسميته بالدائرة الهندية منذ سنوات، تعرف، الهند والدول المحيطة بها. وصلت إلى كولمبو، كنت متعجبة من الأمان فيها، وطيبة السريلانكيين رغم صعوبة العيش لهم. ثم بكل سعادة ركبت حافلة إلى هيكادوا، محفوفة بالطبيعة الخلابة. جمعتني هذه المدينة الصغيرة بفاطمة، الرحالة الرقمية المصرية، أخيراً! فيما سكنتُ هناك ببيت ضيافة صغير، تملكه سيدة ألمانية عاشت في البلاد حوالي ٢٥ عاماً.
المفاجأة السريلانكية
أحببت سريلانكا بكلّ ما فيها. لم تكن أياماً سهلة علي بكثرة انقطاع الكهرباء وبطء الانترنت في هيكادوا وغالي المليئة آثار قديمة. ولكنني وجدت في ميريسا ملاذاً جيداً، ما بين شاطئها الهادئ، والكثير من عصير جوز الهند.
كانت الأحداث قد بدأت في التصاعد، ولم يكن السكان المحليون سعيدون طبعاً بانقطاع الكهرباء أو الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين. هاتفت حينها سفارة ماليزيا في كولومبو، وكنا على تواصل دائم بشأن تحرّكاتي، والأمان في البلاد. لم تكن مهمتهم سهلة طبعاً، خاصة وأنني أنوي التحرك في البلاد. فما بين المظاهرات السلمية في ميريسا، شققت طريقي نحو إيلا لتسلق بعض الجبال فيها. ثم الاسترخاء أخيراً في نوارة إيليا، السياحية للغاية. عدت بعدها إلى نيقومبو، حيث آخر يومين من رحلاتي في سريلانكا، ولقاء موظفي السفارة الماليزية. وربما كانت مصادفة أن العشاء الأخير لي فيها كان على بُعد خطوات فقط من ساحة المظاهرات العامة!
نشرت على المدونة في مارس ٢٠٢٢:
أبريل: النيبال
وصلتها في السابع عشر من أبريل، بعد رحلة عجيبة من كولمبو إلى كاتماندو. سأعترف بأن كاتماندو فاجأتني كثيراً، لم تكن كما أظهرتها بعض الأفلام، ولكنها جمعت بين الزحام والغبار وتداعي المباني. ومع ذلك، أحببت النيبال بكل ما فيها. وفي الحقيقة، كان طعامها الشهي على رأس القائمة، ولا أذكر سوى مطعمين أكلت فيهما ولم يكونا جيدين. تذكّرني هنا إلى حدٍ كبير بتركيا، فلن تخيّبك المطاعم التركية أينما ذهبت! أحببت شعبها المبتسم، حتى في محاولاتهم لبيع الأشياء، لا تشعر بأنك مُهاجم.
الأجواء الطبيعية فيها غسلت الكثير من روحي. قضيت أيامي فيها ما بين الاسترخاء في بوخارا، ومحاولات لتسلق جبال أنابورنا فيها مع جون. كنا نذهب في رحلات يومية لتسلّق الهضاب القريبة من بوخارا، ثم قررنا التسلق لخمسة أيام، رسم خطّتها جون، وسِرت عليها معه. إنها التجربة الأكثر إثارة هذا العام، والتي جعلتني أعرف ما أريد من رحلاتي القادمة. ثم أنهيت رحلتي فيها بقضاء بضعة أيام في باكتابور، والتي جعلتني أتعمّق أكثر في تاريخ البلاد. كانت النيبال محطة ممتازة ريثما أنتظر ترتيبات رحلتي إلى الجزائر، ولو كانت تلك الترتيبات على حال أفضل لقضيت فيها أسبوعاً آخر.
نشرت على المدونة في أبريل ٢٠٢٢:
مايو: الجزائر
لم تكن ملامح رحلتي فيها واضحة حتى أول أسبوع من وصولي إليها، بسبب سوء تنظيم الشركة المسؤولة عن ذلك. فيما كان المزعج أساساً أن الدعوة لزيارة الجزائر كانت من تنظيم شركة محلية، على أن يكون برفقتي رحالين وشركات سياحية أخرى. ولكنها لم تستطع إكمال إجراءات التأشيرة السياحية اللازمة لهم، والذي عنى إلغاء رحلاتهم. في المقابل، تغيرت مواعيد الرحلة وجدولها عدة مرات بسبب ذلك، وهو ما أضرّني كثيراً، وجعل إقامتي في النيبال قصيرة جداً.
وعلى كل حال، سارت الأمور على ما يُرام. ولسلامتي حرصت على لقاء المسؤولين في سفارة ماليزيا لدى الجزائر، والذين كانوا متفهّمين ومتعاونين للغاية. سارت رحلتي بترتيبات عجيبة هنا، وهواتف لا تنتهي بين الشركة المنظمة ومسؤولي الدرك الوطني. نعم، لتتجوّل بين مدن الجزائر عليك أن تحصل على تصريح من الدرك الوطني 🤷♀️ وعلى الشركة السياحية أن تُبلغهم بتحركاتك أينما ذهبت، وفي أحيانٍ كثيرة يكونون برفقتك أيضاً! وهو ما حدث لي وخالد في الكثير من المواقف.
خالد الجابر، ودرّاجي الجزائر
أكثر جزء من الرحلات في الجزائر متعة كانت برفقة خالد الجابر، ودرّاجي الجزائر. هذا النوع من المغامرات وزيارة المناطق الطبيعية هو ما أحبه فعلياً. بعيداً عن المتاحف والأنشطة السياحية المعتاد عليها. ناهيك عن كون السفر مع خالد، والذي تشبه طريقته في السفر طريقتي أيضاً كانت ممتعة بحدّ ذاتها!
جمعتني بخالد رسالته على انستقرام، يخبرني فيها عن استشهاده بجزء من المدونة في ورشة عمل أو محاضرة ألقاها. كنت حينها أعدّ لرحلتي إلى تايلاند، أكتوبر ٢٠٢١، والتي كانت مصادفة بداية رحلته “الصعود إلى طاسيلي”، والتي امتدت أربعة أشهر. تمرّ الأيام، وأخبرته بعدها عن نيّتي لزيارة الجزائر في مايو ٢٠٢٢، وهناك، التقينا وجهاً لوجه أول مرة! أكملنا الرحلات معاً، والتقينا نهاية المسار بفريق درّاجي الجزائر.
أصبحت بعد قرابة شهر من التنقلات المتواصل، والأسئلة المتكررة عن اسمي، اسم أبي، والدتي، آخذ الأمر بتساهل أكثر. حتى أنني مللت مرة من سؤال: ماذا تفعلون هنا؟ وأجبت “حوّاسين ونحوسوا في بلادكم!”. كانت الجزائر تجربة غير عادية بلا منازع، ومازلت أنشر عن رحلاتي فيها هذه الأيام في المدونة.
نشرت على المدونة في مايو ٢٠٢٢:
يونيو: تونس
بحثاً عن بلد لا تشترط تصاريح سفر للتنقل بين مدنها، وفيزا غير مشروطة، كنت في حيرة ما بين تونس والمغرب. وبسؤال مَن زاروا الدولتين على حدى سابقاً، رجّحت كفة تونس، خاصة وأنها لا تبدو سياحية بالكامل، عكس المغرب. ناهيك عن أنني رسمت لها شكلاً رومانسياً مختلفاً، ولا تسألني لمَ. دولة صغيرة، لا أعرف عنها سوى ما حكته صديقتي مها التونسية، حينما جمعتنا مسقط، سنة ٢٠١٩.
أعرف أن قهوتهم ممتازة، والمأكولات البحرية شهية، وطبيعتها وادعة. لكنني لم أعرف حينها أن شمس يونيو لا تمزح هناك! أحببت اللون الأزرق فيها، الحارات الصغيرة، والأبواب الحديدة. منتجات العناية بالبشرة، والعناية الشخصية لا تقاوم فيها! كانت ببساطة مكاناً لتدليل نفسي بعد رحلات المغامرات الطويلة في النيبال والجزائر. تونس كانت ملاذاً للقراءة بالعربية أيضاً.
اللقاءات غير المخطط لها مع محمد
قضيت أيامي فيها ما بين استراحاتي في سوسة، والعمل من الشاطئ المطلّ على البحر الأبيض المتوسط. ثم يطلّ عليّ صديق السفر المفضل، محمد! كان من ضمن الأشخاص الذين لم يحصلوا على تأشيرة سفر لدخول الجزائر، فأُلغيَت رحلته. لم نخطط أن نلتقي في أي مكان بعدها هذا العام، فانشغل هو برحلات التسلق، بينما كنت أنا في الجزائر.
جمعتنا تونس هذا العام، تنقّلنا بحافلة محلية إلى تمازرط، وعشنا تجارب مجنونة في مطماطة. ثم استرحنا نهاية رحلته في سوسة، لينهيها بعد ذلك في تونس العاصمة. ما بين الكتب التي تبادلنا أسماءها، والصور التي التقطها للتونسيين، المشروبات المثلجة، وتأفّفنا من أطباق التونة. ثم حكايات السفر، قناته على يوتيوب، مدونتي، مدوناته السابقة، طفولتنا… محمد مَن جعل من تونس رحلة سعيدة.
نشرت على المدونة في يونيو ٢٠٢٢:
يوليو: القاهرة – مصر
لم تخطر ببالي فكرة العودة إلى القاهرة في ٢٠٢٢ أبداً. لم أحب القاهرة حينما زرتها في ٢٠١٩، وارتبطت زيارتي السابقة لها بمواقف سيئة، خاصة وأنني كنت في مناطق سياحية للغاية. شكل القاهرة -حينها- كان مزيجاً من الزحام، والمباني القديمة، الغبار، والأصوات العالية. لا تزال نفس الصورة حتى في ٢٠٢٢! لكنها الآن ملوّنة وأكثر وضوحاً، خاصة بعد أن سكنت في عابدين بدلاً من التحرير، وذهبت إلى القاهرة الجديدة وأكتوبر بدلاً من خان الخليلي. لاتزال مدينة مزدحمة، والأصوات فيها عالية، ولا تنام، حتى ليلة عيد الأضحى. لكنني أعرف جزءاً كافياً من مداخلها ومخارجها، ولم يعد أهلها ينظرون إليّ كسائحة. أو ربما، ما عدت أمشي فيها بلا هدى، كسائحة.
القاهرة مع فاطمة منعم
الوِحدة هي أسوأ عواقب السفر المستمر، وأعاني منها أحياناً كثيرة. ولهذا كانت مهمة أصدقائي المقربين أن يخففوا عني، ويستمعون لشكواي، دون اقتراح العودة إلى ماليزيا طبعاً! وصلت القاهرة في يوليو بحثاً عن فاطمة، وأمها وأخواتها اللاتي أخذنني في أحضانهم. كنت أبحث عن عائلة، فوجدتها في فاطمة. وعن طبخ برائحة الأمومة، فكانت أطباقاً معدّة من أم فاطمة. كل ورق العنب الذي تناولته في حياتي بكفّة، وورق العنب الذي تحضّره دعاء بكفّة أخرى. فاطمة مع كل زياراتي المتكررة للقاهرة جعلتها مكاناً مناسباً للحياة، لفترة قصيرة على الأقل. عيد الأضحى، جلوسنا في المقاهي، والسهر فيما نتحدث عن مواضيع مفصلية، قراراتنا المفاجئة.. أعطت فاطمة للقاهرة روحاً خفيفة، تربّت على القلب.
نشرت على المدونة في يوليو ٢٠٢٢:
أغسطس: دهب – مصر
أحب سيناء، ولها -منذ أن زرت نويبع– مكانة خاصة في قلبي. خططت هذه المرة أن أزورها أسبوعاً فقط، فتأشيرتي المجانية في مصر لا تتعدّ ١٤ يوماً، وقد قضيت أسبوعاً منها في القاهرة مع فاطمة.
وفي الحقيقة، تعبت من التنقل المتواصل، وكانت فكرة الإقامة فيها لشهر ليست سيئة أبداً. بدون تخطيط حقيقي، غيّرت موعد رحلة المغادرة من شرم الشيخ إلى القاهرة من ٢٣ يوليو إلى ٢٣ أغسطس. قلت لنفسي، ما الضرر من العيش في دهب شهراً، حتى قبل أن تطأها قدماي؟ وهذا ما حدث. أقمت ثالث أسبوع من يوليو في فندق، ووجدت نفسي أبحث عن بيت صغير فيها. لا أحب الفنادق، وإن كنت سأقيم شهراً، فالبيت أمر ضروري! ووجدته، عقد إيجار لفظي مع سمسار صعيدي، شهرين -بتكلفة سبعة آلاف جنيه شهرياً- دون فواتير الكهرباء والماء، والانترنت. بيت أرضي صغير، بحديقة وغرفتين، ومطبخ لم أستعمله سوى لإعداد القهوة.
شهر الميلاد الهادئ
لم أكوّن في أغسطس أي صداقات حقيقية في دهب، ولا أدري إن كانت أياً من صداقاتي فيها حقيقية. الكل هنا مشغول بالبحر نهاراً، والسهر مساءً. وأنا أيضاً، فكوني رحالة رقمية يعني العمل بعض النهار، والغوص، ولكنني لا أسهر. وربما كان هذا الأمر جيداً إلى حدّ ما، فقد احتفلت بعامي الحادي والأربعين بهدوء تام. تناولت وجبتي المفضلة، في مطعم يطلّ على البحر، فيما أراقب الشمس تصبغ السماء بألوان بهية.
نشرت على المدونة في أغسطس ٢٠٢٢:
سبتمبر: دهب ما زالت مغرية
أحب دهب، وأحب هدوءها، وكونها “ملمومة” في مناطق معدودة. أعرف طرقها أكثر الآن، ووجهي أصبح مألوفاً حتى لمفتشي منطقة بلو-هول. الماليزية التي تقول أنها من إمبابة!
أنهيت استئجار بيتي الأول في ثالث أسبوع من سبتمبر، وانتقلت لآخر لا يبعد سوى خطوات من شاطئ في العصلة. بيت أكبر مساحةً، بغرفة واحدة، وصالة كبيرة للغاية، ومكان هادئ. يملكه بدوي سيناوي، متسامح للغاية ويقوم على رعاية الحديقة المشتركة. توقظني أشعة الشمس غالباً هنا، لأعدّ قهوتي، وأشربها على البحر، بينما كلاب دهب تتثاءب خلفي. الهدوء في هذا الجزء من دهب، والبعيد عن أعين السائحين يناسبني كثيراً. أمشي هنا عادة في المساء بينما يسبح ساكني المنطقة من المصريين أو زائريها. فيما يمكنني من هذا الشاطئ الجميل أن أرى الطريق المؤدي إلى منطقتي كانيون وبلو-هول التي غصت فيهما كثيراً.
رحالة رقمية في دهب
قضيت معظم أيامي من أغسطس وحتى الآن ما بين العمل وإغرءات الغوص في دهب. وجدت أخيراً مركز غوص يناسب متطلباتي، يعمل فيه مرشدون ومدربون مصريون، وبإدارة غير محلية. قسّمت أيام الأسبوع بين العمل من الإثنين إلى الخميس، ثم الغوص من الجمعة إلى الأحد. كانت أيضاً تجربة ثرية هذا العام، ما بين معرفة مدربي الغوص، ومحاولات لتعلم تقنيات أخرى تحسّن من أدائي تحت الماء. وحتى على الرغم من تكرار مواقع الغوص بالنسبة لي، لا يزال لها تأثير خاص. كان أفضلها حينما أنهيت سبتمبر في منطقة أبو جالوم، كنا نغوص نهاراً، وننام تحت النجوم ليلاً، بلا خيام. ذكّرتني كثيراً بالتجربة ذاتها في راجا أمبات، والفارق أن أبو جالوم كانت سياحية أكثر من سابقتها. وإن جمعتنا الأيام لاحقاً، سأحكي لك عن تجربة الغوص ليلاً فيها.
ودّعت دهب في التاسع عشر من أكتوبر، وغادرتها إلى القاهرة. لم يكن ذلك من السهل أبداً، وهو ما كان مفاجئاً بالنسبة لي. استيقظت في السادسة، وشربت كوب القهوة الأخير على ذات الشاطئ، تماماً كما كنت أفعل لحوالي أربعة أسابيع. ويبدو أنني ارتبطت بدهب أكثر مما توقعت، حتى أنني أحياناً أشير إلى الرجوع إليها، حينما أنهي رحلات القارة الأفريقية بدلاً من العودة إلى ماليزيا!
نشرت على المدونة في سبتمبر ٢٠٢٢:
أكتوبر: القاهرة – الأقصر – أسوان
قررت إنهاء رحلاتي في مصر، في ثالث أسبوع من أكتوبر بزيارة الأقصر وأسوان. الوجهتان اللتين انتظرت الخريف في مصر من أجلهما. كانت الحرارة لاتزال عالية نهاراً، لكنها أهون من ٤٤ درجة مئوية في الصيف!
كانت الأقصر سياحية أكثر من اللازم في نظري، فبين المعابد الفرعونية وأفواج السائحين، لم أحبّذ البقاء فيها أكثر من ثلاث ليالٍ. لكنني عشت فيها تجربة فريدة أيضاً، حيث حضرت احتفالات صوفية، لم تكن مخصصة للسائحين. ففي الطريق من مطار الأقصر إلى الفندق، مررنا باحتفال ظننته حفل زواج، ليخبرني السائق (والذين كان إدارياً في المدرسة أيضاً!) أنها جلسات صوفية محلية. طلبت أن أحضر واحدة إن أمكن، ومن الصدفة الجميلة أن عائلة أحد العاملين في الفندق سيقيمون واحدة في الليلة التالية.
فيما كانت أسوان والنوبيين أهدأ، وأقلّ تعبيراً عن كونها سياحية. لم أقم في القرى النوبية، حتى لا أشعر أنني سائحة فيها، واخترت مسكناً يطل على النيل. أعبر النيل بالقارب كل يوم إما للزيارة المعابد في أسوان، أو لزيارة القرية النوبية، بعشرة جنيهات فقط. كانت القوارب المحلية تفصل ما بين الرجال والسيدات، فلكل جنس منطقة مخصصة، ومن المعيب أن تختلط. أحببت أسوان وأهلها الذين مازحتهم كثيراً، وجوه السيدات المبتسمات، والأحاديث العابرة مع العاملين النوبيين.
“عبودي”، ما عاد عبودي
جمعتني القاهرة بابن أختي، عبودي، الذي كان في رحلة عمل. مازالت الفكرة غريبة علي، اعتدت على رؤية أبناء وبنات أخواتي صغاراً، ولكنني أراهم الآن في أعمالهم وحياتهم ككبار. أذكر أنني دخلت مبنى العمل المشترك، يسألني الحارس: تبحثين عن أحد؟ نعم، ابن أختي. رأيت علامات الحيرة عليه، فلا يوجد أطفال هنا 🤭 اضطررت لشرح أنه شخص كبير، وصل هنا مع وفد عمل من الخارج. كان الشعور الأجمل -وربما الأغرب- أن يعرّفني عابد لزملاء عمله: خالتي.
كبُر عبودي، ولم يعد عبّودي الصغير الذي كنت جليسته حينما كان طفلاً. عابد رجل كبير، متعمق في الاستثمارات وتنمية الشركات، أطول مني، بصوت عميق، والكثير من الأحلام التي يخطط لها.
نشرت على المدونة في أكتوبر ٢٠٢٢:
نوفمبر: إثيوبيا
قضيت عشرة أيام فقط في إثيوبيا، كانت المدة الأقصر التي قضيتها في أي بلد هذا العام. لم أشعر فيها براحة نفسية لأسباب كثيرة، أهمها الأمان للسائح، مع الكثير من التحذيرات وقصص السرقة. لم أتعرض لها شخصياً، وإن كانت هناك بعض المحاولات. ناهيك عن كون البلاد غير مهيأة للسائحين بعد، مع شحّ الموارد، وخروجهم من حرب أهلية قبل بضعة أسابيع.
مكثت في أديس أبابا بضعة أيام أحاول التخطيط لتحركاتي في البلاد. لا تتوفر في إثيوبيا وسائل مواصلات عامة آمنة للتنقل من مدينة إلى أخرى، وكان عليّ الاستعانة بشركة سياحية، والتي طلبت مني ٨٠٠ دولار لثلاثة أيام مواصلات، غير شاملة للمرشد السياحي أو دخول المناطق السياحية! تخلّيت عن فكرة زيارة مناطق كثيرة فيها، وصببت تركيزي على زيارة منطقة لاليبلا بكنائسها. كانت المنطقة الأسهل للوصول مع وجود مطار صغير بها، ومن هناك سيستقبلني سائق للفندق. لم تكن الطريقة المثالية للسفر أو المغامرات، ولكنها الأكثر أماناً. لاليبلا بكنائسها المحفورة يدوياً في الصخور هي المحفّز الأول الذي دفعني لزيارة إثيوبيا، ولم أستطع مغادرة البلاد دون زيارتها.
نشرت على المدونة في نوفمبر ٢٠٢٢:
نوفمبر (مرة أخرى): كينيا
دفعتني تجربة إثيوبيا الفاشلة في البحث عن بلدٍ أكثر أماناً، فكانت كينيا. اشتهرت البلاد بالرحلات البرية والسفاري، إضافة للشواطئ الرملية الناعمة، وبالطبع؛ قبائل ماساي مارا. لم يجذبني أي من ذلك سوى الشواطئ الرملية، وهو ما جعلني أختار شاطئ دياني. من أديس أبابا إلى نيروبي، ثم الانتظار لبضعة ساعات هناك، والسفر إلى مومباسا. كان عليّ فيما بعد ركوب سيارة أجرة من المطار إلى دياني، والذي سيكون عبر العبّارة. الزحام الغريب نهاية اليوم، والسيارات التي لا نهاية لها قبل ركوب العبارة. ولكن كينيا دولة سياحية من الدرجة الأولى، والإنجليزية منتشرة على صعيد كبير فيها.
قضيت كامل إقامتي هناك على شاطئ دياني. روتيني بسيط للغاية ومعروف للعاملين في بيت الضيافة الذي سكنته، أكتب طوال النهار، ثم أمشي على الشاطئ في آخر ساعتين من اليوم. أعود مع غروب الشمس إلى بيت الضيافة وأنتظر عشائي. وحينما بدأت أحداث كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر، كنت والعاملين نشاهد المباريات على الشاشة الكبيرة. الكثير من المزاح والصراخ، فيما لا يعنيني مَن يفوز، ولا أفهم شيئاً عن كرة القدم!
كيليفي على بُعد ١٠٨ كيلومترات!
البلدة الثانية التي سمعت عنها كثيراً، وقررت زيارتها نهاية إقامتي في كينيا. إنه الأسبوع الأخير لي فيها، غادرت دياني صباحاً، مع سامية وبعض الكينيين الذين تقاسمنا معهم تكلفة الوقود. كنا في الطريق من الثامنة صباحاً لنستبق الزحام، ولكننا وصلنا في الثالثة والنصف مساءً. قضينا ساعتين ونصف منها في انتظار دورنا لصعود العبّارة، وساعات أخرى في طرق صغيرة غير معبّدة. كيليفي قرية صغيرة، تطل على خليج بحري يحمل اسمها، وتنطلق فيها رحلات الغروب على البحر، ووسط أشجار المانغروف. وعلى الرغم من طول فترة السفر إليها، كان عليّ العودة إلى شاطئ دياني لليلتين أخرى.
غادرت كينيا منتصف ديسمبر، فتأشيرتي السياحية المجانية فيها لا تزيد عن ٣٠ يوماً، ولا أنوي البقاء في دياني أكثر.
ديسمبر: تنزانيا وعبور الحدود البرية
أردت إنهاء العام بفكرة مجنونة، فهذه فرصتي مع آخر شهر في العام، وآخر محطة للسنة ٢٠٢٢. حسناً، ليست فكرة مجنونة جداً، ولكنها إحدى التجارب المفضلة لدي، عبور الحدود براً. كانت التجربة سلِسة وسهلة للغاية، عكس توقعاتي وما سمعته من شركات سياحية تهوّل الأمر. تنزانيا! هنا ثلاثة أشهر مجانية لجواز سفري الماليزي.
تبدو تنزانيا سياحية أكثر من كينيا، أكبر حجماً طبعاً. لا تنتشر فيها الإنجليزية كما في كينيا، وتسودها السواحيلية ولغات محلية أخرى. الأسماء العربية منتشرة في كل مكان، وقصص التجار العرب والهنود، والمحتل البرتغالي. لا تزال بلداً نامية، والتسوق فيها للضروريات المستوردة مكلّف جداً، فثلاث أزواج من العدسات اللاصقة يكلف قرابة ١٠٠ دولار!
كونها بلد سياحي ويزورها الكثير هرباً من الشتاء، فقد بدأت البنية التحتية تتطور ببطء، بمعاونة الصين طبعاً! طرقها معبّدة أكثر، وهنا الكثير من شركات الحافلات وشركات الطيران منخفضة التكلفة. تذكّرني معالم قراها بالكثير من قرى ماليزيا والدول الآسيوية بشكل عام، نعم، نتشارك المناظر الخضراء، الحر والرطوبة، وبعض البيوت غير المبنية من الطين أو العشش. وفي لحظات كثيرة حينما كنا في كيلوا ماسوكو؛ كنت أقول لعمر، هذا الطريق يذكّرني بالشوارع الصغيرة في قرية جدتي.
تحية الصباح من عُمر، أخذتنا إلى كيلوا ماسوكو
لست بكائن صباحي أبداً، ويعلم هذا كل المحيطين بي. اخترت طاولة بعيدة عن الشمس، وعلى بُعد طاولتين أخرى يجلس قُبالتي شاب بملامح شرقية. حيّاني مبتسماً، يومئ، صباح الخير. وبردّ ومجاملة، أومأت برأسي أيضاً. بدأت إفطاري البسيط، وتسللت الشمس إلى طاولتي. كان علي تغييرها إن أردت المحافظة على سلامة رأسي من حرّها. انتقلت إلى أخرى، مجاورة لطاولته ولم تغزُها الشمس بعد، فيما لا تزال ملامحه وهيئته محيّرة لي.
يرتدي صندلاً جلدياً شبيهاً بما يرتديه الخليجيون، يقرأ شيئاً مكتوباً من اليمين إلى اليسار، والملامح شرقية. اممم قد يكون يونانياً أو إسرائيلياً، فلقد التقيت الكثيرين منهم في آسيا وشرق أفريقيا. لم أستطع تمالك نفسي حتى سألته مع محاولة عدم البدء بالعربية: هل أنت شرق أوسطي؟ نعم. من أين؟ مصر. أوه! (وهنا كانت مفاجأتي له) بتعمل إيه هنا؟ 🤭 ليردّ عمر: سياحة 😏
ولم تمرّ سوى ساعات من الكلام، حتى وجدنا نفسنا نخطط للسفر معاً إلى كيلوا ماسوكو.
نشرت على المدونة في ديسمبر ٢٠٢٢:
رحالة رقمية في ٢٠٢٣
لا يبدو الأمر واضحاً حتى الآن طبعاً، ولكنني أنوي قضاء شهرين آخرين ربما في تنزانيا، ولا أدري أين يأخذني الطريق فيما بعد.
وبصراحة، أكره سؤال المحيطين بي: ما هي خططك القادمة في ٢٠٢٣؟ ظناً منهم أولاً: أنني سأشاركها كل أحد! وثانياً: أن لديّ خطة على وجه الخصوص. وكنت أعتقد أنني مع مرور الأيام سأجد إجابات أكثر دبلوماسية وإقناعاً، ولكنني أنتهي بـ: لا أعرف. وأظنها الإجابة الأسهل والأكثر إسكاتاً. ولا أفهم حقيقة كيف يُطرح هذا السؤال، خاصة بعد أحداث كوفيد-١٩ التي نسفت في لحظة خطط العالم كله!
الفكرة الوحيدة التي أعرفها الآن هي نيّتي بقضاء وقت أطول في القارة الأفريقية. مازالت قائمة الدول التي أريد زيارتها هنا طويلة، عدد من شرق أفريقيا، ثم جنوبها. وإن سمحت الأحداث بإكمال المسير إلى غرب أفريقيا فلا بأس في ذلك، وربما إنهاء الدائرة الأفريقية في السودان. ثم العودة إلى دهب. حسناً، عليّ تغيير مفهوم العودة إلى دهب، فلم ولن تكون موطناً لأمدٍ بعيد. لنترك تلك الخطط حتى يحين وقتها.
هذه ليست تدوينة..
هذه سيرة حياة عام كامل، لكنه ليس كأي عام 😍
محظوظ للغاية وسعيد بهذه السيرة الجميلة ♥️♥️
[…] في بالي فكرة هذه التدوينة بعد أن قرأت تدوينة الصديقة أسما قدح التي لخّصت فيها عام ٢٠٢٢، تحمست للفكرة جداً، ونويت أن أجعلها عادة سنوية إن كتب […]