تصلني العديد من الأسئلة طوال السنة عن وجهات سياحية، أو دول سافرت إليها. بعضها من شاكلة “ماهو أفضل فندق/منتجع في مدينة …..؟”، أو “ماهي المناطق التي يجب أن أزورها في دولة كذا أو مدينة كذا؟”. والأعجب من هذا كله؛ أين تنصحيني أن أقضي إجازة هذا العام، مع زوجتي وعائلتي! وكلها أسئلة مبهمة، وإن كانت تبدو لسائلها واضحة، ولهذا أتجاهلها. أقول بأنها مبهمة، لأنني لا أعرف السائل شخصياً، ولا اهتماماته أو قدراته الجسدية وحالته المادية. ومن غير العدل أن أرشده إلى مناطق قد يسافر إليها ويجدها مملة، ومن غير المعقول أن أكتب نصائح طويلة عن الرحلات السياحية، والتخطيط لوجهة معينة ويتجاهلني السائل فيما بعد.

ولذلك، إن اعتقدت أنه يمكنك البحث عن إجابة لسؤال هام في بضع ثوانٍ لمعظم أسئلتك، فهذا لا يعني أنه ينطبق على السفر وقضاء إجازتك. لسبب وجيه؛ إنه أمر شخصي للغاية ولا يمكن لأحد أن يجيب عن سؤالك العام، وبشكل وافٍ إلا أنت! وببساطة؛ ستحتاج إلى التعمق في البحث إذا أردت التخطيط لقضاء إجازتك بشكل أفضل.

التخطيط للسفر يستدعي الكثير من البحث

أسهل وأسرع طريقة للحصول على أي إجابة الآن هي جوجل! يبحث آلاف الأشخاص يومياً عن خطط السفر، أو جدول الرحلات لأي وجهة. ولا أعرف إن كان الجميع راضون بالإجابات التي يحصلون عليها. ضع في ذهنك أن معظم الاجابات تتحدث عن مسار واحد للرحلات السياحية، في أي بلد، نفس المدن، ونفس البحيرات، أوه! وحتى نفس المطاعم والمقاهي. ولهذا، أذكّر بأهمية الخروج عن المسارات المتكررة، والاطلاع على مدن لا يذكرها السائحون غالباً، أو حتى زيارة بلد ما خارج الموسم السياحي.

ففي عصر ما قبل الإنترنت، كان التخطيط للسفر أصعب، ولم تكن هناك إجابات على تساؤلاتنا. لذلك اعتمدنا على الكتب السياحية، والبروشورات في الفنادق. أو توصيات المسافرين الآخرين، وحتى المكتب السياحي في المدينة. بطريقة ما تخبطنا ولم تكن تجربة المسافر الفعلية، في النهاية، مختلفة كثيراً عما هي عليه الآن.

وفي الحقيقة، أشعر بالذنب أحياناً حينما أتجاهل الأسئلة العامة التي تصلني على المدونة أو الشبكات الاجتماعية. وأحياناً ما أجيب عليها بطريقة قد لا تعجب السائل، ليس عناداً، ولكنها نصيحة عامة. ولا أعني في هذه الحالات أن أسيء إليهم، ولكنه حتماً ما يحتاجون إليه. ولهذا، عليك أن تبحث بنفسك أولاً، أو تحدد ما الذي تبحث عنه في الأصل! ثم اسأل عن التفاصيل بمجرد تحديد الخيارات المتاحة أمامك. وبهذا، نكون تفادينا هراء السوال العام، وتضييع الوقت بتخمين ما تبحث عنه.

ابذل جهداً أكثر من مجرد السؤال!

فالسفر، مثله مثل أي شيء آخر، نادراً ما يكون بسيطاً. فلا يمكنك تصفّح مقالة واحدة، وتصبح مستعداً لاستثمار أموالك، أو شراء منزل، أو إنجاب طفل. فما الذي يجعلك تعتقد أن السفر لأسبوعين أو شهر أو حتى حول العالم يختلف عن كل ذلك؟ عليك بذل جهد -ولو بسيط- قبل طرح أي سؤال.

وإذا وجدت موضوعات من فئة “قائمة بأفضل …..” فاسأل نفسك على الأقل: من وجهة نظر مَن؟ وربما، تساءل؛ هل هذه حقاً أفضل عشر أنشطة يمكنك ممارستها في انترلاكن؟ كيف عرفها الكاتب؟ هل زار كل المواقع السياحية في المدينة، أو أكثر من عشرة على لإعداد هذه القائمة؟ هل عاش هذا الشخص في تلك المنطقة أو يعرفها جيداً؟ وهذا ما يجعلني لا ألتفت كثيراً إلى تلك القوائم الجاهزة. والسبب وراء شعبية مقالات أو منشورات “أفضل شواطئ …..“، أو “جدول رحلات ……” أو “المسار المثالي لزيارة …….” هو كسل هؤلاء المسافرين. أو رغبة الكثيرين في الطرق المختصرة، بدلاً من القراءة والتجربة الشخصية، ما يجعل آخرين يكتبون الاجابات السهلة المتكررة!

وشخصياً، حين أكتب أي مقالة فإنها عن تجربتي الشخصية، وأحرص على الإشارة للأمر في التدوينة بأنها قد لا تُناسبك. وفي أسوأ الأحوال، لا أكتب دليلاً عن المدينة أو المنطقة إلا حينما أسكنها لشهر على الأقل. فلا أريد أن أكون تلك الكاتبة التي لم تغادر غرفتها، وتُجري بحثاً على جوجل، ثم تكتب نصائح عن مدن لم ترها أصلاً! والأسوأ، ستقرأ لمن يدّعي أنه مدون سياحي، زار المدينة ثلاثة أيام. وبعض هذه المعالم أو الأنشطة التي يتحدث عنها لم يجربها، ربما لكونها أغلى من ميزانيته، أو أنه لم في اللياقة المطلوبة.

مصادر أفضل للتخطيط لإجازتك

لحسن الحظ، تعددت المصادر والوسائل المساعدة في التخطيط لإجازتك. قد تجدها في كتاب متعمق، أو مدونة متخصصة عن الوجهة، أو صفحة على الشبكات الاجتماعية. ولكن، قد يصعب البحث عن موقع متخصص بدولة أو مدينة ما، ويجيب على كل أسئلتك. على الرغم من ذلك، تظل كلها أدوات مذهلة في الحصول على أي معلومة تبحث عنها. فهناك مثلاً مدونات متخصصة في السياحة في تايلاند، أو كاليفورنيا، أو النيبال. والتي ساعدتني أكثر وأكثر مؤخراً، هي المواقع المتخصصة في أفريقيا. وإذا وجدتُ غايتي في هذه المواقع، فعادة ما أحجز عن طريقها، أو أبعث لهم رسالة شكر.

خرائط غوغل هي إحدى المصادر المهمة لي أيضاً. أدرس خريطة البلاد بعمق، وأضع لكل بلد ٣ – ٤ مدن رئيسية، وكل مدينة هي قائمة أو تصنيف منفرد. أضع علامة على كل الوجهات السياحية التي قرأت عنها في المدينة، المطاعم، والمقاهي، وأماكن العمل طبعاً. فمثلاً، لديّ قائمة تنزانيا: زنجبار، والنيبال: بوخارا، أو تايلاند: كوه ساموي. وهكذا. قد تكون القائمة طويلة جداً أو بضعة مناطق فقط، لا يهم، فهي لمجرد رسم صورة كبيرة، وبعض الإلهام، بناء على الإجازة التي أطمح لها. وهي بالطبع عرضة للتعديل خلال الرحلة أو الحذف حينما لا أزور تلك المدينة.

التخطيط للسفر أو الإجازة متعة بحدّ ذاتها، سواء كانت رحلة قصيرة خلال نهاية الأسبوع، أو رحلة سنوية، أو قررت السفر لعام حول العالم. وسيزيد حجم البحث اللازم مع نطاق الرحلة، والمدة اللازمة للاستعداد.

التخطيط لإجازة أفضل هذا العام

بمجرد التفكير في رحلة أو إجازة، غالباً ما تظهر أمامك الكثير من المعلومات. وقد يبدو الأمر مرهقاً ومشتتاً للذهن. ولذلك من الأفضل اتباع بعض الأساليب لتسهيل المهمة، ولتجد نتائج إيجابية.

حدد خياراتك بناءً على الميزانية

قبل أن تبدأ في متاهات البحث الحقيقية، عليك أن تعرف كم لديك في حسابك البنكي، ما لم تكن فاحش الثراء طبعاً! حدد الميزانية التي تريد أن تصرفها خلال إجازتك، لكل يوم، لتشمل: المسكن، التنقلات، الوجبات، الأنشطة السياحية، الضرائب، التسوّق، الطوارئ… إلخ المصروفات الأخرى. والأهم، عدد المسافرين المرافقين لك، والذين ستتحمل نفقاتهم أيضاً، إن كنتم عائلة. حيث ستؤثر وجهتك على ميزانيتك بشكل كبير، ما لم تكن رحلة قصيرة جداً، كرحلة أسبوعية. فإذا اخترت مدينة أو بلداً بتكلفة معيشة منخفضة، فأمامك خيارات كثيرة لقضاء إجازتك والاستمتاع بها. ولكن، إن أردت زيارة أخرى ذات تكاليف سياحية أغلى، فستقيّدك أحياناً كثيرة، ولن يكون هناك مجال للخطأ.

وقبل أن تختار وجهة سفرك، ابحث واقرأ عن العروض السياحية والتسويقية فيها. وهو عادة ما يقوم به المسافرون الأذكياء 😉 في المقابل، يبحث المسافرون قليلوا الخبرة عن أسعار تذاكر الطيران والفنادق، ويقرروا على أساسها وجهتهم. كما يمكنك التأكد من متوسط أسعار الفنادق على أي من مواقع الحجز مثل Booking.Com، أو البحث عن أسعار الشقق أو الفلل على Airbnb. ثم البحث عن أسعار تأجير السيارات بسهولة، في لمح البصر على Kayak لتكوّن فكرة عامة. ثم إن وجدت أن إحدى الوجهات في قائمتك تكلف ضعف تكلفة الأخرى للرحلات الجوية ومكان الإقامة، يمكنك الآن تحديد خياراتك.

ماهي مدة إجازتك أو رحلتك؟

الكثير منا محدد بأيام معدودة للإجازة، سواء كنت طالباً أو موظفاً. أحسب المدة التي تستغرقها الرحلة الجوية من مدينتك إلى وجهتك، هل هناك ساعات ترانزيت؟ أم هي رحلة مباشرة لا تزيد عن ثمانية ساعات. ومهما كانت مدة إجازتك، فستخسر يوماً واحداً على الأقل ذهاباً وعودة. والذي يعني أنه لو كانت إجازتك أسبوعاً، فهي في الحقيقة خمسة أيام. وإن كانت إجازتك أسبوعين، فهي في الحقيقة ١٢ يوماً.

في المقابل؛ إن كنت محظوظاً ويمكنك السفر لعام كامل فهذا أمر مختلف تماماً، فلن تقلق لهذا الأمر أبداً. أو، انضمّ إلينا، وكُن رحالة رقمياً!

تقسيم الأيام في وجهتك

هل تريد حقاً السفر والتنقل ما بين ٤ مدن في أسبوعين؟ إنها فكرة مجنونة.

بما أنك حددت الوقت الكافي لرحلتك أو الإجازة، فقسّم الأيام بناء على الأنشطة التي تريدها خلال إجازتك. حدد أولوياتك. إن أردت زيارة جميع المعالم السياحية في المدينة أو وجهتك، فعليك التخطيط لسفرك بدقة واحترافية. ولكنك ستكون عرضة للكثير من الأخطاء، وقد لا تسير كل الأمور على مزاجك. في المقابل إذا أردت الاستمتاع بوقتك ورحلتك حقاً، فسافر ببط. اختر واحدة أو اثنتين من أهم الأنشطة أو المعالم السياحية، وحقق أقصى استفادة منها بطريقة مريحة.

ونقطة أخرى مهمة، كلما سافرت لمسافة أبعد، كلما احتجت إلى مزيد من التفكير في اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، فلا تنسى ذلك أيضاً.

ضع خطة مبدئية لرحلتك

بمجرد تحديد مجموعة من الأماكن وإطار زمني، يمكنك البدء في الانتقال من المسافر الحالم إلى مسافر حقيقي. لا يعني هذا أن عليك تحديد كل التفاصيل، ولكنه يعني وضع ميزانية، وتحديد النقاط الرئيسية للرحلة. يمكنك التعرف على أي جزء من الخطة سيؤثر على تكاليف السفر، وأيها ستجعل رحلتك أكثر متعة. ويساعدك في تحديد أسئلتك وطلب النصائح، وتضييق نطاق البحث. فبشكل مثالي، ستجمع المعلومات من مصادر متعددة للوصول إلى خطة مبدئية. اقرأ مقالات، أو اشترِ كتيبات إرشادية، أو شاهد قنوات السفر على يوتيوب. أو اسأل أصدقائك الذين سافروا لتلك الوجهة قبلك، فقد يعرفون تماماً ما تريده.

وبصراحة، هل تساءلت يوماً، لماذا لا تزال الشركات السياحية ووكلاء السفر قائمة؟ لأن وكيل السفر الجيد يوفر على الناس ساعات أو أيام من وقت البحث.

استثمر بعض النقود لوضع خطة لإجازتك

إن كانت ميزانيتك كافية، يمكنك الاستعانة بمتخصص في السفر، أو الوجهة التي تريد. وهو ما يختصر عليك الكثير من الوقت، ويكفيك عناء البحث الذي لا ينتهي. أو يمكنك أن تدفع لشخص يعرف البلد جيداً ليقوم بتصميم مسار رحلتك ومساعدتك، بناءً على اهتماماتك، وعدد أيام إجازتك. فحتى أنا، استعنت بهذه الخدمات مثلاً في جوهانسبرغ، وساعدوني في التخطيط لقضاء أيام جيدة، وضمان الأمان.

وإذا كنت مستقلاً تماماً، فاشتري كتيباً إرشادياً، أو خطة سير الرحلة من أحد المتخصصين، أو استعن بخبير وجهة حقيقي لمدة ساعة من وقته. قدّمت هذه الخدمة لعدد معقول، بناء على خبرتي في بعض الدول والمدن التي سافرت لها، أو ماليزيا. وساعدتهم في عمليات البحث، ووضع خطة مناسبة لرحلتهم، وحتى إرشادهم إلى الأماكن السرية التي لا تخبرهم عنها الشركات السياحية. الجميل، أنهم كتبوا لي بعد ذلك رسائل شكر على توصياتي، واستمتاعهم بإجازتهم.

“لكن يمكنني أن أجد هذه المعلومات مجانًا على الإنترنت!“

صحيح، ربماً. وهو الرد المعتاد من المسافرين غير المتمرّسين، أو يعتقدون أنهم بهذا يوفّرون الكثير. وربما يكون صحيحاً إن كان لديك وقت كثير لتضييعه في التدقيق بين مئات النتائج، ومعرفة أحدث المعلومات، وأي منها يمكنك تصديقه. وبصراحة، ستجد الكثير من النتائج، ولكن نصفها على الأقل قديم، أو مليء بالأخطاء، أو تُرجمت آلياً، أو حتى كُتبت بالاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي.

أو، بعيداً عن كل ذلك ستنفق ٥٠ دولاراً على صفحات من البحث الصحيح، إذا اشتريت دليلاً أو استعنت بخيبر.

حان الوقت للتسوق! حسناً، ليس التسوق الذي اعتدت عليه، ولكن عمليات التسوّق المفضلة لدي 🤭

اشتري تذكرة الطيران

تبدو فكرة السفر أو الرحلة غير مؤكدة للكثيرين، حتى تتم عملية شراء التذكرة. ويمكنك تخطي هذه الخطوة إذا كانت رحلة برية، أو عند حجز تذكرة الحافلة أو القطار المؤدي لوجهتك. وبمجرد معرفة الطريقة التي توصلك لوجهتك، ووقت الرحلة، يمكنك الانتقال إلى الأساسيات الأخرى.

وأحياناً، يصبح هذا الجزء أغلى بند في الرحلة، إن كانت رحلة قصيرة. ولذلك من الأفضل استثمار القليل من الوقت في التسوق لتذاكر السفر، والتأكد من جميع الخيارات في المطارات البديلة. أو ابحث عن شركات الطيران البديلة ذات الميزانية المحدودة، أو أياماً وأوقاتاً مختلفة لخفض التكاليف. ولكن، لا تحاول أن تكون رخيصاً من أجل الرخص! فلقد تغيرت القواعد كثيراً فيما يتعلق بالأمتعة، واختيار المقاعد، والرسوم الإضافية الأخرى. وفي بعض الأحيان، قد يعني اختلاف السعر البسيط اختلافاً كبيراً في الراحة.

طريقتي المفضلة في البحث عن الوجهة التالية، التي أريد زيارتها كرحالة رقمية قد تناسبك. أبحث عادة في الرحلات الجوية مخفضة السعر على Google Flights، وباستخدام وظيفة الخريطة وترك الوجهة فارغة. ثم أقرأ عن الوجهات المعروضة. وإن كانت لديك شركة طيران مفضلة تستخدمها كثيراً، فاشترك في النشرة الإخبارية لعروضها، ومتابعتها على الشبكات الاجتماعية.

أي نوع من المساكن تفضّله لإجازتك؟

هناك أشكال مختلفة للمساكن وأماكن الإقامات لقضاء الإجازة، وبتكاليف مختلفة. جربت معظمها خلال رحلاتي، بداية من النُزل أو الهوستيل، وبيوت الضيافة المحلية. والفنادق الاقتصادية، والفنادق البوتيكية أو الفاخرة، والمخيمات. وحتى الشقق الفندقية، أو الشقق السكنية، والفلل، والمنتجعات الشاملة. وبالطبع؛ اليخوت والسفن السياحية، لرحلات الغوص المتعددة. ولكل نوعٍ منها نكهة وتكاليف وأهداف مختلفة.

وأحياناً، أتوجّه للفندق وأسأل عن الغرف المتوفرة، وهل يمكنني رؤيتها قبل الدفع. وهو ما فعلته حينما حاولت تسلق جبال أنابورنا، ولم نكن نعرف متى سنصل لكل محطة توقف يومياً. بمعنى، ليس عليك حجز الفندق مسبقاً، وهو ما يجعلك أكثر مرونة. وأفهم جيداً أن هذه النقطة لا تناسب المسافرين مع عائلاتهم أو في أوقات الذروة. ولهذا، عليك رسم خطتك بناء على ظروف سفرك ووقت الرحلة. وإن تابعت المدونة، فستعلم أنني أفضّل موقعي Booking.com و HostelWorld لحجز المساكن لفترات قصيرة. وأبحث عن العروض في AirBnb للإقامة فترة طويلة في بلدٍ أو مدينة ما، كما فعلنا الأسابيع السابقة في موريشيوس.

وإن كنت تستخدم نقاط الولاء، فمن الأفضل الحجز مباشرة مع الفندق، لتخفيض تكاليف الإقامة والاستفادة من النقاط. وإذا كان فندقاً مستقلاً، يمكنك الحصول على ترقية أو خصومات خاصة حينما تتواصل معهم مباشرة، حيث تفضّل الفنادق الصغيرة تقديم خصومات، بدل دفعها كعمولات تتراوح ما بين ١٠ – ١٥٪ لمواقع الحجز. وإن كنت متأكداً تماماً من خطة رحلاتك، فيمكنك البحث عن عروض الدفع المقدم كاملة أو غير القابلة للاسترداد، فهي أرخص من العروض الأخرى. وهو ما أفعله مثلاً حينما أعرف تاريخ الوصول، ومتأكدة منه بما أني في المطار، أو أنني في الطريق أو الحافلة لوجهتي.

أضف الجولات السياحية والأنشطة الممتعة لرحلتك 

قبل البدء في حجز الجولات السياحية على موقع Get Your Guide مثلاً، ارجع للتدوينات أو المواقع الموثوق بها، والتي ساعدتك في اختيار وجهتك السياحية. أعِد قراءة الكتيب الإرشادي حول ما يستحق المشاهدة والقيام به في البلد أو المدينة. أو اسأل أصدقاءك الذين يشاركونك الاهتمام، أو طريقة السفر. وربما سؤال أحد السكان المحليين عما هو ممتع للقيام به في المدينة، حيث من المحتمل أن يقدموا لك إجابات أفضل وربما أرخص.

وعن تجربة شخصية، لا تحجز كل الجولات والأنشطة السياحية إلا عند اقتراب موعد السفر. فغالباً ما يكون حجز جولة مغامرة محلياً أرخص، بالإضافة إلى أنك ستحصل في كثير من الأحيان على معلومات أفضل حول ما يجب القيام به ومشاهدته. أو تجد مناطق سياحية أفضل حينما تصل إلى وجهتك، أو أن الطقس غير مناسب أبداً. فلا أحد يعلم إن كانت ستُمطر في اليوم الذي قررت فيه الذهاب إلى جنتنج هايلاند!

وما لم تخطط لتناول العشاء في مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان، فهذا ينطبق أيضاً على المطاعم. فشخصياً، أستخدم خرائط جوجل، وأقرأ مراجعات الناس عند الوصول لوجهتي، وحسب ما أشتهيه ذلك اليوم. وفي أحيانٍ كثيرة، من الممتع سؤال المحليين عن أفضل المطاعم المحلية، والتي عادة ما تكون خيارات ممتازة.

ومهما يكن، لا تنسَ تخصيص بضعة أيام للراحة، خاصة حينما تكون إجازتك مليئة بالمغامرات، أو ساعات طويلة في الملاهي.

النقاط الأخيرة للتخطيط والاستعداد لرحلتك! 

الخطوة الأخيرة للتخطيط لقضاء إجازة سعيدة، والتي لن تساعدك فيها حتماً محركات البحث. وهي المرحلة الممتعة، خاصة عند اقتراب موعد رحلتك. والتي تضمن لي تقليل الأخطاء في السفر، أو نسيان أي شيء، تعلّمتها بناء على تجارب السفر الطويلة.

• تفقّد مستندات السفر: هل تحتاج تأشيرة لوجهتك؟ وهل جواز سفرك صالح لأكثر من ستة أشهر؟ واقرأ تدوينة كيف تسافر حول العالم بجواز سفر محدود، ستساعدك هنا.
• اشتري تأمين السفر: شركات التأمين كثيرة، وقد يكون اختيار واحدة منها مرهقاً. تتركز توصياتي على الشركات العالمية والتي تقدم خدمات للصحة والسفر معاً. كتبت عنها في تدوينات، لتساعدك في شراء تأمين السفر. وإن كنت رحالة رقمياً، فاقرأ تدوينة شراء تأمين السفر، فهناك شركات متخصصة مثل التأمين الصحي خلال السفر.
• اختر النظام المصرفي المناسب لسفرك: ستحتاج إلى بطاقات ائتمان متعددة بدون رسوم معاملات أجنبية. ومن الأفضل حمل بطاقة بنكية واحدة على الأقل بدون رسوم أو بطاقة سحب آلي منخفضة الرسوم. أو تعرف على الحلول المصرفية من موقع وايز (Wise).
• تأكد من الطقس في وجهتك: سيساعدك هذا في إعداد حقيبة سفرك، واختيار ما تريد حمله. وإن صادف أن رحلتك قُرب خلال موسم الأعاصير، فربما عليك تغيير وجهتك.
• ما الذي سيحدث حينما تغيب عن البيت؟ إن كانت هناك حيوانات أو نباتات في البيت، أو البريد أو خدمات قد تجري خلال غيابك.
• اشترِ أي ملابس أو معدات السفر: قد يكون حذاء التسلّق بالياً، أو أنك بحاجة إلى جوارب شتوية أو قميص للسباحة. كتبت كثيراً عن حقائب السفر بناء على خبرتي فيها، وآخرها حقيبة رحلاتي خلال ٢٠٢٣.
• الوسائل الترفيهية: حمّل كتباً الكترونية على كيندل، أو أفلام ومسلسلات يمكنك مشاهدتها خلال الرحلة. أو حمّل تطبيقات السفر المساعِدة في وجهتك، والتي ستجعل رحلتك أكثر متعة. اقرأ عن تجربتي في استخدام آيباد برو كجهاز شخصي رئيسي والكترونياتي كرحالة رقمية.

ماذا عنك؟ أي الخطوات التي تتبعها جعلت التخطيط لسفرك والإجازات التي قضيتها ممتعة؟